بعد أن عولجت قضية المتقاعدين بقيام الحكومة بإنصاف كل من وقع عليه حيف وإعادة العدد الأكبر منهم إلى الخدمة وصرف استحقاقاتهم طيلة مدة بانقطاعهم وترقية كل من يستحق الترقية بما فيهم أولئك الذين طالبوا التقاعد بمحض إرادتهم وبإلحاح شديد بعد أن شعروا بخطأ تقديراتهم حينذاك لكونهم عايشوا دورات الصراع الداخلي التي جرت في المدة السابقة لإعادة وحدة الوطن اليمني وبالذات في المحافظات الجنوبية والشرقية والتي كانت تنتهي بالمجازر المروعة والتصفيات الجماعية وصنوف شتى من المآسي والويلات ولم يتوقع أحد منهم أن منطق التسامح والصفح والعفو سيكون سيد الموقف وأن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قد وجه بتمكين كل من له حق و قبل أيام قليلة تم في محافظة الضالع تسليم رواتب لعدد (63) من عمال التعاونيات في المحافظة بعد انقطاع دام احدى عشرة سنة. هذا أبسط مثال.بعد كل تلك المعالجات والحلول المنصفة التي لم تسقط حقاً أو تتقاعس عن إعطاء كل ذي حق حقه فماذا يعني لأولئك الذين ارتفعت أصواتهم وضجيجهم في وسائل الإعلام سواء كانوا حزبيين أو متمصلحين أو من العناصر الموتورة والمأزومة بعد أن تم حل مشكلة المتقاعدين والتشدق والتظاهر بالدفاع عنهم إذ أنه وبانتفاء الأسباب والعوامل التي تم استغلالها من قبل تلك المجاميع السياسية والحزبية والمصلحية للتحريض على الاعتصامات والمظاهرات وأعمال التخريب وإقلاق السكينة العامة والإضرار بالمصالح الوطنية العليا فبماذا يمكن تفسير أصرار هذه العناصر على الاستمرار في ركوب الموجة والتمادي في ممارستها غير المسؤولة التي تستهدف إعاقة جهود التنمية وتخويف المستثمرين، وعرقلة التوجهات المكرسة للحد من البطالة وإيجاد فرص العمل للشباب وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين؟ .وما يثير الاستغراب حقا ان بعض قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية وهي تنساق وراء هذه العناصر المجبولة على الأنانية وضيق الأفق من دون إدراك أن انجرافها وراء تلك النتوءات يسيء لها ولأحزابها خاصة وأنها معنية قبل غيرها بالتصدي لكل المظاهر التي تستهلك الأنظمة والقوانين وقيم الديمقراطية وضوابط ممارستها إذ ليس من الصواب أن تعمد هذه القيادات الحزبية إلى تصفية حساسيتها السياسية مع الحزب الحاكم عبر تمترسها في الخانة السلبية باعتبار أن التغاضي عن مثل هذه الحالة سيباعد بينها وبين الجماهير التي تأمل منهم الوقوف إلى جانب الوطن والتعبير عن تطلعاته وآماله في المزيد من النهوض والتطور وترسيخ الاستقرار لا أن تصبح مشرطاً في الأيادي الملوثة التي تسعى لخلط الأوراق والتعدي على ثوابت وقيم الوطن والنيل من سلامته والإضرار بمصالح أبنائه ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.
|
اتجاهات
يسيئون لأنفسهم قبل الوطن
أخبار متعلقة