خليط من عصير التفاح والبرتقال ونسبة من المياه الغازية
جده / متابعات: شهدت “كافيهات” ومطاعم مدينة جده أخيراً انتشار مشروب “شمبانيا سعودية” بشكل لافت للنظر.ولا يحتوي المشروب على أي مادة كحولية أو محرمة شرعاً، فهو عبارة عن خليط من عصير التفاح والبرتقال تضاف إليه نسبة قليلة من المياه الغازية أو “السفن اب”، حيث يتم خلطها بطريقة معينة ثم تقدم للزبائن في شكل أكواب عادية.ولقي المشروب الجديد الخالي من الكحول على غرار “البيرة” الخالية من الكحول، إقبالاً كبيراً خاصة بين الشباب، ومن المعروف أن المشروبات الكحولية محرمة في الإسلام قطعياً فلا يجوز بيعها أو تناولها، وتعتبر “الشمبانيا” احد المشروبات المحرمة.ويقول ياسر سلطان، احد العاملين في كافيه شهير بشمال جدة، إن الشمبانيا السعودية صناعة محلية سواء من ناحية الفكرة أو المضمون، مشيراً في حديث خاص لـ”العربية.نت” إلى إنها كانت فكرة أحد المطاعم الكبيرة في جدة، ثم قام الآخرون بتقليدها.وحول مدى الإقبال على المشروب أكد ياسر أن هناك إقبالاً كبيراً خاصة أوساط الشباب، لافتاً إلى أن المشروب كان يقدم سابقا كطلبات خاصة للزبائن الدائمين في الكافية، إلا انه نظراً للرواج الكبير الذي حققه المشروب، قامت اغلب الكافيهات والمطاعم بإدراج اسم المشروب “سعودي شمباين” في المنيو أو قائمة الطلبات الخاصة بكل مطعم أو كافيه. وتوقع ياسر أن يلقى المشروب رواجا أكبر إذا تمت تعبئته في زجاجات وبيعه في الأسواق.من جهته، اعتبر الأخصائي الاجتماعي سعود المهنا أن فكرة تسمية المشروب بالشمبانيا السعودية لا تعدوا كونها فكرة تسويقية المغزى منها جذب الشباب الذين تستهويهم هذه الأسماء والتقليعات الغربية الأخرى.وأضاف المهنا أن نفس خلطة المشروب تنتج من بعض شركات العصائر في السعودية على شكل معلبات لكن بمسميات عادية، مشيراً إلى انه ليس هناك جديد في مشروب “سعودي شمباين” سوى الاسم وهو الذي تسبب في رواجه.ولفت المهنا النظر إلى أن هذه التسمية تدخل ضمن نطاق جهود بعض الشركات لمجارات الموضة الغربية بغية ترويج السلع خاصة وسط الشباب، مشيرا إلى أنه ظهر أخيراً بشكل واضح عصائر ومشروبات غازية تأخذ أشكالا زجاجية تشبه إلى حد كبير زجاجات الويسكي والفودكا والمشروبات الكحولية الأخرى. [c1] فتوى تبيحها من دون التسمية[/c]من جانبه، أكد الشيخ الدكتور محمد النجيمي عضو مجمع الفقه الإسلامي بجدة أن المشروب مباح مادام انه لا يحتوي على كحول أو إضافات محرمة شرعاً.وأضاف الشيخ النجيمي ، أن تسمية المشروب بالشمبانيا لا تجوز باعتبار انه اسم لخمر محرم، متسائلاً عن مغزى إطلاق الأسماء المحرمة على المشروبات المباحة، ودعا الشيخ النجيمي الجهات المسؤولة إلى منع المحال من ترويج هذه الأسماء، محذرا من أن تكون مقدمة للوقوع في شراك الكحول، وجعل المجتمع يتقبل ذلك تدريجياً.تجدر الإشارة إلى أن شهر رمضان الماضي شهد جدلاً واسعاً في أوساط مسلمي أوروبا بعد أن أنتجت شركة فرنسيه سلعة زجاجية تحت مسمى “شمبانيا حلال” وهي عبارة عن مشروب يحتوي على نفس مكونات الشمبانيا العادية المصنوعة من التفاح الأحمر المخمر ولكن دونكحول، حيث حصلت الشركة على شهادة تؤكد أن المشروب حلال من “المعهد الإسلامي الأوروبي”.وقامت الشركة بالترويج للسلعة عبر دعوة المسلمين بالاحتفال بشهر رمضان المبارك بشراب شمبانيا خالية من الكحول، وجاء في الملصق الدعائي للمنتج “أنه المشروب المثالي للاحتفال بمناسبة سعيدة مع مشروب حلال طيب.. فلتستمتعوا بمذاقه مع أصدقائكم”. وحقق المشروب عند طرحه في السوق مبيعات كبيرة، إلا أن هذه المبيعات سرعان ما تراجعت اثر صدور فتاوى دينية تحرم تناول المشروب لما فيه من التشبه بشاربي الخمر لاسيما أن زجاجاته تشبه في شكلها وتصميمها زجاجات الشمبانيا العادية.