مع الأحداث
*يحمل الإرهاب بين طياته معنى الاعتداء واستخدام العنف والقوة ما ينتج عنه إيداء الآمنين وإزهاق أنفس بريئة،وأصبح هاجسا يهدد المجتمعات في قعردارهاا،مما يشكل اتجاها ومعاكسا للهدف من وجود الإنسان الذي استخلفه الله سبحانه وتعالى في إعمار الأرض.*والملاحظ أنه بعد الهجوم الذي تعرضت له أمريكا في أحداث 11سبتمبر الأليمة والذي أصبح يوما تؤرخ به الأحداث،نجد أن موجة الإرهاب تتسع رقعتها في الانتشار،ويتزايد خطرها،فالإرهاب في حقيقته إفراز لفكر ضال منحرف يتخذ أربابه العدائية لمجتمعاتهم.*إن الأعمال الإرهابية التي حدثت في بلادنا مؤخراً بيد بعض أبنائه دليل على وجود خلل في المجتمع نتيجة خلل في التربية فمن المعروف علمياً أن للبيئة الاجتماعية دوراً كبيراً في حدوث السلوك ألانحرافي ،وأن الذي يقوم به الفرد ليس وحده المسؤول عنه،بل المجتمع الذي يعيش فيه فالسلوك الإجرامي هو نتيجة عوامل وشروط اجتماعية وثقافية إذا توفرت تتوفر شروط الجريمة،كما إنه ليس مستبعداً أن تكون أهم وسائل الإرهاب الفكري والإعلامي هي الانترنت(الموقع والمنتديات والبريد الالكتروني وبرامج المحادثات)التي تقوم بتغذية عقول الإرهابيين والتأثير على سلوكهم الانحرافي،وكأنما الإنترنت صمم وأنشئ من أجل المنظمات الإرهابية.*لذا توجب على المجتمع بكافة مؤسساته أن ينهض لمحاربة الإرهاب بجميع صوره وألوانه،وتنقية المجتمع من الأفكار المغلوطة وهذا أمر لا يقبل التأجيل،ولا غنى عن جهود الجميع.وقد حرصت اليمن على بذل جهود واضحة في مواجهة موجة الإرهاب،استهدفت توعية المواطنين بخاصة المجتمع التعليمي بالإرهاب وصوره وسلبياته وموقف الإسلام منه،والتحدير من الانسياق وراء الأفكار الهدامة ذات الألوان الرمادية التي تؤثر سلباً على النظرة للإسلام وقيمه الداعية للإنسانية والتسامح والوسطية ختاما نقول إن مكافحة الإرهاب والعنف وعقلية الحزام الناسف والتفجيرات لن يكتب لها النجاح التام بالجهد الأمني والملاحقة الميدانية وحدهما،بل لابد أن يسند ذلك دور تربوي وفكري توعوي تقوم به المؤسسات التربوية،وعلى رأسها المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الإعلام في التثقيف والحماية،وتحصين الطلاب وفتح آ فاقهم المعرفية،وتوعيتهم بمخاطر الارهاب حتى لا تصطادهم خلايا إرهاب الانترنت،وتعزيز الشعور الوطني والانتماء إلى الوطن،والتحذير من هذه المخاطر التي يمكن أن تعوض مكتسبات الوطن،وزعزعة أمنه واستقراره ،إذا لم يواجه مواجهة متكاملة،لأن مهمة مقاومة الإرهاب مهمة وطنية يشترك الجميع في مسؤولياتها.