في الشعر وصفوها بأنها (مدرسة) عندما قالوا (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ) هذا الوصف كونها أم .. فإذا كانت أم وزوجة وابنة ومعلمة وعاملة .. وكل هذا فإنها فعلاً (نصف المجتمع) إن لم تكن هي المجتمع بأسره!!نعم إنها (المرأة) التي سطرت التاريخ بحضورها السياسي ، فيدرك المتابع للتاريخ اليمني أن المرأة اليمنية قد احتلت مواقع هامة في قمة الهرم السياسي (الملكة بلقيس ملكة سبأ والسيدة أروى بنت أحمد الصليحي ملكة الدولة الصليحية) ، وما كانت المرأة اليمنية لتصل إلى هذه المكانة في الحقب التاريخية المختلفة – قبل الإسلام وبعده – لولا وجود تراث حضاري ووعي تاريخي لايميز كثيراً بين المرأة والرجل. ففي التاريخ الحديث والمعاصر عملت المرأة وبشكل دؤوب لانتزاع جزء من حقوقها خاصة ما يتعلق منها بجانب المشاركة ، فأنشئ اتحاد نساء اليمن والذي مثل اللبنة الأولى للمطالبة بالحقوق السياسية للمرأة ، ولم يكتف بهذا الدور بل خاض هذا الاتحاد معارك عديدة لإقناع الرأي العام بفكرة وجود هذا الاتحاد وإقناع النساء اليمنيات بالانضمام إليه ، هذا بحسب معرفتنا بتاريخ الاتحاد.فالدستور اليمني والقوانين المستمدة من روح الشريعة الإسلامية قد كفلوا في العقود الأخيرة من القرن العشرين الكثير من الحقوق ، وخصوصاً في الجوانب السياسية والعمل والتعليم .. وخلافه ، مما مكن المرأة من المشاركة الفاعلة والإسهام في الحياة الاجتماعية بأبعادها المختلفة .ففي عمر (الوحدة) أتيحت للمرأة مساحة في المشاركة ، فهذه من أهم المتغيرات التي شهدها المجتمع اليمني خصوصاً في الجانب السياسي والقانوني الذي كفل التعددية السياسية ودعا إلى المشاركة الشعبية والعمل السياسي لكل فئات المجتمع.وختاماً لما سلف ذكره وبحسب ما توصلت إليه المرأة اليمنية في وقتنا الراهن يمكننا القول بأنها استطاعت الحصول على جزء من حقوقها بعد جدل طويل بين فريقين أحدهما مؤيد والآخر معارض ، كون أصحاب الطرف المؤيد يرون أن النساء جزء من الشعب وأن حرمانهن من حقوقهن السياسية يتنافى تماماً مع مبدأ الديمقراطية ، بينما يرى الفريق المعارض أن إعطاء المرأة حقوقها السياسية يتنافى مع التقاليد والعادات اليمنية ، ومن هذا وذاك من المؤكد أن الجدل سيحسم في نهاية المطاف لصالح المرأة من دون شك كونها هي (نصف المجتمع).
نصف المجتمع .. وتاريخها السياسي في اليمن
أخبار متعلقة