حدث وحديث
عندما يغيب منطق العقل، يصعب على الانسان بلوغ الحقيقة، فالعودة الى جادة الصواب تمكن الجميع من الخروج من النفق المظلم والمتأزم نحو المنطق الصحيح والسليم تقييما للاشياء والظواهر الموضوعية ليسهل استخلاص معطياتها، وبالمحاكمات العقلية يستجلي الحلول الناجعة لها، فعلى صعيد التلاحم والوحدة تعزيزا للوحدة الكفاحية لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين المتلازمتين نرى من الواجب الجلوس معا على طاولة الحوار الوطني – السلطة والمعارضة – فالاصطفاف على قاعدة دستور الجمهورية اليمنية كشرط يفرضه الواجب الوطني والتاريخ النضالي لمناضلي الثورة اليمنية والوحدة ودم الشهداء وابقاء باب الحوار مفتوحا والبت في النقاط المتفق عليها وتأجيل النقاط محل الاختلاف لاعادة دراستها وطرحها مجددا على طاولة الحوار الى ان يتم التوصل الى حلها وبعد ذلك شطبها من جدول الحوار.من هنا يبدا الحوار والاصلاحات اذا كنا فعلا نؤمن بالديمقراطية ونسعى الى اسعاد المجتمع، على السلطة تقديم المزيد من التنازلات، وهو ما تم فعلا بمبادرة شجاعة من فخامة الأخ الرئيس - أي بداية من طرف واحد - وسوف لن يقف عند حدود المتقاعدين واحتجاجاتهم بل سيشمل وتصل الى بؤر الفساد التي كانت سببا في وصول الامور الى ما وصلت اليه. الا ان حنكة فخامة الأخ الرئيس وما يملك من حكمة تدارك الموقف وافشل نوايا اعداء الوحدة الذين كانوا ينوون تنفيذ مخططهم الرجعي على الوحدة وتمريره عبر المتقاعدين الذي استجاب الأخ الرئيس لمطالبهم الحقوقية، ونفذها. فبالحوار يمكن الوصول الى حكومة وحدة وطنية كخلاصة للاصلاحات التي بدأها الأخ الرئيس.فعلى المعارضة الخضوع الى منطق الحوار واستغلاله الاستغلال الامثل بعيدا عن كل ما يهدف الى تعكير هذه المبادرة الشجاعة التي اقدم عليها الأخ الرئيس والذي يثلج الصدر حديثه الصادق لدى لقائه الادباء والكتاب اليمنيين والذي اعترف بدورهم الطليعي في تحقيق الوحدة وكانوا الشريحة الاولى في الدمج والتوحد، وهنا لايسعني الا ان أسأل الأخ الرئيس لماذا السلطة الرابعة والمهنية والابداعية مهملة حتى الآن، ولم تحظ باهتمام الحكومة؟ فمشروع الكادر الصحفي حبيس أدراج وزارة المالية وهو اول مشروع يقدمه الصحافيون في اعقاب 1990م .. وولد ياسيادة الرئيس مع الوحدة وهو معاق ولكن مهما يكن فان الصحفي والاديب والاعلامي لن تجد الحكومة مبررا لما لحقهم من ظلم حتى لحظة كتابة هذا الموضوع.