من قرب.. تستطيع أن تميز، بالاحتكاك يمكنك أن تحكم حتى ولو كانت الفترة قصيرة، فالمعدن يظهر بريقه إما أخلاقاً وأصالة، أو رذالة ودونية، لا مكان لها بين البشر الطيبين..ومعادن الرجال تظهر سريعاً من دون تمثيل أو شطحات، فالتلقائية والبساطة عاملان يظهران الملكات ومكائن الدرر النادرة.. ويكشفان أماكنها لتغدو للعيان، سلوكاً وممارسة وقدرة لمن أراد أن يستفيد.. هو رجل من المناضلين ومن الأبطال الحقيقيين، خاض معارك الثورة والجمهورية والوحدة، وانتصر لها، وظل أميناً وفياً لا يكل ولا يمل... وكلما تقدم به السن إزداد شباباً وعطاءً، وكأنه في عمر الشباب اليافع سبحان الخالق عز وجل.. التقيناه في العاصمة صنعاء في اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء كان أحد القادة المحاضرين في الدورة المكرسة للجان الإشرافية والأساسية في عملية القيد والتسجيل التي تجري حالياً في عموم محافظات الجمهورية... كان أول ظهور له مبهراً لنا في قاعة الشوكاني بكلية الشرطة كان ممسكا بـ(المايك..) - ناقل الصوت- يرتب ويحدد مواقع الناس في القاعة.. لفت انتباه الجميع بلياقته وكياسته وخفة دمه، وهندامه وأسلوبه الرائع.. أحبه الناس لشكله.. دون معرفة من هو، لأن كثيرين لم يعرفوه ربما رغم بزوغ نجمة في المحافل الوطنية العسكرية والمدنية ..إلخ.. هذا هو اللواء الركن/ علي محمد صلاح، المسؤول عن لجنة العمليات والاتصال في اللجنة العليا للانتخابات في هذه الدورة البرلمانية.. الذي تعرفنا عليه بسرعة وأحببناه بسرعة أكبر.. وصار في عقولنا ومخيلاتنا منذ قاعة الشوكاني حتى قاعات مدرسة رابعة العدوية، مقر الدورة المخصصة للمشاركين.. وكان له مواصلة طيبة معنا، لم نستمتع بها، لمرور الوقت سريعاً... علي محمد صلاح.. إنسان تفخر به، اليمن وكل اليمانيين، فهو العسكري الذي قلب موازين القاعدة التي كانت تنتقص -ربما- من العسكري ولكن عسكري الإمام،وليس عسكري اليوم .. وهو ما ترجمته إحدى أبيات الزبيري ذائعة الصيت.. أقول هذا الرجل قلب القاعدة، وانتفت تلك العبارات، لأن عسكرياً كهذا يكون موقعه العلا، ويعزز ويكرم لوطنيته وتفانيه وإظهاره المثل الأعلى منذ بداية عمله حتى اليوم! وماذا يمكن أن نزيد، في حقك أيها الرجل الأصيل.. فيكفي أنك كنت نموذجاً ومستجيباً لنا في قاعة الدرس والساحة وفي العقل والقلب لك عندنا مكانة لايمحوها الزمان.. بوركت أيها الجميل المثقف الأصيل.. ولك منا أفضل التحايا والتبجيل!
