تقع مدينة بينغياو في قلب مقاطعة شانشي على مسافة 70 كيلومترا من حاضرة المقاطعة. يخترقها نهر فنخة ثم يسير باتجاه الجنوب، وتعتبر عقدة تجارية منذ قديم الزمان، فقالوا عنها “ السوق التي لا تكسد” و” بكين الصغيرة”.كانت بينغياو تسمى محافظة بينغتاو في أسرة تشين ثم محافظة تشونغدو ثم محافظة جينغلينغ في أسرة هان الغربية، ثم محافظة بينغياو حتى يومنا الحاضر. وخلال 2700 سنة مضت على وجودها، بني بها ما يزيد على 300 وحدة من المباني الأثرية منها 99 بناية خاضعة للحماية الحكومية مثل معبد تشينغقوه في أسرتي ووداي وتشينغ، وفي غابر الزمان كان الصينيون يصنفون المهن الرئيسية الأربع تصنيفا يعظم الوظيفة الرسمية فيضعها في المرتبة الأولى تليها الزراعة ثم الصناعة وفي القاع تأتي التجارة. ولكن في بينغياو، كان العمل بالتجارة بغية كثيرين. بينغياو التي بنيت في بداية أسرة وي الشمالية، كانت معروفة باسم “ بينغتاو” ثم أخذت اسمه الحالي- “ بينغياو” في عام 424. في عام 1370 في أسرة مينغ جرى توسيع بنائها ، حيث أعيد تشييد سورها بالأحجار والطوب بدلا من التراب المدكوك. ولأن الصينيين يعتقدون منذ القديم أن السلحفاة ترمز للسعادة والعمر المديد، فقد صمموا البنايات مقلدة لشكل السلحفاة ومن أهم بنايات بينغياو ما يلي: سور المدينة الذي تتخلله ست بوابات على شكل السلحفاة؛ البوابة الجنوبية-” الرأس”؛ البوابة الشمالية- “ الذيل”؛ البوابتان الشرقيتان والبوابتان الغربيتان - “الأقدام الأربعة”، وتمتد قناة الحماية حول السور، وتربط الجسور المعلقة ما بين البوابات والقناة. خلال فترة أسرتي مينغ وتشنيغ تم ترميم وصيانة السور 25 مرة حتى بلغ ارتفاعه عشرة أمتار، وارتفاع شرفاته مترين، وبنيت عليه قلاع المراقبة، و77 قناة جوفية لصرف مياه الأمطار داخل السور، ورصف الممر على سطحه بالطوب. في أسرة تشينغ، أعيد إنشاء شرفات السور، 3000 (عدد تلاميذ كونفوشيوس)، وقلاع المراقبة 72 وحدة ( عدد المتفوقين منهم). هذا إضافة إلى معبد قاو تشنغ رن( الراهب الطاوي) على منصة اختيار الجنرال في السور الشرقي؛ قاعة كويشين وجوسق ونتشانغ على السور بالجانب الجنوبي الشرقي. هكذا غدت مدينة بينغياو مثل أسد يربض مطلا على ما حوله.. الملونة في الشرق”.بغية الحفاظ على سور بينغياو الأصلي بذلت الدولة ومقاطعة شانشي جهودا هائلة بشريا وماديا في مشروع بناء وترميم السور خلال عشر سنوات من نهاية السبعينيات حتى بداية التسعينيات في القرن الماضي..من معالم بينغياو كثرة المصارف التجارية بها. ويوجد أكثر من عشرين بنكا على امتداد الشوارع، المعظم أنشئ في أسرة تشينغ، وكانت فروعها منتشرة في شتى أنحاء الصين. بعض هذه المباني لا تزال في حالة جيدة حتى اليوم ، ومنها بنك ريشنتشانغ، وبنك بايتشوانتونغ وقد أصبحا متحفين..تجذب بينغياو الزوار بمبانيها العتيقة ذات الأسلوب المعماري الفريد والشوارع الواسعة التي تصطف على جانبيها بنايات البنوك، والأزقة الضيقة بين البيوت..