لا يختلف إثنان أن الوحدة اليمنية تاج على هام التاريخ، و ألقٌ في جبين الدهر، بل هي الضوء في رحلة الحرية والإنعتاق، وستظل حاضرةً في ذاكرة التاريخ والجغرافيا . الوحدة اليمنية خيار وطني وانجاز قومي عظيم , أحدثت التغيير الكبير نحو المستقبل والتنمية والديمقراطية والبناء وأمن واستقرار المنطقة بالكامل والتي نفتخر بها اليوم بين شعوب الأمم ,ولا يستطيع أحد أن يقزم هذا الإنجاز الوطني الكبير الذي أعلنه وحققه فخامة رئيس الجمهورية والمخلصون من أبناء الوطن الأوفياء.وبمرور عقدين من عمر الوحدة المباركة يكون شعبنا اليمني قد تجاوز مرحلة الخوف على وحدته وإن وجدت بعض الأصوات النشاز فستظل نشازاً غضب الله على أصحابها وأعمى بصيرتهم عن رؤية الحق وجادة الصواب.. أقول وأنا على يقين أن الوحدة قد تجاوزت مرحلة الخوف عليها لأنني على يقين أنها صارت محصنة ومحمية من كل فئات وشرائح المجتمع الذين وجدوا فيها هويتهم ومستقبلهم وأمنهم واستقرارهم ,لذلك يصبح أصحاب تلك الأصوات النشاز المعادية لهذا المنجز التاريخي يشكلون برمتهم تعزيزاً للوحدة كلما علت أصواتهم لأنهم بذلك يعملون على تحفيز مشاعر المواطنة الحقة لدى الشعب بأكمله للوقوف صفاً واحداً ضد من يحاول المساس بالوحدة ومنجزاتها العملاقة.. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الاصطفاف ؟ يأتي الجواب مباشرة من أرض الواقع أن الوطن شهد في عهد وحدته عدداً من الانجازات التنموية والخدمية الشاملة وفي شتى المجالات السياسية والاقتصادية والديمقراطية وعلى مختلف الصعد الثقافية والاجتماعية التي جميعها تصب في خدمة بناء الإنسان اليمني القادر على مواكبة مسارات التطور المتسارع في حياة الشعوب والأمم المتقدمة.. كما استطاعت بلادنا في ظل راية الجمهورية اليمنية وبقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح - أن تتبوأ موقعها الإقليمي والعربي والدولي من خلال سياستها الخارجية المبدئية المتوازنة التي تحظى باحترام وتقدير المجتمعين العربي والدولي.إن عظمة الوحدة المباركة تتجسد يوماً بعد يوم في عزة ومجد وقوة وشموخ اليمن, وهذه الوحدة التي غدت عميقة الجذور في ضمير ووجدان كل الشرفاء والمخلصين من أبناء يمن الـ 22 من مايو العظيم لا تهزها المشاريع التآمرية الصغيرة وممارسات الأقزام ذوي الميول الانفصالية والنزعات الشطرية والامامية الكهنوتية، الذين لم يتخلوا عن وسائلهم وأساليبهم السياسية التآمرية المعادية للوحدة اليمنية فعملوا بكل ما لديهم من قوة ومن خلال جملة من الأساليب، والوسائل السياسية والإعلامية لخلق مزيد من المصاعب والعقبات وافتعال المشاكل على طريق الوحدة, كما عملت بوسائل مختلفة عديدة متنوعة على تشويه وتعطيل مشروع عملية البناء الوحدوي الديمقراطي ، فأشعلت الحرائق الإعلامية والسياسية والحروب، وأشاعت، الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في الساحة اليمنية بهدف تقويض أسس دولة الوحدة اليمنية وذلك كله بهدف العودة بالوطن إلى أزمنة التشرذم والضعف والوهن .ويكفينا فخراً أن يهل علينا هذا العيد الوطني في ظل واقع يزدهي بجملة من الإنجازات التنموية والديمقراطية الحاضرة في فعلها التطوري رغم وجود عدد من الإشكالات الاقتصادية وكذا السياسية التي ما ننكر أنها لا تزال في طور الرقي كتجربة , لازالت بحاجة إلى تدريب عملي وسلوكي حتى نصل بها إلى حالة من الإدراك والوعي المترجم لأهداف المستقبل المنشود ولا يأتي ذلك إلا من خلال الحوار والتلاقي بين أطراف العمل السياسي بصفة رئيسية لأن ذلك سيزيل تلك المسائل الخلافية بين أقطاب العمل السياسي في اليمن.. ومن هنا تكمن أهمية اللجوء إلى طاولة الحوار السياسي الهادف تصحيح الإختلالات في إطار الشرعية الدستورية والقانون ومبادئ الثورة اليمنية التي مثلت وحدة اليمن أهم أركانها الأساسية وستظل كل القوى الوطنية الخيرة متمسكة بها ومناضلة من خلالها على تحقيق العدالة والمساواة والتنمية ومحاربة الفساد في إطار ثوابت الثورة اليمنية وانطلاقاً من استشعار المسؤولية الوطنية لبناء يمن جديد تتجسد فيه مبادئ وقيم النضال الوطني والثورة ويلتف حولها كل الشرفاء من أبناء اليمن شماله وجنوبه شرقه وغربه في مواجهة من جنحوا إلى المسالك الشائكة ولم يكترثوا بالعواقب التي ستحيق ليس فقط بهم بل بالأمن الإقليمي بشكل عام وهو ما يستدعي استحضار العقل المستوعب لمجمل التطورات والأحداث التي تمر بها المنطقة التي تفرض علينا كمجتمع يمني بكافة شرائحه وأطره السياسية والتنظيمية وكذا الجماهيرية الاستفادة من عملية النزوع للصراعات والتجاذبات المصلحية الضيقة وغير الواعية حتى نجنب وطننا ووحدتنا المآسي التي نراها رؤية العين في كثير من مناطق العالم ,فهل نرضى لأنفسنا الهروب من نعيم الاستقرار إلى جحيم التشرد والفوضى,ومن يرد ذلك فليذهب بنفسه الى حيث أراد أما الوطن ووحدته سيبقيان محصنين بالشرفاء من أبنائه وما على الحاقدين والمتربصين إلا الذهاب مع أدراج الرياح إلى مزبلة التاريخ.
الوحدة والشعب وخيارات أخرى
أخبار متعلقة