لم تشهد عدن مشكلة كبيرة مثل مشكلة المياه وشحتها بل وانعدامها في شهر رمضان الفائت وحتى يوم العيد.. لكننا لمسنا تحسناً طفيفاً في بعض الأحياء والمدن، وهو تحسين مازال يكبر ويكبر، وإن شاء الله يعم كل بيت وبثبات حقيقي، وذلك لن يتم إلا من خلال سياسة صارمة تحفظ حقول المياه وأنابيبها المدفونة تحت الأرض والصيانة الدورية لها، وإيجاد شرطة مائية مسلحة شبيهة بالشرطة البيئية إذا لزم الأمر تكون مهمة هذه الجهة قانونية أمنية وتستمد قوتها وفاعليتها من القانون والدستور والأخلاق المتعارف عليها في هذه المدينة الجميلة العريقة.. وبرغم سلسلة الكتابات التي نشرت حول الموضوع إلا أننا لم نلمس رداً ما أن شيئاً ما قد حصل، وأن أزمة كانت، وقد أنقشعت، وبدا أن التحسن في طريقه إلى عودة محمودة بدون منغصات، إن شاء الله تعالى.. وأقول إن معالجة مشكلة المياه في عدن يمكن لها أن تخطو خطوات كبيرة لو أحكمت السيطرة على حقول المياه في تبن وأبين وفرضت القوة القانونية لحماية ذلك هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن التفكير الجدي ببناء خزانات فوق جبال عدن الكثيرة والمرتفعة، سوف يكون له بالغ الأثر في ضخ المياه إليها وإعادة توزيعها بسهولة، وحتى لو تم ذلك بناء على خطط سنوية تبدأ من هذا العام أو العام القادم .. وقد لمسنا فعلاً أن هذه الفكرة قد طرحت من قبل المهندس العملي/ حسن سعيد قاسم نائب المدير العام، ولكن أما يبدو لا تترجم الأفكار إلى واقع عملي برغم أهميتها خاصة في الوقت الراهن!!* وأن عدن اليوم يسكنها قرابة مليوني نسمة، وبها من الاستثمارات والمشاريع الكثيرة ما يستنزف ثروة المياه، بدون حسيب أو رقيب.وهناك مزارع لمسؤولين ومواطنين في أطراف المدينة كلها خضرة وأشجار مثمرة.. وهذه تتطلب كميات كبيرة من المياه، وعلى حساب مياه الشرب في حين لا يستفاد من (المياه العادمة) ومعالجتها لتستخدم في ري تلك المزارع وغيرها. وهو المطلوب التفكير فيه عملياً وسريعاً.. وانظروا إلى الأردن الشقيق الذي تحيط به مياه الأنهار العذبة، كيف حول المياه العادمة إلى مصادر زراعية التي كانت تغرق نسبتها الـ 7% من مياه الشرب إلى الري؟ ما وفر كمية كبيرة من مياه الشرب للناس.. في كل أنحاء مدن الأردن الجميلة الآسرة.. لذلك .. كنا (شرسين) في النقد خلال الأيام الماضية. ولكن هي محبتنا للمياه وأهل المياه، وليعذرونا، لأن المثل يقول:(اللي يده في الماء مش زي اللي يده في النار)!!.. ولهذا هم صدورهم واسعة ومتقبلة للنقد حتى وأن كان جارحاً بعض الشيء لكن يقول المثل أيضاً (العتاب بين الحبايب شيء لذيذ) .. (والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية)، وقضيتنا هي الماء.. قضيتنا جميعاً، وبها نحيا أو نموت .. والله نستهدي، ومن عمل وأتقن كان له الثواب عند الله..
|
اتجاهات
المياه في عدن
أخبار متعلقة