محمد فؤاد :اليمن.. كغيرها من بلدان العالم، تقع على رقعة أرض يقطنها مجتمع عربي متكامل مسالم وبنفس الوقت شعب قوي و إرث حضاري مجيد.وهو نعلم يتكون من العديد من المناطق والقرى والمدن والنواحي ذات أصول قبلية متأصلة ترتبط بعضها ببعض بمجموعة من علاقات النسب والقرابة منذ الأزل حتى يومنا هذا.. ومن هذه المجتمعات برزت ونشأت القبائل اليمنية مشكَلة حبلاً متيناً من الأواصر بكل ما للكلمة من معنى ولها كم هائل من الأمجاد ذات الجذور العريقة منذ أزمنة وحقب متتابعة عبر التاريخ.كما أن القبائل اليمنية ترتبط بصلات الأخوة والعربية مع القبائل والعشائر والشعاب المجاورة لها بالبلدان العربية المحاذية لها واليمن بلد يمتاز بالتنوع الجغرافي والمناخي إضافة إلى التنوع البشري بمختلف أشكاله وفئاته وعلى طول وعرض الهضاب والمرتفعات الجبلية الشاهقة إلى جانب تعدد العادات والتقاليد الموروثة منذ القدم في كل مناطقه يسودها الطابع القبلي نجد تلك العادات والتقاليد منها ما يهم جميع القبائل اليمنية.ومنها ما تحتفي به كل قبيلة لوحدها إلا ن هذا الاختلاف الثقافي واللغوي يوجد شيئاً من التآلف والود والتكامل الاجتماعي والذي يستحوذ على العلاقات التي تجمع القبائل اليمنية بعضها ببعض.إلا أن سيادة العرف القبلي يطفى على كل شيء فيما بينهم البين مما جعلهم من أقوى وأعتى القبائل في الجزيرة العربية وعلى العموم التاريخ يدلل ويبرهن على تلك القوة التي تتغير بها قبائل اليمن فهم " أولو بأس شديد " كما ورد في القرآن الكريم. وهم فاتحو الأمصار في الفتوحات الإسلامية والشواهد كثيرة.وبالرغم من أن بعض عادات القبائل اليمنية بدأت بالذبول والاختفاء نتيجة لاندماج بعض القبائل بأهل المدن وانتقالهم إلى نمط الحياة الترفية والتطور المدني ذي الملامح العمرانية وهو ما جعلهم يتأثرون بها وعملوا على نقلها إلى مناطقهم النائية البسيطة والمتواضعة والتي تعتبر عن الصبغة القبلية العريقة بثرائها ونواحي الأصالة المتجذرة.إلا أن أكثر العادات والتقاليد لا تزال ومازالت قائمة يتمسك بها القبلي ويحافظ عليها وقد تصل إلى أن يضحي بحياته من أجلها دفاعاً مميتاً مما قد يدل على التصدي والشجاعة الناذرة والرجولة المتأصلة حتى العظم مما يجعل من المستحيل محوها بسهولة باعتبارها جزءاً من حياته اليومية.والمعروف أن القبائل في جنوب الجزيرة العربية تتبع مشائخها والذين يشكلون النخبة المسيطرة على القبيلة بأفرادها بحيث أنه توجد هناك صفات من ضمنها أن يكون مقاييس مميزة يشذوها نوع من الشخصية القيادية الوقورة الحكيمة والعادات بنفس الوقت ودفع الظلم على من يقع عليه.وتمسكه بالعادات الحميدة كالكرم ونجدت الملهوف.وهي التي تؤثر على الأفراد المحيطين بهذا الشيخ الذي يؤدي إلى إتباعهم له واحترام ما يصدر منه.. بحلوله محل القانون أو السلطة القضائية والتنفيذية بالتواصل مع الدولة ممثلاً لها بكافة الأصعدة – وحق تقرير المصير. ومن خلال الأعراف التي يكرسونها في القبيلة وهي أعراف قبلية محفوظة يتوارنها جيل بعد جيل وتكتب بعض القوانين القبلية كانت تكتب على جذوع الأشجار وجلود الماعز وتدفن حتى يرجع إليها الشيوخ بالقبلية وقت الحاجة إليها..و " الغرابة " أن يحدث أحياناً أن تحيل السلطات المدنية بعض القضايا الصعبة لشيوخ القبائل المتصدرة على عرض القبائل اليمنية والتي لها وزنها ومكانتها ليحلوها بطريقة العرف القبلي.كما أن هنالك بعض القوانين مستمرة من العرف القبلي الحكيم.فإذا تطرقنا إلى الوسائل والمصادر الذي كانت القبائل اليمنية منذ زمن بعيد تعتمد عليها حتى اكتشاف البدائل العصرية ولاكتشافات الثروة النفطية حيث أن القبائل اليمنية تنقسم إلى قسمين التي تتمثل بالقبائل المتمركزة بالهضاب وعلى السفوح الجبلية ومنحدراتها بالرعي والزراعة وتربية الماشية بمختلف أنواعها حيث كانت هذه المصادر المصب الوحيد الذي يعمدون عليها اعتماداً كبيراً إلى جانب التجارة عبر الطرق التجارية القديمة بالماضي مع اختلاف والتنوع المناخي لكل إقليم قبلي.وبينما القسم الأخير يتمثل بالمناطق أو الأقاليم الصحراوية والشعب الصخرية ممتد من الجنوب إلى الحدود الشمالية لليمن.واعتمد أفرادها على التنقل والترحال بين منطقة والأخرى وشعابها البرية المختلفة بحثاً عن الماء والرعي على ظهور الإبل والأحصنة العربية اليمنية الأصلية تهاب منهم وحوش الصحاري والخلاء وحتى أنهم كانوا يصلون برحلهم إلى أقاصي الأقاليم المجاورة آنذاك بوضعهم مجموعة من البصمات النظرية لليمن عبر الأزمنة.أما بالنسبة لعشائر وقبائل الساحل فهي عبارة عن اتحاد مجاميع من العشائر قبالة الساحل بطوله ومحذاته معتمدين كل الاعتماد على وسيلة اصطياد السمك بشكل رئيسي وهام لبقائهم.وعبر الولوج إلى خضم أعماق المحيط للبحث عن الثقافة المنشودة وهو يعتبر لهم المنفذ الوحيد ومنطلق حيوي للتواصل ولظهور البيئة الحديثة لليمن كركيزة للمجد الحضاري لهذا الوطن المعطاء مما أصبح من شأنها الرقي والازدهار حتى وصلت وتدرجت بالصعود وتحدي العديد من المصاعب والعقبات والعثرات بقيادة الأب الحنون وقائد المسيرة الوحدوية لنظرية الرؤية إلى المستقبل الواعد وباني أمجادها بكل فخر وإجلال لهذا الرجل المعطاء فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية . ووصلت إلى التطور وبناء مجتمع راقي يحمل بين يديه الأصالة والعروبة وغصن المحبة والسلام لكل البشر.هذه هي لمحة عن الطابع القبلي المتأصل بجذور الشعب اليمني والتركيبة العقائدية وبالوسائل والطرق التي كانت وما زال البعض منها مترسخاً إلى يومنا هذا.. والدور الذي تلعبه في المنظومة السياسية وتأثيرها على صنع القرارات السياسية وفي العديد من المواضع وحل النزاع إذا وجد..
|
ثقافة
البيئة القبلية في اليمن حضارة وتاريخ
أخبار متعلقة