متابعة/ عبدالله الضراسييمكن القول وبكل ثقة إعلامية إن البرنامج ( من ذاكرة الفن) من إعداد الإعلامي الكبير الأستاذ صالح الوحيشي وتقديم وحوار المذيع الكبير والشاعر والملحن صلاح بن جوهر من إذاعة البرنامج العام الثاني ( إذاعة عدن) مثل حالة إذاعية برامجية متميزة على امتداد نصف العام 2008م وما زال يشكل نقلة برامجية لكونه تركز على قاعدة التوثيق لفضاءات المشهد الفني وكذا مع بقية قنوات الاختصاص بهذا الصدد وهذا يحسب لقيادة البرنامج العام الثاني ممثلة بالأستاذين يسلم مطر رئيس البرنامج والأستاذ علي سالم با ثعلب/ مدير عام البرامج بالإذاعة خاصة أن ذاكرة الفن - جاء ليغطي فراغ البرامج الفنية الجادة ِ.وعلى امتداد خارطتيه البرامجيتين مايو /أغسطس وأكتوبر وديسمبر.تمكن البرنامج (من ذاكرة الفن) من رصد وحوار جملة من القضايا الفنية كان أكثرها تميزاً حلقات هيام يونس وأحمد بو مهدي وأخيراً ذكرى الاحتفاء بالشاعر الكبير الراحل عبد الله هادي سبيت حيث وصل الأمر بقيادة إذاعة عدن أن وفرت له كافة التسهيلات المادية والمكلفة من اتصالات تلفونية ( لبنان) كما حصل مع حلقة الفنانة اللبنانية الكبيرة هيام يونس و (السعودية) كما حصل في حلقات ( أبو مهدي) وسبيت بالاتصال بالأديب والصحفي والناقد الفني السعودي الكبير الأستاذ أحمد المهندس.[c1]توأمة إبداعية[/c]يمكن القول إن نهاية عامنا الجاري 2008م قد حمل حضوراً إبداعياً لشاعرنا الكبير الراحل عبدالله هادي سبيت حيث شهدت حوطة لحج قبل أسابيع مهرجان الأدب والثقافة في دورته الأولى التي حملت عنوان ( دورة عبدالله هادي سبيت) لفرع اتحاد أدبا لحج وقفت أمام فضاءات وعوالم هذا الشاعر الكبير ( سبيت) وبهذا الصدد كتب الشاعر والناقد محمد نعمان الشرجبي قائلاً :- الشاعر الكبير الراحل عبدالله هادي سبيت بحوطة لحج ( 1920-2007م) تعي تجربة سيرة بذل وعطاء وطني وإنساني ونوراني بين الصبا واليفاعة حيث أنه قال الشعر في عمر ربما يزيد قليلاً على السادسة عشرة فطاوعه الشعر العامي فلحن وعزف وغنى بهذا القول الذي لا يقل تفوقه وإبداعه فيه عن قصائده ذات القول الفصيح وشعره وسيرته تكشفان عن إنسان يتحلى بالعرفان ، ويتمتع بروح وطنية عالية واستقامة أخلاقية شاعر سيبقى أسمه مرادفاً لقوله.سألتني عن هوايا [c1] *** [/c]فتناثرت شظاياوهو شاعر شعره يتنغم بلحن يطرب الأسماع ويهز القلوب وكأنما ينظر سبيت إلى الجمال في حواءلا بعين القلب وحده بل بعين العقل وكلام مثل هذا لا يصدر إلا عن شاعر بلغ ما بعد أشده الشعري وتصدر شعراء الغزل إلى جانب لطفي والجرادة وأحمد الجابري .وهو إلى جانب ذلك شاعر وشعر لن يتناهى بتوالي الزمان وقل من أهل زمانه من لم يردد قوله (المغنى ) بلحني الشاعر الأمير عبده عبدالكريم وفنان اسكندر ثابت .هويته وحبيته في القلب خبيته [c1] *** [/c]هويته ويا ليته تجمل معي ليتهكان ذلكم بعضاً من فضاءات مهرجان الأدب والثقافة دورة الشاعر سبيت ، أما عبق برنامج من ذاكرة الفن الأثيري فقد جاء مكملاً لما سبق وإن كان من خلال صوت إذاعة عدن ومن خلال ضيفي البرنامج وعلى مدى حلقتيه وهما الأديب والصحفي والناقد الفني السعودي الكبير الأستاذ أحمد المهندس عبر الهاتف من مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ومن حوطة لحج الأديب أحمد سعيد الباشا وقد تمكن البرنامج ومن خلال عملية إعداد الأستاذ صالح الوحيشي وحوار المذيع الكبير المبدع صلاح بن جوهر من ( تلوين) ذاكرة البرنامج بفضاءات محاورة امتدت من تجربة الشاعر الأدبية سواء بحوطة لحج وعدن وقاهرة صوت العرب وكذا ( معارضته) لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي يا جارة الوادي وكذا شعره الصوفي ونماذج شعرية تم قراءاتها في البرنامج خاصة ما جادته ( حافظة) المهندس الشعرية الذهنية .[c1]حلقتا سبيت [/c]لقد قدمت حلقتا برنامج من ذاكرة الفن حول سبيت فضاءات وأفاقاً إبداعية متميزة خاصة حول ( تغييب ) حياة الشاعر حياً وراحلاً وغياب اهتمام جهات الاختصاص بهذا العملاق الشعري الكبير الراحل وضياع تراثه الشعري حتى في حياته فما بالكم بعد رحيله وقد أرتكز نجاح حلقتي البرنامج في ذكاء وإبداع قدرات المذيع صلاح بن جوهر على ( طريقة) نجاح سؤال المحاور يكمن فيه 50 ٪من إجابات المتلقي ، بالإضافة إلى قدرة وإمكانية الضيف الأدبية والفنية وتمكنه من ( ناصية) مجاراة أسئلة المحاور وقدرته على الارتقاء بإجاباته على مستوى محاور المذيع وكذا ضرورة تمكن الضيف من الإلمام بفضاءات القضية المطروقة وامتلاك خلفية أدبية وثقافية وفنية إزاء حديث البرنامج وأمام هذه الخطوط العريضة لمعالم العملية البرامجية الناجحة لهذا البرنامج بشكل عام وعلى دورتيه ( مايو/ أغسطس) وأكتوبر /ديسمبر) وحلقتي سبيت وكذا حلقة الشاعر الكبير الراحل أحمد بو مهدي على وجه الخصوص و أعطى برنامج من ذاكرة الفن التميز مقارنة مع بقية برامج الدورات السابقة.[c1]المهندس متألقاً[/c]وأمام الفرضيات المهنية والإعلامية السابقة بخصوص نجاحات حوار العملية البرامجية بشكل عام وما دار في حلقتي الشاعر سبيت فقد كان الأديب والكاتب والناقد الفني السعودي الكبير في ضوء المعطيات السابقة ( فارس) حلقات سبيت وبو مهدي لأنه كان ضيفاً ومحدثاً ذكياً وهو مثقف كبير لم يقف فقط عند مستوى ِإجابته على سؤال المذيع ومحاورة ( صلاح بن جوهر) بل ارتقى في ضوء معلوماته كمثقف سعودي كبير متخصص في التراث الفني الشعبي وله موسوعة فنية وأدبية وثقافية ضخمة قدمها له الشاعر والناقد الفني الكبير دكتور ( نزار غانم والموسوعة بعنوان (على الحسيني سلام) وهي ذات أقسام حول الفن والأدب والتراث اليمني أي أنه يمثل حالة الاختصاصي بالفن والتراث والأدب اليمني مكنته خلفيته من أن (يتجاوز)ضيف حوطة لحج (أحمد سعيد الباشا) القادم من جلباب حوطة القمندان حيث كان المفترض أن يحصل العكس لا كما حصل من تخلفه إزاء محطة وقضية تراثية لحجية !!!لهذا وصف كثيرون تابعوا الحلقة الأديب السعودي أحمد المهندس ( كان لحجياً أكثر من لحجية ضيفه) أنه أخذ العشق والحب لحوطة سبيت من منازلهم !!! لحجم حضوره كضيف عن الشاعر اللحجي سبيت من جهة ومن جهة ثانية أرائه وأطروحاته الفنية والأدبية عن الشاعر سبيت أكدت حبه وتعاطيه وعشقه لهذه القامة اللحجية الشعرية وقد (أخبرني) بأنه يحتفظ بمراسلات خطية (للشاعر سبيت تمت مع المهندس قبل سنوات سوف (يكشف) عنها في أحد أبحاثه المنشورة مستقبلاً والتي يداوم على نشرها في صحيفة الأيام وهو ما حصل من قبل المهندس من حضور إبداعي في الحلقة المكرسة لباحث التراث والشاعر الغنائي (أحمد رحيم بو مهدي) وأخيراً فإن نجاح حلقتي برنامج سبيت يكمن في الجهد الذي بذله معد البرنامج وكذا تسهيلات قيادة إذاعة عدن لهذا البرنامج والذي كان له الأثر الكبير في ذلك.[c1]أحاديث [/c]وقد تحدث الأستاذ/ صالح الوحيشي معد برنامج من ذاكرة الفن أن نجاحات البرنامج تكمن في أنه حقق هدفه للرصد والبحث عن قضايا فنية نحرص فيه من خلال عملنا على توثيق ما يمكن توثيقه من قضايا إبداعية وفنية بهدف تركها للأجيال للوقوف عليها ونعتز كثيراً بحلقات برنامجنا لأنه عكس حجم ( التعب الجميل ) الذي نبذله مع قيادة البرنامج العام الثاني وما نجاح حلقتي سبيت إلا دليل على مصداقية عملنا الإذاعي.أما المذيع الكبير صلاح بن جوهر فقد شكرنا لدورنا في رصد فعاليات البرنامج وأعتبر أن نجاح حلقتي سبيت إنعكاس لمدى أهمية القضية المثارة ولما طرحه الأديب السعودي أحمد المهندس خاصة معلوماته وخلفيته الفنية عن سبيت وكما تعرفون نجاح العملية البرامجية يكمن في تقارب قدرات السائل والمجيب الإبداعية لأن أي نقص أو ضعف يعكس نفسه على البرنامج و (منطوق) الحوار ولأن المهندس كان صاحب خلفية فنية وثقافية عن ( سبيت ) فهذا انعكس في نجاح حلقتي البرنامج. [c1]كلمة أخيرة [/c]في اتصال هاتفي (أجريته) مع الأديب والكاتب والناقد الفني السعودي الكبير في مكتبه بجدة عبر عن حبه وفرحه بجهود الزميلين الوحيشي وبن جوهر وأنه سعيد لهذه المشاركات في البرنامج ، وعرفت من خلال تواضع حديثة معي أنه لم يكن في (الفورمة) أي لم يكن مستعداً كثيراً لهذا اللقاء حول سبيت وأنه كان بالإمكان تقديم مفاجآت لو كان ( محضراً ) بما فيه الكفاية خاصة أنه يمتلك وثائق أدبية وفنية عن سبيت ولكن جاءت المشاركة ( سريعة) وهذا معناه أنه كان بإمكان المهندس تقديم الكثير والكثير عن سبيت.
أخبار متعلقة