(العقاد) لؤلؤة الوادي الأخضر
عبد الحكيم الجابري :تعد (العقاد) من أجمل المناطق في وادي حضرموت والتي اشتهرت بخصوبة أراضيها الزراعية وامتهان أهلها التجارة.. وقد ساعدهم في ذلك وقوع منطقتهم على طريق القوافل التجارية المتجهة من وإلى الشام.وتقع (العقاد) أو كما اصطلح سكان الوادي على تسميتها بـ (الحِمّه) بكسر الحاء وتشديد الميم غرب مدينة شبام التجارية وإلى الشمال من منطقة (خشامر) الشهيرة.. وتنقسم إلى نواحٍ رئيسية ثلاث هي : السوق (أي وسط المدينة) والساحة وبحران.وتعني كلمة (العقاد) لغة.. الرجل كثير العقد.. والعقد هو العهد والمعاقدة أي المعاهدة.. وعقد أمر أي عزم عليه وصمم.. وقد قالت الخنساء ترثي أخاها صخراً :جواب قاصيةٍ جزار ناصيةٍ.. عقاد ألوية للخيل جرار.أما الحمّه ومفردها جمام وهو الموت.. ويقال : لقي فلان حمّته أي ميتته.[c1]تسمية (العقاد) :[/c](العقاد) حصن في الضواحي الشمالية الغربية للعقاد في منطقة (سهالة).. ويعتقد البعض أن سبب تسمية العقاد بهذا الاسم يعود إلى وجود هذا الحصن.. ويقال أن تسمية (العقاد) تعود نسبة إلى قبيلة (العقاد) التي سكنت هذه المنطقة إلا أنه لا يوجد حتى الآن ما يثبت ذلك.أما اسم (الحِمّه) الذي يطلق على منطقة السوق القديم تحديداً فهو يعود إلى اللهجة المحلية في حضرموت ويعني طرف الشيء.. وحِمة الثوب أي طرفه، وقيل (حمِة شبام) لوقوعها في أطراف شبام الغربية.. وهي بمثابة بوابة لشبام أكبر مدن حضرموت - فيما مضى -، وتسمية (العقاد) أقدم من تسمية (الحِمّه) واشمل.. بل ربما إن كل تسمية منها تخص جزءاً محدداً من المنطقة ثم عممت على المنطقة كلها.[c1](العقاد) في كتب التاريخ [/c]جاء أول ذكر للعقاد في كتب التاريخ في بداية القرن السابع عندما كانت خاضعة لحكم السلطان عبدالله بن راشد (606 هـ)،، وذكرت العقاد في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري عندما انتقل إليها الشيخ معروف بن عبدالله الصدفي المتوفى سنة 969 هـ وهو من مشائخ مدينة شبام بعد خلاف مع السلطان بدر أبي طويرق.وفي 1230هـ كانت منطلق حملة آل عيسى بن بدر وتم ضربها بالمدفع فاستسلمت جميع حصون آل كثير في العقاد وحواليها.[c1]زراعة تجارة [/c]عرفت (العقاد) منذ القدم بأنها منطقة زراعية بالدرجة الأولى.. امتهن أغلب سكانها الزراعة وتربية الحيوانات.. وأكثر الأراضي في المنطقة كانت من أملاك آل عيسى بن بدر قبل أن تنتقل ملكيتها إلى الدولة القعيطية بعد سيطرتها على (العقاد) والتي أجرت تلك الأراضي الزراعية بعد ذلك على كبار الملاك من أمثال با مطرف وباربيد وبا هرمز وغيرهم مقابل (12) شلناً للفدان الواحد.إلى جانب الزراعة اهتم سكان (العقاد) بالتجارة التي كانت مزدهرة بفعل عدة عوامل منها استفادتها من موقعها على طريق القوافل المتجهة إلى شبام، وكان يعدها التجار محطة للاستراحة يقضون فيها ليلهم وينطلقون فيها صباح اليوم التالي لعرض بضائعهم في أسواق شبام.. كما أن (العقاد) وحتى اليوم تمثل السوق الرئيسية لمجموعة من القرى المتناثرة حولها.[c1]معالم أثرية [/c]عندما سيطر أبناء السلطان عمر بن عوض القعيطي على (العقاد) كانت هناك عدد من الحصون التي بناها السلطان منصور بن عمر بن جعفر الكثيري حول (العقاد) قام هؤلاء بهدم تلك الحصون.. ومن أهم الحصون التي لا تزال تعرف اليوم أسماؤها وأماكنها :[c1] حصن (العقاد) [/c]من اهم الآثار القديمة.. تعاقبت عليه الدول وتجاذبته القبائل.. ومن أهم من ارتبط اسمه بهذا الحصن السلطان عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر ويقع في الضواحي الشمالية الغربية للعقاد في موقع يقال له (سهالة).[c1] دار جمعان [/c]حصن سابق لجنود الدولة القعيطية ولا تزال آثاره باقية إلى وقتنا الحاضر ويقع في الجنوب الغربي على مجرى وادي سر.[c1] حصن نصر الله[/c]ويقع شرق (الجمه) وكان يوجد به جنود الدولة القعيطية واندثرت آثاره.[c1] دار الموزع [/c]يقع داخل (الجمه) وكان يسكنه مجموعة من عمال الموزع.[c1] دار العز [/c]يقع غرب الجمه وكان خاصاً لجنود الدولة القعيطية.[c1](العقاد) أمن وأمان [/c]في الماضي شكلت (العقاد) موضع النجاة وبر الأمان للتجار وقوافلهم من هجمات وغارات قطاع الطرق الذين كانوا ينطلقون من مخابئهم من وسط أشجار الأراك التي كانت تنتشر على مساحات واسعة خاصة في الجهة الجنوبية الغربية للعقاد وتسمى (المسحرة) وهي تسمية تطلق على المساحة الواسعة من الأرض التي تنتشر فيها أشجار الأراك.. ونظراً لغياب سيطرة الدولة آنذاك على كثير من أرجاء البلاد فكان التجار يلجأون إلى (العقاد).. فعندما تصل أقدامهم إليها يحطون رحالهم ليباتوا ليلتهم فيها وينطلقون في الصباح بتجارتهم إلى شبام.