أضواء
أستاذنا الدكتور عبدالله ناصر الفوزان ختم مقاله بقول:” علموا بناتكم السباحة وارتداء الملابس التي تساعد على سرعة الحركة في وقت الحاجة، ولا تأبهوا بتلك الأصوات التي حولت الستر -ربما عن حسن نية- من فضيلة إلى وسيلة تكبيل تؤدي للضعف وقلة الحيلة بل والعجز”!ليس لي ثمة تعليق على الفوزان سوى القول: إن كنا نتجاهل الأمر الرباني بـ”غض البصر” فليس هذا مبرراً لأن نجبر المرأة على ارتداء ملابس قد تكشف جزءاً من جسمها عند سقوطها على سلم كهربائي أو صعودها لسيارة أو تعرضها لحادث مروري!!هذا مدخل لما أود قوله اليوم وهو: علموا بناتكم قيادة السيارة.نعم أصبحت معرفة المرأة بأصول قيادة السيارة ضرورة “ تفرضها أحداث الحياة” ـ كما قال الجار/تركي الدخيل قبل يومين.وأضيف أنا: ضرورة يدركها هواة البر، والذين تضطرهم ظروفهم للسفر عبر البر.. فإن كان هناك من لا يسافر عبر الطرق البرية والخطوط الطويلة، فليس هذا مبرراً له كي يحجر على الناس ويمنعهم من تعليم بناتهم قيادة السيارة.. وإن كان هناك من لا يعشق البر ورحلات البر فليس هذا مبرراً له كي يمنع الناس من تعليم بناتهم لقيادة السيارة تحسباً للضرورة. ولا يعني أبداً رفض بعض شرائح المجتمع قيادة المرأة للسيارة أن تبقى المرأة على جهلها بقيادة هذه السيارة.. الإنسان الذي لا يشعر بمعاناة الآخرين ـ سواء أكان متديناً أم غير متدين ـ لا يمكن له أن يتحدث باسمهم.. وقصة الفتاة التي أسهمت معرفتها بقيادة السيارة في أن تنقذ أسرتها وثماني أسر أخرى داهمتهم السيول، هي أكبر دليل على ذلك.موضوع السماح بقيادة المرأة للسيارة موضوع، وموضوع تعليمها للقيادة موضوع آخر.. لا ينبغي خلط الأوراق.. فتضيع الحكاية خلف الباب الشهير”سد الذرائع”.الخلاصة: علموا زوجاتكم وبناتكم قيادة السيارة فقد يأتي يوم تجد أنها المنقذ الحقيقي لك ولأطفالك.. علموا بناتكم وزوجاتكم قيادة السيارة، فلن ينفعكم هؤلاء الذين يسافرون عبر الطائرات، وإن سافروا عبر البر استعانوا بالسائقين! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعن/ صحيفة “الوطن” السعودية