عندما نمتلك الإرادة نقهر المستحيل .. وكل شيء يبدأ بفكرة .. وربما بخيال .. أو حلم .. لذلك تعد الأحلام من وجهة نظر العلماء متنفساً للإنسان لا غنى عنه في الأحوال الطبيعية .إلا أن الافكار والأحلام .. عندما تجد طريقها إلى التنفيذ تغدو حقيقية .ورغم أن عالم الخيالات والأفكار في نطاق مهنة الصحافة مفرطة إلا إن القليل منها يكون واقعاً إذ كثيراً ما تجدنا أول من يعبر عن صورة المستقبل بنظرة تبشيرية تفاؤلية .ومما لا شك فيه إن ماطرأ من تبدل في عالم الصحافة والنشر بصورة عامة .. وكل ما أحدثته ثورة العصر التكنولوجية .. واتصالها بعالم الثورة المعلوماتية بكل ما أرتبط بها من تبدل في المفاهيم وطرق العمل والنشر . ولدت معها تضارباً وربما إرباكاً في ما دأبنا على التعامل معه من وسائل وطرق تقليدية وقديماً قالوا الإنسان " عدو ما يجهل " ناهيك عن حالة الإحباط التي لازمتنا لسنوات جراء ما ظلت تعانيه مؤسستنا الإعلامية ( 14 أكتوبر ) من صعوبات وفساد ماحق جعلت معها أمر التفكير بتحديث الصحيفة فكرة بعيدة المنال لاقتران الوضع بإمكانيات مالية وقبل هذا الإرادة في التنفيذ والسعي الجدي المسؤول من أجل تحقيق هذه الغاية .. عبر تخطي ركامات الماضي المؤسف وتبعياته .والأشد مأساوية في وضعنا السابق .. توحيد الميزانية في إتجاهات لا تخدم تطور المؤسسة ما جعل فكرة البحث عن زيادة الاعتماد .. أمراً لا يصب في خدمة المؤسسة حتى مع تحقيقه مثل تلك المعادلة التي .. رزحنا تحت وطأة معاناتها سنوات بدت كفيلة بتغليب اليأس على الطموح وربما الاكتفاء ببقاء مطبوعتنا اليومية العريقة باقية عند حافة الموت فلاهي غارقة في أعماق برازخه ولا منتمية لعالم الحياة واشراقاتها .. وما أصعب البقاء بين البين حتى على صعيد الذات الانسانية , ومع كل ما سلف بد بصيص في نهاية النفق .. حين تسلم الأستاذ / أحمد الحبيشي مسؤولية هذه المؤسسة وهو الرجل المشهود له بالمهنة والطموح وخصب مخيلة أحلامه وحنكته الإدارية .حين بدأ مهام عمله .. بدت أفكاره وربما طرق معالجته للوضع متعارضة مع المألوف إلا أن مزية الإرادة والاصرار التي يتحلى بها ما لبثت أن فاجأتنا بما لم يكن متوقعاً أو بما كان مستبعداً .ذلك لأن بداية عمله الجدي تلازمت منذ البدء .. بالأمر المحوري المتعلق بموارد وإعتمادات المؤسسة .. وتقليص ما كان من إهدار مالي وبنود صرف غير متصلة بطبيعة العمل في المؤسسة , الحال الذي مكنه وبجدارة من جعل المؤسسة – الصحيفة تتجاوز عقبات الماضي بظرف زمني قصير .. ومما تحقق مبنى حديث متكامل متصل بتكنولوجيا العصر وثورته المعلوماتية التي هي من صلب عملنا اليومي في حقل الصحافة والإعلام , وهذا منجز كبير دون أدنى شك ويقود على المدى القريب .. لتطوير إمكانيات الكادر الصحفي .. والاهتمام بأوضاعه .. من منظور ما في ذهن الرجل وناصية أحلامه من تطورات ينوي الاستمرار في تحقيقها.حقاً هي عودة وكما يقول المثل والعود أحمد وهي عودة الروح المطبوعة ومؤسسة صحفية بدت متهالكة وعلى شفا هاوية ما يهدد عدداً من منتسبي الصحيفة والمؤسسة بحال من الضياع .والحق يقال أن ما أنجزه رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير في ظرف زمني قصير للغاية بدى مدهشاً بل ما حقق من توفير للعائدات يفضح من سبقوه , في طبيعة إدارتهم العشوائية لهذه المؤسسة والصحيفة على النحو الذي كان .وأكتوبر اليمن .. دخلت طريق الحداثة وأوجدت لها مكاناً عبر طرق نشر حديثة .. وطباعة الكترونية .. وساحة صحفية متجددة بطاقات شبابية تسعى الإدارة الجديدة إلى تحفيزها وتقديمها .إنه وجه أكتوبري مختلف كلية عما ساد خلال السنوات الماضية .
أخبار متعلقة