م / نشوان أحمد سالم - الهيئة العامة للموارد المائيةتعرض الهيدروسفير (الغلاف المائي) خلال المرحلة الأولى من تطور الأرض إلى تغيرات بالغة التعقيد سواء بكمية المياه أو بتركيبها، ونلاحظ أنّه خلال تشكل الغلاف الجوي وتقسيم القشرة الأرضية منذ ما يقارب (4) مليارات عام، مضت ظهرت دورة كبيرة للمياه ضمن الكرة الأرضية.ومن المعروف أنّه خلال مراحل التطور الجيولوجي المختلفة تعرضت المياه الجوفية إلى العديد من التغيرات في التركيب نشأت عن التأثير المتبادل بين المياه والصخور المحيطة بها تحت تأثير الضغط والحرارة.بحسب التصورات الحديثة، فإنّ المياه الجوفية تتشكل على حساب تشكل جزيئات الماء ضمن الجزء الصلب من الأرض، كما وتشكل كنتيجة لورود الماء إلى الصخور من الأغلفة الخارجية (الهيدروسفير والآتمور سفير)، وكذلك كنتيجة لنزع الماء من الفلزات ذات المنشأ الرسوبي مثل الغضاريات والريوليت والأكاسيد المائية وغيرها.[c1]المياه الجوفية ذات المنشأ الخارجي[/c]وينشأ هذا النوع من المياه كنتيجة لتسرب جزءٍ من مياه الجريان السطحي والمطار إلى باطن الأرض عن طريق المسامات والشقوق ضمن الصخور ويعتمد هذا التسرب على نوعية الصخور في منطقة التسريب.في نهاية القرن السابع عشر طرح العلماء العديد من النظريات والمفاهيم المختلفة عن تشكل المياه الجوفية، وذلك عن طريق تكاتف بخار الماء من الهواء.وقد طرح العالم الألماني : (فول جير 1887م) فكرة جديدة مفادها أنّ المياه الجوفية لا تتشكل بحسب نظرية التسريب، بل أنّها تتشكل كنتيجة لتغلغل الهواء ضمن الصخور ومن ثم تكاثف بخار الماء الذي فيها، تعرضت الفرضيات السابقة إلى اتنقادات واسعة من قبل العلماء والباحثين في مجال المياه في ذلك العصر، وقد شككوا في إمكانية حدوث عملية التكاثف أًصلاً في القشرة الأرضية، وخلصوا إلى نتيجة مفادها أنّ حدوث التكثيف يكون مرافقاً بإفراز كمية كبيرة من الحرارة تكفي لتبخر الماء وعدم تجمعه على شكل مياه جوفية.وعلى الرغم مما سبق، فإنّ فكرتي التسريب والتكاثف لتشكيل المياه الجوفية عاجزة عن تصور كيفية وجود مياه ذات ملوحة شديدة ضمن طبقات الصخور الرسوبية وكنتيجة لهذا العجز في التفسير ظهرت نظرية أخرى تبيِّن كيفية تشكل مثل هذا النوع من المياه ضمن الطبقات الرسوبية المختلفة وتعتمد هذه النظرية على أنّ المياه الترسيبية تتشكل نتيجة تراكم الرسوبات في الأحواض البحرية، ونجد أنّ مثل هذه المياه تجمعت في أعماق الأرض أثناء عمليات التشكل الرسوبي على شكل محاليل متبقية وكنتيجة لهبوط هذه الرسوبات وازدياد الضغط والحرارة فإنّ هذه المياه تنفصل عن الصخور مشكلة مياه جوفية مالحة.[c1]المياه ذات المنشأ الداخلي [/c]تـقدم العالِم النمساوي زيوس في بداية القرن العشرين بنظرية مفادها أنّ المياه الجوفية تنشأ، بالإضافة إلى التسرب والتكاثف عن طريق وجود بخار الماء والغازات الأخرى الناتجة عن (الماجما) السائلة في النطاق العميق من الأرض وكنتيجة لحركة هذه (الماجما)، فإنّ هذه الغازات والأبخرة تنفصل عن ( الماجما) وباتحاد الهيدروجين والأكسجين يتشكل بخار الماء، الذي بدوره يتكاثف مشكل سوائل ترتفع عبر الشقوق والفوالق التتكتونية العميقة وتظهر على السطح على شكل ينابيع معدنية حارة وتعرف هذه النظرية بالنظرية العذرية.[c1]المياه ذات المنشأ الكيميائي [/c]تحتوي العديد من الصخور ضمن تركيبها على جزيئات ماء كالميرابليت (NasSO4.10H2O) والذي يحتوي على 55.9 % ماء، ,كذلك الجص ويحتوي على 20.9 % ماء وأيضاً الليمونايت ويحتوي على 25.2 $ ماء في تركيبه.وتحت تأثر التغيرات الجيوحرارية والجيو ميكانينيكية يمكن أن يتحرر من جزء من مياه هذه الصخور ويشكل مكمناً للمياه الجوفية.الضخ الجائر للمياه الجوفية يؤدي إلى نضوبها
|
ابوواب
نشأة المياه الجوفية
أخبار متعلقة