ائتلاف سني يقول ان الانتخابات ناجحة
بغداد / اف ب: يركز الساسة العراقيون حاليا على تشكيل التحالفات المقبلة والحكومة التي ستحكم البلاد في السنوات الاربع المقبلة وقدرتها على مواجهة المشاكل الطائفية في البلاد بعد الانتخابات التاريخية التي جرت الخميس .والتقى رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري في النجف المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني على ما افاد مسؤولون في هذه المدينة الشيعية الواقعة جنوب بغداد.وكان الجعفري مرشحا الى الانتخابات التشريعية على القائمة الشيعية "الائتلاف العراقي الموحد" التي فازت في انتخابات يناير الماضي وشكلت تحالفا حكوميا مع الاكراد.وردا على سؤال حول احتمال تشكيل هذا التحالف مجددا قال الجعفري بعدما ادلى بصوته الخميس "امل ذلك".ومع ان الائتلاف العراقي الموحد يحظى بفرص كبيرة للفوز في هذه الانتخابات ايضا نظرا للثقل الديموغرافي لناخبيه قال الجعفري انه في حال الفشل "سيحترم ارادة الشعب العراقي حتى اذا كان من اختارهم غير اكفاء" وسيتعاون معهم.وسيفرض السنة الذين قاطعوا الانتخابات السابقة وشاركوا بكثافة في انتخابات الخميس انفسهم ثقلا سياسيا جديدا ستكون له كلمته في الحكومة المقبلة.وقال المسؤول السني عدنان الدليمي رئيس قائمة جبهة التوافق العراقية التي سجلت نتائج جيدة في المناطق السنية وفق تقديرات اولية ردا على سؤال حول اقامة تحالفات في البرلمان "هذا امر مهم سنقوم به بهدف ايجاد كتلة قوية داخل الجمعية الوطنية (البرلمان المقبل) تستطيع المحافظة على حقوق العراقيين".واوضح في مؤتمر صحافي في بغداد السبت "سنتفق مع جميع الكيانات التي تريد المحافظة على وحدة العراق وامنه وثرواته وتسعى لايجاد صيغة حكم متوازنة لا تسمح بالمحاصصة الطائفية ومع كل من يؤمن بذلك". الا انه رفض ذكر الكيانات التي يمكن ان تتحالف معها قائمته.وشهدت الانتخابات مشاركة سنية واسعة بعد ان ادى رفض العرب السنة المشاركة في الانتخابات التشريعية في 30 كانون الثاني/يناير الماضي الى قيام برلمان كان تمثيلهم فيه ضعيفا جدا. لكن تشكيل المؤسسات العراقية الدائمة سيأخذ بعض الوقت. فالنتائج الرسمية لانتخابات الخميس لن تعرف قبل نهاية العام الحالي او مطلع العام 2006.ويجب بعدها انتظار تعيين رئيس للبرلمان قبل ان يعين المجلس رئيسا للحكومة يجري عندها مداولات لتشكيل حكومته.وفي واشنطن سيتوجه الرئيس الاميركي جورج بوش الاحد الى الامة ليطلعها على الخطوط العريضة لاستراتيجيته المقبلة في العراق. ويعود اخر خطاب وجهه بوش الى الامة رسميا من مكتبه البيضاوي الى اذار/مارس 2003 واعلان اجتياح العراق.وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان "الشعب العراقي انجز لتوه انتخابات تاريخية وتدخل مهمتنا في العراق في الوقت الراهن مرحلة دقيقة وسيتحدث الرئيس عما انجزناه والى اين نمضي".وسيكون سحب القوات الاجنبية بقيادة الولايات المتحدة من العراق من اهم الملفات خلال المرحلة السياسة المقبلة في هذا البلد.واكد بوش ان الاعداد الاضافية من القوات الاميركية التي نشرت خلال فترة الانتخابات ستسحب الامر الذي سيعيد عديد الجيش الاميركي المتواجد في العراق الى 138 الفا تقريبا في مقابل 160 الفا حاليا.من جهة اخرى اعلن الجيش الاميركي ان اربعة اطفال وجنديا عراقيا قتلوا الجمعة واصيب طفلان اخران في سقوط قذيفة على مدرسة في بروانة غرب بغداد. واستخدمت المدرسة كمركز اقتراع وكان جنود ينظفونها والاطفال يلعبون كرة القدم.وشهد يوم الانتخابات هجمات قليلة جدا مما اثار ارتياح المسؤولين العسكريين الذين فرضوا اجراءات امنية مشددة جدا. إلى ذلك قال الائتلاف الرئيسي للعرب السنة الذي خاض الانتخابات البرلمانية في العراق أمس السبت ان الانتخابات كانت ناجحة رغم حدوث بعض الانتهاكات مما دعم امالا أمريكية بان السياسات السلمية ستساعد في تمهيد الطريق للاقدام على سحب للقوات.وتسعى واشنطن وحلفاؤها في الحكومة بقيادة الشيعة والاكراد الى اجتذاب العرب السنة للمشاركة في العملية السياسية املا في تقليص تاييد المسلحين الذين يغلب عليهم السنة.وقال عدنان الدليمي المرشح على قائمة جبهة التوافق العراقية في مؤتمر صحفي ان العملية الانتخابية نجحت مشيرا الى حدوث انتهاكات محدودة في بلد كبير يشهد اعمال قتل وعنف.وحذر الجيش الامريكي ومسلحون من أن الهدنة التي سرت خلال الانتخابات والتي سمحت للسنة بالادلاء باصواتهم لا تعني أن الهجمات التي تهدف الى طرد القوات الامريكية سوف تتوقف.لكن الرئيس الامريكي جورج بوش حصل على دفعة بسبب اقبال ملايين العراقيين على التصويت وامتدحهم "لتحديهم الارهابيين ورفضهم التهديدات لهم بعدم الادلاء باصواتهم."وفي تناقض تام مع انتخابات يناير لاختيار جمعية وطنية مؤقتة مرت انتخابات الخميس الفارط في هدوء الى حد كبير وسط اقبال على التصويت زاد من حجمه مشاركة السنة الذين تسببت مقاطعتهم للانتخابات السابقة في تهميشهم.ولا يتوقع مسؤولو الانتخابات في العراق ظهور النتائج النهائية قبل أسبوعين على الاقل.ويتوقع أن تواجه الكتلة الشيعية الحاكمة منافسة شرسة من جانب الكتلة التي يقودها السياسي العلماني اياد علاوي المدعوم من الولايات المتحدة.وقال أعضاء على القائمة العراقية لاياد علاوي في مؤتمر صحفي ان انتهاكات حدثت في عدة مراكز اقتراع منها تصويت عراقيين بأسماء موتى.وقال وائل عبد اللطيف وهو قاض ومؤيد لعلاوي ان سعد قاسم حسين وقاسم حسين من ضاحية القبلة في البصرة متوفيين لكن الناس صوتت باسميهما في اكثر من مركز.ولدى سؤاله عن شكاوى من حدوث انتهاكات في الفلوجة قال حسين الهنداوي رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق في مؤتمر صحفي انه لن تكون هناك حاجة لاعادة فرز الاصوات في أي من مراكز الاقتراع.ويعني الاقبال السني الكبير ان أي حكومة جديدة ستتشكل على الارجح من ائتلاف أوسع من الائتلاف الحالي بين الشيعة والاكراد مما يزيد من احتمال ان يهدئ وجود قيادة أكثر تنوعا في العراق من التوترات الطائفية.وستبذل جهود جديدة لارساء الاستقرار في العراق بعد أكثر من عامين من التفجيرات الانتحارية والهجمات بالرصاص وعمليات الخطف في اطار مفاوضات معقدة لتشكيل حكومة جديدة.وقياسا على المحادثات السابقة فيمكن أن يستغرق الامر شهورا من المناقشات الساخنة التي تلهب المشاعر الطائفية في وقت يطالب فيه العراقيون المحبطون بالامن وبخدمات أفضل ووظائف.ويمكن للانتخابات التي مرت بسلاسة أن تخفف من الانتقادات لبوش الذي يسعى لتعزيز التأييد للحرب وسط تراجع معدلات التأييد الشعبي له الى جانب القلق بسبب تزايد أعداد القتلى في صفوف القوات الامريكية ومطالب من بعض الديمقراطيين باعادة نشر على مراحل للقوات الامريكية.وبعد انتهاء الانتخابات ينتظر على الارجح تقلص عدد القوات الامريكية في العراق من 155 ألفا حاليا الى المستوى الذي كانت عليه قبل الانتخابات والذي كاني بلغ بالغ 138 ألفا بحلول فبراير شباط.لكن أي خفض أخر في عدد القوات يتوقف على اقرار القادة الامريكيين بان القوات العراقية مدربة بما يكفي لمكافحة المسلحين وحدها.واعلن البيت الابيض أمس الجمعة ان الرئيس بوش سيبلغ الامريكيين في كلمة يلقيها من المكتب البيضاوي غدا الاحد ان المهمة الامريكية في العراق دخلت مرحلة حرجة في اعقاب الانتخابات العراقية.واوضح البيت الابيض ان بوش سيلقي كلمته الساعة التاسعة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة غدا الاحد (0100 بتوقيت جرينتش يوم الاثنين) وطلب من شبكات التلفزيون الامريكية بثه على الهواء مباشرة.وتأتي كلمة بوش عقب سلسلة من أربع خطب ألقاها بوش قبل الانتخابات.وفي تحول في المزاج بخصوص الانتخابات حث مسلحون العراقيين على الاقبال على التصويت وتعهدوا بحمايتهم من العنف الذي تسبب في مقتل 40 شخصا في انتخابات يناير كانون الثاني الماضي.وقال الدليمي وهو احد اشد المنتقدين للحكومة العراقية والاحتلال الامريكي ان "المقاومة" لم تسمح لاي طرف بالتدخل والتزمت بوعدها موجها الشكر اليها باسم جبهة التوافق العراقية.وتعهد مسلحون في محافظة الانبار بغرب العراق وهي معقل لحملة المسلحين التي أسفرت عن مقتل عدة الاف من قوات الامن والمدنيين باستئناف الهجمات قريبا ضد القوات الامريكية وحلفائها العراقيين.