في افتتاح أعمال المؤتمر السابع للقيادات الإدارية
صنعاء/ سبأ: بدأت امس بصنعاء فعاليات المؤتمر السابع للقيادات الإدارية، ، ينظمه على مدى ثلاثة ايام المعهد الوطني للعلوم الإدارية، بحضور الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية و عدد من الاخوة الوزراء واعضاء مجلسي النواب والشورى .وفي جلسة افتتاح المؤتمر أوضح الدكتور رشاد العليمي ، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أن مشكلة الإدارة تعد أحد المعوقات الرئيسية للتنمية الشاملة في اليمن ، مؤكدا ضرورة تضافر الجهود لتطوير الإدارة وترجمة مفاهيم وخطط الاصلاح الإداري الى واقع عملي .وقال العليمي" سيتم توجيه مؤسسات الدولة لتوجيه التدريب الداخلي للمعهد الوطني للعلوم الإدارية حتى يؤدي دوره في إعداد وتطوير الإدارة في هذه المرحلة التي تشهد عملاً حكومياً مكثفاً نحو تحديث وتطوير الأداء المؤسسي انسجاماً مع تطلعاتنا في التنمية الشاملة وبناء مؤسسات الدولة اليمنية الحديثة التي أرسى دعائمها فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية"، مؤكداً أن المعهد الوطني للعلوم الإدارية كان ولا يزال يشكل أحد أدوات مؤسسات الدولة في التنمية الإدارية.وقال وزير الداخلية "إن اليمن منذ أعلنت التزامها بتنفيذ الاصلاحات الإدارية والمالية تعمل جاهدة على تطوير أداء مؤسساتها في مختلف المجالات التشريعية والقانونية والإدارية من أجل تحقيق قفزة نوعية بدأت تؤتي ثمارها خلال الأعوام القليلة المنصرمة التي شهدت تنفيذ حزمة من الاصلاحات وتحقيق طفرة نوعية في مجالات التعليم المختلفة صحبها الاهتمام بالتدريب والتأهيل الإداري والفني والتقني وإيلاء عناية خاصة بالمعهد الوطني للعلوم الإدارية والعمل على النهوض بأوضاعه وتطوير أدائه بما يتناسب مع الوظيفة التي ينبغي ان يؤديها" .وأعرب عن تطلعه إلى ان يخرج هذا المؤتمر النوعي بتوصيات علمية ومنهجية تعزز من نهج الإصلاح الإداري والتنمية البشرية ليس على مستوى اليمن فحسب وانما على مستوى الوطن العربي عموماً .من جانبه استعرض الاخ حسين الاهجري وكيل أول وزارة الخدمة المدنية والتأمينات في كلمته المراحل التي مرت بها الوزارة في سبيل الاصلاح الإداري بدء من العام 1997م الذي تم فيه التحضير لإعداد أول استراتيجية لإصلاح الخدمة المدنية كرؤية وطنية طويلة الأمد اعتمدت منهج المشاركة في كل مراحل الإعداد بدء من مرحلة جع البيانات والمعلومات وتحليل ودراسة الوضع القائم مروراً بمرحلة التشخيص واقتراح الحلول والمعالجات .وقال الاهجري أن إقرار الاستراتيجية الوطنية لتحديث الخدمة المدنية واجراء المسح والتعداد الوظيفي مثل تعبيراً عن الدعم السياسي لمسيرة الإصلاحات وتأكيداً لشركائنا في التنمية على توفر الإرادة والرغبة في معالجة كافة الاختلالات التي تعانيها اليمن على الصعيد الاقتصادي والمالي والإداري ، مؤكداً أن اعداد وتنمية قدرات العنصر البشري يعد حجر الزاوية في الرؤية الاستراتيجية للتنمية ، كما ان التأهيل والتدريب للقوى العاملة في أجهزة الدولة أثناء الخدمة يمثل هو الآخر أهمية كبرى لمعالجة جوانب الضعف والقصور التي يعاني منها نظام التعليم ومخرجاته على المستويات المختلفة جراء السياسات التي اتبعت خلال السنوات السابقة.من جهتها اشارت الدكتورة وهيبة فارع ، عميدة المعهد الوطني للعلوم الإدارية الى ان المؤتمر يمثل حدثا وتظاهرة علمية كونه أول مؤتمر نوعي يعالج الاهتمامات الإدارية التي تهم صانعي القرار والباحثين والمحللين والاقتصاديين والإداريين ، كما يعتبر نقلة نوعية لدور المعهد في تناول قضايا الإدارة العامة والخروج بها من دوائرها المغلقة للبحث والنقاش والحوار من مدخل علمي وموضوعي بما يعزز من دور المعهد الوطني للعلوم الإدارية ومهامه في تدريب الكوادر الإدارية في مختلف حلقاتها وفي تقديم البحوث والاستشارات وتنويع برامج التأهيل والإصلاح الإداري .وأوضحت أن البحوث المقدمة الى المؤتمر تهدف الى ابراز اهمية الاصلاحات الإدارية التي تنفذها اليمن ، والصعوبات التي تواجه هذه التجربة في اليمن، كما تتناول تجارب بعض الدول العربية في الاصلاحات الإدارية والجهود المبذولة في التنمية الإدارية ، وذلك بغرض تبادل الخبرات والافكار وتقديم المقترحات التي تسهم في تطوير الإدارة وآليات عملها وأدوات تمكنيها.وتم في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عرض نبذة عن مسيرة المعهد الوطني للعلوم الادارية منذ تأسيسه عام 1963م والمراحل التطويرية التي مر بها على ايدي قيادات المعهد المتتالية .وناقشت الجلسة الاولى للمؤتمر برئاسة الدكتور عبدالكريم الارياني إعادة هيكلة الأجهزة الإدارية الحكومية وفقاً لمتطلبات التنمية وذلك من خلال تشخيص الوضع الراهن للهياكل التنظيمية للأجهزة المالية والإدارية الحكومية.واستعرضت الجلسة انجازات وزارة الخدمة المدنية والاجهزة الحكومية في مجال إعادة الهيكلة والاصلاحات الاقتصادية والتغيرات المعاصرة وأثرها على القيادة الإدارية ، وكذا اهمية تطبيق معايير الجودة أثناء وبعد التوظيف في الاجهزة الإدارية الحكومية ، وإعادة البناء التنظيمي كمدخل لتحسين وتطوير الأداء في الاجهزة الإدارية الحكومية ودور المعاهد الإدارية والجامعات في عملية إعادة هيكلة الاجهزة الإدارية الحكومية، الى جانب استعراض تجارب وخبرات بعض الدول العربية في مجال إعادة هيكلة الاجهزة الإدارية والحكومية والاصلاح الإداري .كما قدمت ورقتا عمل الأولى عن تجربة وزارة الخدمة المدنية قدمها وكيل الوزارة لقطاع الأفراد نبيل شمسان ، والورقة الثانية عن جهود وزارة المالية في عملية الاصلاح المالي والاداري والانجازات المحققة حتى عام 2007م قدمها الدكتور علي محمد شاطر مثنى وكيل وزارة المالية لقطاع التخطيط والإحصاء والمتابعة .وفي الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور صالح علي باصرة ، وزير التعليم العالي والبحث العلمي قدمت ورقتي عمل الأولى عن تخطيط التدريب وأثره في تطوير أداء العاملين دراسة تحليلية آراء عينة من العاملين في وكالة الانباء اليمنية (سبأ) قدمها الدكتور فؤاد الحمدي ، والورقة الثانية عن برنامج الاصلاح الاقتصادي والمالي للوضع الراهن لنظام الأمان المصرفي في الجمهورية اليمنية قدمها الدكتور محمد يحيى الرفيق .ويشارك في المؤتمر /200/ مشارك ومشاركة يمثلون عدداً من الجهات الحكومية والمعنية بالاصلاح الإداري في وزارات الخدمة المدنية والتأمينات ، والمالية ، والإدارة المحلية ، والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة واللجنة العليا لمكافحة الفساد وعدد من الباحثين والباحثات من مختلف الهيئات الإدارية والمعاهد والجامعات ومؤسسات التنمية الإدارية في اليمن وبعض الدول العربية .