نلاحظ أن الناس اعتادوا على رمي الكلام على عواهنه ، ولم نعد نستطيع التفاهم أو التحاور فيصير تبادل الحوار بيننا مجرد فوضى وشتائم وربما على لاشيء وربما على ذاتية متعالية وكبرياء فارغة دون أن يرتكز ذلك على معطيات أو على قيم تسمح لها بأن تتعالى ، وهذا ينعكس على مجمل علاقاتنا الحياتية أو حتى على مستوى السياسة .أليس فقدان الحوار المنطقي العقلاني الذي يضع المصلحة العامة وقضايا الإنسان وحق الإنسان في الحياة وبالحرية وبقيم كبرى ؟ ولو كنا نتجادل حولها بموضوعية وعلى مسافة منها لحققنا شروطاً أفضل للحياة لنا وغيرنا.ترى أليس مرد ذلك يرجع إلى أ، مجموع الناس العاديين يفتقدون المنطق السليم في التفكير بحيث يحررهم من التبعية أو أن يكونوا أتباعاً لشخص ينقلبون معه بين عشية وضحاها ثم ينقلبون ضده في اليوم التالي فلو كنا نملك طرقاً في التفكير وعقلية تبحث وتتأمل وتتبصر وتعلل وتحلل لاستقامت كثير من أمورنا في الاتجاه الصحيح ولكن طريقة تفكير الإنسان العربي بوجه عام كما هو معروف قائمة على الانفعال الوجداني وقبول الأشياء كما هي أي كمسلمات لا سبيل إلى معرفة عللها أو أسبابها .إن المشكلة دائماً أننا نمر بانهيارات وهذه الانهيارات ينتج عنها وضع يجعل مجموع الناس يميلون للأسهل ولهذا يصابون بالإحباط ولا يعود لديهم رغبة في التحصيل أو في التفكير كما أن الأزمات الاقتصادية والمعيشية تجعل الناس يبحثون عن مجرد شهادة أو وظيفة إلى جانب الطابع العام للمرحلة المصبوغ بالاستهلاك وبالتحصيل المادي وبالانتهازية أحياناً أي أن هناك أوضاعاً تاريخية وسياسية نمر بها الآن أثرت في قدرة هذه المناهج أو هذه الثقافة التي تتوسل المنهجية وتستهدف المنهجية أي استعمال العقل والمنطق على مدى فاعليتها.ختاماً نقول نحن بحاجة ماسة إلى ثقافة الفهم والتفاهم في تسوية خلافاتنا ومعالجة مشاكلنا العويصة بمنهجية علمية وعقلانية وتفكير سليم تحقيقاً للمصلحة العامة وحرصاً على تماسكنا الاجتماعي والوطني وصوناً لعلاقتنا الإنسانية
|
اتجاهات
متى وكيف نحسن التفاهم فيما بيننا؟
أخبار متعلقة