الله نور السماوات والأرض .. والله خالق كل شيء .. وهو وحده على كل شيء قدير !! .. خلق الموت والحياة !! وتكفل برزق الخلائق دون أن ينقص ذلك من خزائن ملكه شيئاً !! .. صدح بهذه الحقائق كتابه الذي أنزله هدى للعالمين !! وسمّاه على كل لسان بالقرآن الكريم !! . هو خير حافظ ، وهو أرحم الراحمين.. خلق السماوات والأرض وأحيا بماء السماء حدائق ذات بهجة تنبت ثمرات مختلفة الألوان وتسقى بماء واحد وفي طين واحد !! وجعل للأرض رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً !! .. يجيب المضطر إذا دعاه !! ويكشف السوء !! ويهدي في ظلمات البر والبحر ، ويرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته .. وقد استقر اسمه – سبحانه – في كل خطرة ومهجة ( ! ) لا يجحده إلا شقي ، أغوته شقاوته حتى حرمته سعادة الإيمان!!. ولما كان الله تعالى هو اللطيف ، كان الإيمان به لطيفاً كذلك !! .. ومن لطائف ما روي في مسائل الإيمان : أن رجلاً سأل جعفر الصادق – رضي الله عنه – عن الله عز وجل ؟؟ فقال له جعفر : ألم تركب البحر يوماً ما ؟ قال الرجل : بلى !! قال جعفر : فهل حدث لك مرة أن هاجت بكم الريح عاصفة ؟ قال : نعم !! قال جعفر : وانقطع أملك من الملاحين ووسائل النجاة ؟ قال : نعم !! قال : فهل خطر ببالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينجيك إذا شاء ؟؟ قال : نعم !! قال جعفر الصادق : فذلك هو الله ( !!! ) . ولا يخفى كم لهذه الرواية من وقع بليغ في الفطرة والفكر والروح والوجدان!! وكم يتعاظم ارتباطها بعالم بحجم الدنيا كالإمام جعفر الصادق – رضي الله عنه – ولا ريب في ذلك ، فهو ابن الإمام محمد الباقر العظيم بن زيد العابدين علي بن الحسين – رضوان الله عليهم أجمعين - !! . الله في كل فطرة في الخليقة ثابت ثبوت الرواسي لا تنفك نفس مكلومة أو مظلومة أو مضطرة إلا وتجد اللجوء إليه سبيلاً ميسوراً كما قال : (( الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى )) !! . هذا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يؤسس هذه الحقيقة المقدرة في الذكرى ، ويحشرها في معمعات الحضور الذي لا يمكن تخلفها فيه ( !).. هاجر إلى الطائف ، لعله يجد خيراً في ثقيف من إجابة دعوته أو إجارته ونصرته !! فبعدت عليه الأماني !! وخابت لديه الظنون !! لما وجدهم أعتى وأشد من عشيرته قريش !! رفع – صلى الله عليه وآله وسلم – يديه إلى السماء في قولٍ خالد ودعاءٍ بيّن ، شيعته الألسن والأقلام والصحف إلى موائد الطالبين في مختلف مدارس العصور وهو يقول : (( اللهم أنت رب المستضعفين وأنت ربي !! إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني !! أم إلى عدو ملكته أمري !! إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي !! أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات !! وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك ، أو تحل عليّ سخطك ، لك العتبى حتى ترضى!! ولا حول ولا قوة إلاّ بك !! )) . وهكذا يكون الإيمان هو أعز وأغلى شيء يملكه الإنسان في هذا الوجود العظيم المترامي !! .. بدون الإيمان لا تعني الأملاك شيئاً !! فهو وحده العيار الثقيل الذي يعطي قراءة الأمل في الحياة والغاية منها ( ! ) . والإيمان بالله به تتعاظم الروح ، وبه يصح كل صحيح !! وليس أدل على ذلك من تهاوي الإلحاد في كل مكان إلى الحد الذي لم يعد له مجال ينطلق فيه !! ولا اعتزاز يحمله معهم أصحابه في كل أنحاء الدنيا برغم الفساد والانحطاط والمعصية !! فقد ظل الإلحاد الخط الأحمر لكل قوى الشيطان من البشر (!) كما ظل الإيمان تلك العقيدة التي لا بد منها ويستحيل الاستغناء عنها كما يستحيل التفاخر بظهور العورات دون لباس ( !! ) . ولا بد لهذا الإيمان من عمل ، ليكون أساس النجاح في الإسلام ، لذا قرن القرآن الإيمان بالعمل بقوله تعالى : (( الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب )) .. هذا الاقتران لا يكاد ينفك في أيما موضع من القرآن العظيم ليدل على شرط الإسلام الزائد لاكتمال النجاح بهذه الثروة من الاعتقاد !! .. واقرأ معي– عزيزي القارئ الكريم – هذا الإهداء من مقامات الشيخ عائض القرني وهو يقول:
|
رمضانيات
ذلك هو الله !!
أخبار متعلقة