سطور
برحيله ترك فراغاً كبيراً ليس كأديب وباحث فقط ولكن كصديق وإنسان يستمد الوفاء منه سماته رحل إلى قلوبنا فمثل (النعمان) لا يغادر بسهولة فهو مغروس في أعماق عشاق الحرف وعطاؤه الإبداع يشهد.ظل في سلك التدريس 14 عاماً حيث أعطى شبابه لجيل جميل من شباب اليوم كان يرى في التعليم نبراساً يضيء طريق المستقبل مارس الشعر الغنائي رغم قلة الإنتاج إلا أنها كانت مفردات عمقت تجربته الإنسانية وصدق مشاعر الإنسان.تلك الغنائيات تنام بين دفتي ديوان (يا مشتكي من حبيبه) وقد اشتكى كثيراً وعندما (عميت الآذان وأصاب العيون الصنج) ارتحل عاشقاً نحو البحث في بطون الأدب ونوارس القصيدة العربية واحتضنت الأوراق كل جهد السنوات فكانت الصحافة المتنفس للتعبير عن مكنونات الذات فأبدع وتألق وظل عطاء لا ينضب وشهدت (صحيفة 14 أكتوبر) كثيراً من تلك الإبداعات.احترم القارئ وأحترمه القارئ فأكرمه الله بيوم كريم (الجمعة) حتى يرتحل إلى السموات العلياء.في جنازته وأيام العزاء لم تحضر الجهات المختصة ولا الرسمية أو المعنية ولا أدري لماذا هذا التسارع في النسيان والجحود لم يكن محتاجاً حينها غير دعوة طيبة للباري عز وجل بأن يرحمه ويغفر له ولكن طلابه وأصدقاؤه ومحبوه تواجدوا منذ لحظة الخبر الذي هز الوجدان.كانت المنتديات الثقافية والأدبية بقياداتها ومرتاديها هم الذين (بكوا) حسرة لفراق (النعمان) الذي جلجل بصوته القوي وثقافته الواسعة بأكثر من محاضرة وندوة استفاد منها الجميع لأنه يجيد مخاطبة العقل ويأسر اللب بأسلوبه الشيق كان حاضراً في كل مناسبة لتوديع صديق أو أخ في الرحلة الأخيرة وكان الأول دائماً بالمشاركة بالأفراح والمناسبات السعيدة كان (رحمه الله) إنساناً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى أعطى الكثير ولم يأخذ شيئاً ومن يعرفه يدرك ما أقصده.شارك في التقديم والقراءة لأكثر من عمل إبداعي لمواهب تتلمذت على يديه ونهلت من منبعه (النعمان) خالداً في قلوبنا مبدعاً وإنساناً كان يحلم أن ترى مخطوطاته النور (ولكنه لم يكن يعرف طريق الاستجداء ومسح الجوخ) فظلت أغلب ما أفرزته قريحته أسيرة الأوراق نحن محبيه لا نملك إلا الدعاء والرحمة له لكن الجهات (الرسمية، المختصة، المعنية) هي المسئولة عن أن يرى ذلك الإبداع النور ويسطع في سماء العطاء الجميل حتى يظل (النعمان) أثراً جميلاً في عالمنا وتنهل الأجيال من ذلك المخزون الرائع وعصارة سنوات في البحث والتنقيب ولا أظن بل وأجزم أن هذا ليس بمستحيل ومما قاله رحمه الله (لوعة العشاق)... [c1]يــــا لوعــــــة العشـاق يا دمعــــــة المشتــــاقيــــا نجمة الآفــــــــاق قلبي الشجي ما فـــــاقذبـــــــــول أوراقــــــك وفيض أحداقــــــــــــكتنطق بـــــأشواقـــــك يــــا قلبي الخفــــــــــاققــــل للذي قد نـــــام خــــــــالي مـــــن الآلامأرفق بمن قــــد هــام ويكفيــــه ما قـــــد ذاقمن شــــدة الحرقـــــة واللوعـــــة والفرقـــــــة ناديتـــــه في رقــــــة فاضت بـي الأشـــــــواق وقــــــلت لـــــه مـــرة هـل تذكـــــــر العشـرة واللـــــي فنى عمــــره في حبــــــــه الدفــــــاقإلى متـــــى بااصـبـــر وجـــــوب قلبي أمــــــــر إن كــــان ذقت المــــر عــــــاد الهـــــوى إلا راق خدني معــــك خدنــي وعــــــهد لــــــــك مــني تسعــد وتسعدنــــــي في دنيـــة العشـــــــــاق [/c]رحمك الله يا صديق العمر وأسكنك فسيح جناته “وإنا لله وإنا إليه راجعون”.