القاهرة / متابعات : صدر مؤخرا عن «منشورات نون» كتاب للباحث كرم الدكروري بعنوان « الأمير « حيث يناقش الفلسفة والأفكار المطروحة بالكتاب الأصلي الشهير « الأمير « لميكيافيللي ، كذا نصائحه للأمراء والحكام لإحكام سيطرتهم ، ويقول الناشر في تقديمه للكتاب .. « عند القدامى السياسة في خدمة الأخلاق.. وعند المحدثين أو بعضهم الأخلاق فى خدمة السياسة، هذا الفارق الذى لا يتعدى تغيير مواقع الكلمتين يؤدى إلى فكرين مختلفيين تماماً فى عالم السياسة.. العالم الذى سمعته أنه لا أمان فيه، كما أن الغاية فيه تبرر الوسيلة! هذه الجملة الشهيرة وفلسفتها الخطيرة ما أن تقال حتى ينبثق «ميكيافيلى» من الذاكرة و أعماقها فيطفو على السطح».«الأمير» هو الكتاب الذي توقف عليه مجد وشهرة مكيافيلي، ولقد أُلف الكتاب في 1513 ولكن لم يُنشر إلا في 1532، أي بعد خمس سنين من وفاة صاحبه.ينصح ميكيافيللي الحكام في كتابه حتى يتمكنوا من اكتساب السلطة والحفاظ عليها ، فحسبما يُقول :» القيم والمبادئ الأخلاقية يجب أن تخضع، أو يُتخلى عنها، لصالح الأهداف « . وعليه فهي تنص على أن العالم الذي يعايشه الأمير يجب أن يظل على ماهو عليه، ورجال هذا العالم لايحسنون ولايسيؤن. ومهمةُ الأمير هي أن يحصل على أفضل النتائج مع هؤلاء الرجال، من دون أن يعمل على تثقيفهم أو تنويرهم.ويفضل الكتاب أن يكون القاريء من عائلة أُرستُقراطية، ويناقش مكيافيلي الخصال التي يجب على الأمير أن يتصف بها، ومنها بحسب الكتاب ..» الرغبة والطموح في الإقتداء بشخصية عظيمة، على سبيل المثال: محاولة الوصول لما وصلت له روما القديمة، كون الكتاب الذي أُلف في عصر النهضة يهدف لإيجاد حاكم يعيد أمجاد إيطاليا، وثانيا القُدرة في إيضاح أهمية الحكومة الحالية للشعب وحياته، على سبيل المثال: إيضاح عواقب سماح الحكومة، بتساهلها، إلى أن يرضخ الشعب لحكم العصابات، كما حدث في العراق بعد سقوط النظام، عندما تمنى العديد من المواطنين عودة النظام بعد انتشار السرقات، وثالثا : التفاني بإقامة الحروب وخوضها لدوام الحكومة في حال تعرضت لتهديد يهدد وجودها، رابعا: معرفة أن القسوة والرذيلة قد يكونا إحدى الأسباب المهمة لدوام الحكومة فمثلا إذا ماقام بصرف الأموال على الشعب سيخسر الكثير عند قيام الحروب أو إقامة المشاريع، وأن تؤخذ المشورة عندما يطلبها الأمير فقط ن حتى لا يخضع لمستشارين يتحكون كليا فيه .ولقد تجاهل مكيافيلي أي ترابطٍ بين الأخلاق والسياسة، وهذا الذي أزعج معاصريه. كما شدّدَ على أن الأمير يجب أن يظهر بمظهر الرحيم، والمتدين، والأمين، والأخلاقي. ولكن واقعياً، فإن مركزه لايُؤهله لكي يمتاز بأي من الخصال السالفة.أهدى مكيافيلي كتابه الأمير للورنزو دي بييرو دي مديتشي (حفيد لورنزو العظيم) آملاً في استعادة مركزه الوظيفي، وهو الأمر الذي لم يتم له، حيث ضُم الكتاب إلى قائمة الكتب الممنوعة الخاصة بالكنيسة الكاثوليكية، وذلك لتحديها الأفكار الكنسية للقديس أغسطين والقديس أكواينس، والتي قامت عليها الكنيسة.
|
ثقافة
الغاية تبرر الوسيلة .. مبادئ مكيافيللي بقراءة معاصرة
أخبار متعلقة