قد يستغرب البعض من طرحي هذا الموضوع الذي يعتبر من أهم المواضيع التي يجب علينا تناولها، حيث أن كل ما يقوم به الأبناء من عقوق لوالديهم ما هو إلا أمر طبيعي..ويعتبر موضوع البر بالوالدين الذي أطرحه عليكم ومن خلال صفحتنا المتميزة جداً (شباب وطلاب) التي عودتكم دائماً على طرح المواضيع الجيدة والهادفة والتي تتناول قضايا ومشاكل أبنائنا وشبابنا ونسعى دائماً لحلها ومناقشتها من جميع الأطراف..إن من الواجب على كل إنسان وليس الشباب فقط أن يحترمو والديه، لأن هذا من تعاليم الإسلام، ونحن بما أننا مسلمون فمن الواجب التقيد بهذه التعاليم الربانية. وللأسف هناك بعض الأشخاص غير الواعين بما يعملون ويجهلون عواقب عقوق الوالدين، والسبب في رأيي هو الانفتاح الكبير والتقليد الأعمى للمجتمعات الغربية بعكس ما كان عليه في السابق، فالمجتمع كان صغيراً ومتماسكاً وملتزماً بأصول الدين والعادات والتقاليد، كما أن السبب في ذلك أولياء الأمور حيث أن الله سبحانه وتعالى يعاقبهم كما عاقبوا آباءهم!! أي أن البعض منهم كل ما يفعله بهم أبناؤهم كانوا قد فعلوه في السابق مع والديهم وقد حان الوقت الذي يحاسبهم الله بما فعلوه، وأعتقد أيضاً أنهم قد نسوا أن يعلموا أبناءهم أن يحترموهم ويزرعوا فيهم الرحمة والعطف لأن هذه الأمور لا تدرس بل تأتي عبر التربية والتنشئة الصحيحة منذ نعومة الأظفار، وقد قال عليه الصلاة والسلام "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم".إن هناك فئة من الناس أصحاب القلب الجاحد والقاسي الذي يريد كل شيء لنفسه همه أن يأخذ ولا يعطي، ويصانع الناس بألين الكلام ويختار الأحجار الكلامية لأبيه وأمه ويضحك في وجوه الناس ويعبس في وجهي أبويه وينظر إليهما بعين الجحود ويفضل زوجته في المأكل والمشرب والملبس على أمه، ولم يعلم بأن دمعة الأبوين بسبب ظلم الأولاد يجعلهما الله عليه ناراً، وإن دعوة من الوالدين مستجابة وإذا ظلم الأبناء آباءهم وأمهاتهم فإن غضب الله عليهم لا يفارقهم وكنوز الدنيا لن تنفعهم.. ولا بد أن يلقى العاق والديه نفس المصير من أبنائه مثل ما فعل بأبويه والله غالب على أمره ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.. فمن أرضى والديه فقد أرضى الله ومن اسخطهما فقد اسخطه ومن برهما وأحسن إليهما فقد شكر الله ومن أساء لهما فقد كفر بنعمته فهما الباب الموصل إلى الجنة.. فمن كان باراً بهما وصل إلى الجنة.فالإسلام أوجب على الأبناء جملة من الحقوق لآبائهم وأمهاتهم، أولها الإحسان إليهما وبرهما عرفاناً بحقهما عليه ثم المعاملة الحسنة والكلمة الطيبة الرقيقة وعدم الضجر والتأفف "فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً" ويستبع ذلك التواضع ولين الجانب "وخفض لهما جناح الذل من الرحمة" والدعاء لهما "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً" والوفاء لهما.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله "يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال : ثم من؟ قال : أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك.. قال ثم من؟ قال : أبوك".. ومهما فعل الولد من البر والطاعة فإنه لن يكافئ أمه ولن يؤديها حقها كاملاً.. فهناك ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة (العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان في عطائه)، وثلاثة لا يدخلون الجنة هم (العاق لوالديه والديوث والرجلة من النساء) وقال صلى الله عليه وسلم : "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه؟ قيل يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه؟ قال يسب أبا الرجل فيسب أباه.. ويسب أمه فيسب أمه". إذاً أيها الشباب لا تنسوا فضل آبائكم وأمهاتكم عليكم.. انظروا إلى أمهاتكم حين يلدنكم يتألمن ويصرخن ثم انظروا إليهن بعد ذلك كم يسهرن وكم يجزعن وانظروا إلى آبائكم كيف يكدحون في الحياة ويتعبون من أجل تربية الصغار ورعاية شؤونهم، وكونوا على ثقة بأن الحياة جزاء ومكافأة فمن أحسن منكم إلى أبويه وبرهما رزقه الله أولاداً يحنون عليه ويبرونه ومن عق والديه عوقب بأولاد يعقونه وينكرون فضله ويسيئون إليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم "برو آباءكم تبركم أبناؤكم".* داليا عدنان الصادق
شبابنا ومفهوم البر بالوالدين
أخبار متعلقة