نبض القلم
المثل قول موجز العبارة، ينطوي على حكمة صائبة أو فكرة ثاقبة أو قاعدة من قواعد السلوك، أطلقه رجل من الشعب في مناسبة من المناسبات، ثم شاع على الألسن وسار بين الناس، فأخذوا يكررونه في مختلف المناسبات التي تشبه المناسبة الأصلية.ومن ذلك قولهم: (زواجة ابن جحا) ويضرب في الرجل الذي يزيد طموحه على حد المعقول، غباءً منه، وأصله أن جحا كان له ولد غبي أحمق يرفض الزواج، وذات يوم أتى إلى أبيه وقال له: إني راغب في الزواج، ففرح جحا فرحاً شديداً برغبة ابنه في الزواج، وأبدى استعداده لتزويجه من أية فتاة يختارها. وأنه وأمه موافقان على ذلك ويباركانه.ففرح ابن جحا بذلك فرحاً شديداً، وأخذ يحدث أصدقاءه بأنه مقدم على الزواج، فسأله بعضهم من هي الفتاة التي ستتزوجها؟ فقال من فوره: (بنت السلطان)، فضحك أصحابه منه لمعرفتهم باستحالة ذلك، فقال مستغرباً: هل تتصورون المسألة صعبة؟، أنا راض وأبي راض وأمي راضية وكلنا موافقون، ولم يبق إلا موافقة البنت وأبيها وأمها. فسخر منه أصحابه، وتعجبوا من غبائه، وصاروا يقولون في الزواج غير المتكافئ (زواجة ابن جحا). ومن ذلك على سبيل المثال:- أريه السها ويريني القمر.- ان كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً.- الكلاب تنبح والقافلة تسير.- كالنافخ في الرماد.- لا يضيع حق وراءه مطالب.وهناك نوع آخر من الأمثال لا ينطوي على قصة معينة أو حادثة بعينها، وإنما هي حكم نطق بها البلغاء في مواقف خاصة، فشاعت بين الناس لما فيها من رأي سديد وحكمة راجحة، يطلق عليها جوامع الكلم، أو الأقوال السائرة، ومن ذلك قولهم:- لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد.- تاج المروءة التواضع.- التدبير نصف المعيشة.- كما تزرع تحصد.- اترك الشر يتركك.- كثرة الضحك تذهب الهيبة.- لكل مقام مقال. وهكذا.وتمتاز الأقوال السائرة بالإيجاز وإحكام العبارة وجمال الصياغة وقوة الإيحاء. ومن الأقوال السائرة ما يكون شعراً حيث يقدم الشاعر خلاصة تجربته في مرحلة معينة من مراحل حياته، يقدمها بصورة حكمة ينتزعها من صميم الحياة، ويعجب بها الناس، ويسرون بمعانيها التي تنطوي عليها، وينجذب إليها الناس لصياغتها البارعة، فيحفظونها، ويرددونها في المناسبات فتجري بينهم مجرى الأمثال، دون أن يعرفوا قائلها، مع أن قائلها يكون - عادة - معروفاً.. ومن ذلك:- يعطيك من طرف اللسان حلاوة [c1] *** [/c]ويروغ منك كما يروغ الثعلب- ما كنت أحسب أن يمتد بي زمني[c1] *** [/c]حتى أرى دولة الأوغاد والسفل- ومن كان الغراب له دليلاً [c1] *** [/c]يمر به على جيف الكلاب- إذا مر بي يوم ولم أتخذ يداً [c1] *** [/c]ولم استفد علماً فما ذاك من عمري- بلادي وإن جارت علي عزيزة [c1] *** [/c]وأهلي وإن ضنوا علي كرامومن الأمثال أيضاً بعض التعبيرات القرآنية التي صارت تجري مجرى المثل، وهي تعبيرات موجزة يكثر الاستشهاد بها في المواقف الحياتية المختلفة، لما فيها من تطابق مع كثير من الحالات التي تعرض للناس في كل زمان ومكان، فيعمد الناس إلى استحضارها وتكرارها. ومن هذه التعبيرات القرآنية، وقد رتبت بحسب أوائل حروفها، مع الإشارة إلى موقعها ورقمها.- ادفع بالتي هي أحسن. (المؤمنون، 96)- أقرب إليه من حبل الوريد. (ق، 16)- الآن حصحص الحق. (يوسف، 51)- أليس الصبح بقريب. (هود، 81)- إن بعض الظن إثم. (الحجرات، 12)- إن أوهن البيوت لبيت العنبكوت. (العنكبوت،41)- إن الله يحول بين المرء وقلبه. (الأنفال، 24)- إن الظن لا يغني من الحق شيئاً. (النجم،28)- إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. (الرعد، 11)- إنك ميت وإنهم ميتون. (الزمر، 3)- إنما نطعمكم لوجه الله، لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا. (الإنسان، 9)- إنه لقول فصل. (الطارق، 13)- تلك إذاً قسمة ضيزى. (النجم، 22)- خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً. (التوبة،102)- خير الزاد التقوى. (البقرة، 197)- ذرهم في غيهم يعمهون. (الأعراف، 186)- صم بكم عمي، فهم لا يعقلون. (البقرة،171)- ضاقت عليهم الأرض بما رحبت. (التوبة،25)- فاستقم كما أمرت. (هود، 112)- فهل ترى لهم من باقية. (الحلقة، 8)- في قلوبهم مرض. (البقرة، 10)- قاب قوسين أو أدنى. (النجم، 9)- قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. (التوبة،51)- قلوب يومئذ واجفة. (النازعات، 8)- كأنهم خشب مسندة. (المنافقون، 4)- كل يعمل على شاكلته. (الإسراء، 84)- كفى بالله حسيبا. (النساء، 6)- كفى بالله شهيدا. (النساء، 79 و 166)- لا تبديل لكلمات الله. (يونس، 64)- لا تخف، إنك أنت الأعلى. (طه، 68)- لا يحب الله الجهر بالسوء. (النساء، 148)- لا يكلف الله نفساً إلا وسعها. (الأنعام، 152)- لكل أجل كتاب. (الرعد، 38)- لكل نبأ مستقر. (الأنعام، 67)- لكم دينكم ولي دين. (الكافرون، 6)- ليس للإنسان إلا ما سعى. (النجم، 39)- ما على الرسول إلا البلاغ. (المائدة، 99)- ما عند الله خير وأبقى. (القصص، 60)- وإذا مروا باللغو مروا كراما. (الفرقان، 72)- وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة. (الأنفال،60)- وتلك الأيام نداولها بين الناس. (آل عمران،140)- ولا تصعر خدك للناس. (لقمان، 18)- ولن تجد لسنة الله تبديلا. (فاطر، 43)- وما أنت بهادي العمي. (النمل، 81 والروم53)- ولا تنس نصيبك من الدنيا. (القصص، 77)- وما تنفقوا من خير فلأنفسكم. (البقرة،272)- وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. (الأنفال،17)- وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. (النحل، 118)- هذا فراق بيني وبينك. (الكهف، 78)- هذا بلاغ للناس. (إبراهيم، 52)- يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر. (البقرة، 185)- يوم تبلى السرائر. (الطارق، 9)[c1]* خطيب جامع الهاشمي / الشيخ عثمان[/c]