الكرة الطائرة النسوية بين الأمس واليوم !!
أحد الزملاء ربما أراد مجاملتي بعد قراءته في الصفحة الرياضية لصحيفة 14 أكتوبر اسم ابنتي ضمن تشكيلة منتخب عدن النسوي (للكرة الطائرة ) .. مؤكداً لي بانها ستحدو حدو شقيقتي / نادية وسوف تصل الى مستواها ان لم تكن افضل منها .فعلاً اراد زميلي هذا ان يطيب خاطري لمجاملته لي ليس الا .. لان من المؤكد الذي لا يعرفه تماماً هو المستوى الرفيع والراقي الذي قدمته / نادية ولاعبات جيلها في السبعينات والثمانينات ، في زمن اطلق عليه (بالعصر الذهبي ) وبشهادة الجميع واعترافهم بانه عصر لم ولن يتكرر الا في حالة حدوث معجزة تعيد عقارب الساعة الى الوراء لنرى بأم اعيننا كم كان عصراً ( متميزاً ) لنساء عشقن فيه الرياضة حتى النخاع وزاولناها بكل طلاقة وثقة وبدون أي خجل او خوف وكم كان ايضاً رائعاً ذلك الاهتمام والتشجيع بدون حدود من قبل الجهات المسؤولة والعديد من الاسر لتحفيزهن وافساح لهن المجال للمشاركة في الالعاب الرياضية على مستوى الاندية والمدارس والاتحادات ، الامر الذي وسع من قاعدة الرياضة النسوية وانتشارها بشكل سريع وخاصة في محافظة عدن الرائدة والتي ذهبت بتحدي الابطال ومراهناتها على مستوياتها ابعد من ذلك ، من خلال المشاركات في المحافل الخارجية .. بل واستطاعت ان تحقق فيها نجاحات ونتائج مشرفة لازالت عالقة باذهاننا حتى اليوم .اما اليوم يراودنا اكثر من سؤال عن مصير الرياضة النسوية .. اين هي الفرق النسوية سواء في الاندية او المدارس او الاتحادات ؟ اين هن النساء الموهوبات في العاب الكرة الطائرة ، كرة الطاولة ، كرة السلة ، العاب القوى .. الخ .. الخ ...؟ عن اي رياضة نسوية نتجرأ ان نتحدث اليوم ؟ ونحن نعلم بأن ولا اي مشاركة خارجية اعلنا موافقتنا عليها منذ انتهاء ذلك العصر حتى يومنا هذا ، واين هي الاسر المشجعة والمتحمسة على الدفع ببناتها الى الانخراط بالانشطة الرياضية في ظل ظروف ومفاهيم اجتماعية وافكار متزمتة زادت الامور اكثر تعقيداً ؟ اين هي الجهات المسؤولة والشخصيات العاشقة للرياضة لتعلن تأييدها ودعمها المطلق بتسيير الرياضة النسوية بدون تحفظ او قيود .بكل صراحة اذا استمرت الرياضة النسوية على حالها هذه حتماً ستظل تتراوح بمكانها بدون اي تطور او تقدم يذكر ، وذلك لقلة حظها اليوم بالقدر الكافي من الاهتمام والتشجيع لاسباب يعلمها الجميع .واقولها لصاحبنا ( المجامل ) هيهات بأن ابنتي او اي فتاة من لاعبات اليوم يستطعن تقديم ولو الجزء البسيط مما قدمته / نادية ولاعبات جيلها او حتى يصلن الى نصف مستواهن ، فلا يوجد اي وجه للمقارنة بين جيل الامس العملاق وجيل اليوم المعاق .ختاماً .. للتذكير بأن الفرق النسوية "للكرة الطائرة" بنادي الميناء واتحاد النساء ومدارس منطقة التواهي قد احتكرت البطولات خلال ثلاث عشر عاماً في (العصر الذهبي) بقيادة اللاعبة / نادية يوسف التي توجت مشوارها الرياضي بمهرجان اعتزال كبير هو (الاول من نوعه) حيث شارك فيه مسؤولون واندية عدن وجماهير غفيرة .. والجدير ذكره بانها تعتبر او فتاة يمنية تعلن اعتزالها رياضياً على مستوى الساحة اليمنية ، فأين هن لاعبات اليوم من هذا الانجاز الكبير .وكان مسك ختامها الرياضي مبادرتها بنشر مذكراتها الرياضية على صحيفة 14 أكتوبر الغراء .. وبهذه المناسبة اقترح للاخ العزيز / عبدالله قائد باعادة نشرها .. حتى تطلع ( الناشئات ) على مستوى ونشاط لعبة الكرة الطائرة التي اتحفونا بها لاعبات الامس والجيل السابق .. وكذا مشوار ثلاثة عشر عاماً قضتها اللاعبة / نادية في ملاعب الكرة الطائرة مرتبطة بالعديد من الاحداث والمواقف على الصعيد الداخلي والخارجي .