حدث وحديث .. عقب أحداث 13 يناير المؤسفة
منطقة السوادية بمحافظة البيضاء كانت لي ولقرابة عشرين ألف نازح كتب لنا من المولى القدير السلامة وبوصولنا اليها وكانت بحق السماء الملاذ الأمن بسبب نزوحنا من عدن وعدد من المحافظات مشياً على الاقدام للحفاظ على أرواحنا بعد أحداث 13 يناير 1986م المؤسفة وبتوجيه حينها من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لمسؤولي الأطراف في السماح والترحيب وتقديم كل أشكال العون للنازحين والتأمين السكني والإقامة حيث شمل النزوح أطفالاً ونساء.. وكلنا نتذكر المواقف الوطنية والنبيلة لأشقائنا بشطرنا الشمالي حينها على مستوى القيادة السياسية أو المواطنين إثر نزوحنا بعد أحداث 13 يناير 86م اليهم بوطننا كيمنيين.وحديثي اليوم بعد مرور أكثر من عقدين على أحداث يناير 86م بعدن ليس من باب نبشها حاشا علينا من ذلك- ولكن لانصاف المواقف الوحدوية والوطنية النبيلة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح منذ ساعة اندلاعها من خلال انتقاله لمحافظة تعز لقربها الجغرافي من أحداث كارثة يناير 86م بالتواصل هاتفياً مع طرفي الصراع لوقفها حرصاً منه لوقف القتال والذي أودى بحياة الإخوة والأبرياء والحقت أضراراً كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة.. وبغياب العقل والحكمة لدى قيادتي أطراف الصراع في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني بتواصل القتال بمختلف الأسلحة لم تلق جهود ومبادرة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله أي استجابة لاحتوائها وبمصالحة طرفي أحداث يناير 86م من خلال البيانات الرسمية الصادرة من صنعاء.كما إنني أتذكر جيداً زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح المتكررة لنا كنازحين في السوادية ومختلف المحافظات، مؤكداً الترحيب بنا قائلاً سوف نقسم لقمة العيش معاً أنتم في وطنكم وكل شخص عسكري أو مدني سيتحصل على نفس راتبه بعدن وسيتم توزيعكم ليعمل كل بمجال اختصاصه كعسكريين ومدنيين.. وأتذكر نزعته الوحدوية المبكرة في لقاءاته معنا كنازحين بأن الوحدة اليمنية هي الحل الوحيد لكافة الخلافات وسنعمل مع الأخوة قادة الشطر الجنوبي في اتجاه المصالحة وإعادة وحدة الوطن وقد تجسدت لقاءاته مع مبعوثي عدن بعد أحداث يناير 86م بضرورة المصالحة واحتواء أحداث 13يناير 86م وهذا هو كان ولا يزال موقف فخامة الرئيس من التصالح بروح وحدوية..كما كان لفخامة الرئيس حفظه الله دور وطني وانساني بارز في الحفاظ على حياة عدد من الموقوفين بعدن بسبب أحداث 13 يناير في أصراره بنقلهم إلى صنعاء برفقة الأخ/ درهم نعمان وكان ذلك كما أذكر بعد اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989م والتي كان من أهم بنودها إسقاط كافة الأحكام القضائية بسبب أحداث يناير والذي أصدر فخامته قراراً جمهورياً لاسقاطها وإغلاق كافة الملفات لمختلف الصراعات السياسية على مستوى شطري الوطن.ونحن اليمنيين تواقون للتسامح والتصالح وإنهاء الثأر القبلي والسياسي للحفاظ على الأرواح، فلتكن دعوات التصالح والتسامح وإنهاء الثأر دعوات بروح وحدوية شاملة لحقن دماء وأرواح أبناء وطن 22 مايو.إننا ندعو لتضامن الجهود وبروح وحدوية وليس مناطقية أو شطرية للتسامح والتصالح من خلال الاستجابة لدعوات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الصادرة عن برنامجه الانتخابي لعقد مؤتمر عام يجسد جهوده نحو التسامح والتصالح وانهاء الثأر القبلي والسياسي في مختلف محافظات الوطن اليمني.. أما الدعوات للتصالح بروح شطرية أو طائفية فهي غير مرحب بها ومرفوضة لأننا نعيش تحت مظلة الوحدة ووطن 22 مايو 1990م والذي تشرفت عدن في احتضانه لتعلن للعالم زوال عهود التشطير للأبد.