غضون
متعصبون سلفيون يدعون أنهم “ علماء” وما هم بعلماء .. هم مجرد خطباء مساجد ومعلمين للتربية الإسلامية في المدارس والمراكز الدينية كلما فضحنا مسلكهم ورددنا آراءهم الفاسدة أشهروا في وجوهنا عبارة “ لحوم العلماء مسمومة” ويزعمون أن ذلك حديث شريف يضفي عليهم العصمة وعلى أقوالهم قداسة، بينما جملة “ لحوم العلماء مسمومة” ليست بحديث ، ولا هي تتفق مع منطق الإسلام ، بل مجرد عبارة وردت في كتاب لأبي القاسم ابن عساكر المتوفى عام 525 للهجرة ، ونصها “ أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة “ وابن عساكر يتحدث عن “علماء “ غير أحياء بل موتى كانوا عرضة للهجوم كما يبدو من قبل أناس أحياء نسبوا لهم تهماً هم منها براء.إذن هو ليس بحديث ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية هي مقولة مردودة ، ثم ما شأن هؤلاء «المتعالمين» بزمرة العلماء ، فالعلماء شيء وأصحاب الألسن « المسمومة» والمتعالمين شيء آخر .. من الناحية الأخلاقية نحن نحترم رجال الدين كأشخاص ، أما أقوالهم فهي عندنا أراء بشر لا قداسة لها ولا إلزام ، أما أصحاب الألسن «المسمومة » فمن واجب الجميع فضحهم واستخدام الأفكار النظيفة والواضحة ترياقاً لإفساد سمومهم التي أوهنت الأمة.والعجيب أن هؤلاء المتعصبين والمتعالمين السلفيين ينكرون علينا عدم القبول بآرائهم المتخلفة وينكرون علينا فضح جهلهم، بينما هم أكثر من بسيء إلى “ العلماء” “ الحقيقيين” وهم فيما بينهم يتبادلون الاتهامات ويصف أحدهم صاحبه بأقذع الأوصاف .. وعودوا إلى ما قاله الوادعي في الزنداني وما قاله في محمد الغزالي وما يقوله الحجوري في الماري ومحمد الإمام في العدني، وهم كلهم سلفيون شعارهم “ لحوم العلماء مسمومة”!وكتب أهل السنة نفسها مليئة بالإساءة المكشوفة لعلماء سنيين كبار.. علماء حقيقيين من وزن الشافعي وأبي حنيفة ومالك وابن حنبل ، بل أن البخاري صاحب الكتاب المقدس عند السنة، والذي تعرض هو للطعن في ذمته وأمانته يطعن في الإمام أبي حنيفة ويصفه بأنه كان من “ المرجئة “ وأن “ العلماء” سكتوا عن رأيه وعن حديثه ، وقال عنه بعض “ علماء” السنة أنه “ كان ينقض الإسلام عروة عروة ، ما ولد في الإسلام أشأم منه”!في كتب أهل السنة تجد بعضهم يصف الآخر بأوصاف مثل : مبتدع .. ليس بشيء .. كذاب وهكذا بل إن أتباع إمام مذهب سني نسبوا إلى الرسول حديثاً في ذم الإمام الشافعي ، فزعموا أن الرسول قال: يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس ! قالوا هذا في الشافعي وهو من هو .. ثم يأتي أصحاب الألسن المسمومة ليحصنوا أنفسهم بلافتة “ لحوم العلماء مسمومة” وهم كما قلنا لا حظ لهم في علم ولا نسب لهم مع زمرة العلماء .. إذا فضحت جهله قال: لحوم العلماء مسمومة.. وإذا انتقدت دعمه للإرهابيين قال لحوم العلماء مسمومة، وإذا رددت على رأيه الفاسد قال : لحوم العلماء مسمومة ، فماذا دخل هذا باللحوم الفاسدة أو الخضروات التالفة؟وياليت هؤلاء صادقون وملتزمون بشعار “ لحوم العلماء مسمومة” فهؤلاء المتعالمون هم أكثر من يتطاول على “ العلماء“ الحقيقيين ، وهم في سلوكهم وأفعالهم وآرائهم وتعصبهم وتخلفهم “ سم زعاف” للدنيا والدين.