مومياء الطفل أذهلت الجميع وخبراء الآثار يؤكدون أنها حالة نادرة
بشير الحزميعرف اليمن منذ قديم الزمن بأنه مهد الحضارة او موطن الحضارة والاثار اليمنية القديمة تكتسب قيمتها الكبرى بكونها نتاج حضارة عريقة اسهمت بنصيب وافر في بناء الحضارة الانسانية .. وتعد المومياءات المكتشفه في مختلف البقاع والمواقع الاثرية المهمة في بلادنا من اللقي الاثرية النادرة التي تدل على تعدد جوانب الحضارة اليمنية القديمة وعلى معرفة اهل اليمن قديماً للتحنيط بل وتؤكد براعتهم ومهارتهم العالية فيه وهذا ما تؤكده سلسلة الاكتشافات الحديثة لعدد من المومياءات النادرة في مواقع اثرية عديدة في بلادنا بدءاً بالمومياءات التي عثر عليها قبل سنوات عدة في مقبرة صخرية في شبام الفراس على بعد عشرين كيلو مترا شمال شرقي صنعاء مروراً بالموميا النادرة لطفل رضيع عثر عليها العام الماضي في جرف اسبيل بمنطقة المقادشة بمحافظة ذمار وصولاً الى المومياءات الثلاث التي على شكل قرفصاء والتي عثر عليها مؤخراً في منطقة حزم الجوف بمحافظة الجوف . صحيفة 14 اكتوبر تحصل على تفاصيل قصة الاكتشافين الاخيرين للمومياءات التي عثر عليها في محافظتي ذمار والجوف ( الاولى مومياء لطفل رضيع عثر عليها احد المواطنين في جرف اسبيل بالمقادشة ثم ثلاث مومياءات على شكل قرفصاء لرجلين وامرأه عثر عليها مجموعة من المواطنين في حزم الجوف ) وذلك من احد المواطنين وهو الاخ / عبدالكريم المقدشي الذي كان طرفاً رئيساً وحاضراً معهم روى لنا تفاصيلهما حيث سلمت المومياءات الى وزارة الثقافة بمعيته وفي حضوره التقيناه صدفة واجرينا معه الحوار التالي ولكن وقبل الدخول في تفاصيل هذا الحوار سنحاول ان نعطي القارئ الكريم فكرة مقتضيه عن كلمة مومياء والطريقه الشائعة التي تتم بها عملية التحنيط واهم المواد المستخدمة في ذلك . > كلمة " مومياء " تسنى الجثه المحنطة ويرتبط التمويم بالاعتقاد في الحياة بعد الموت فيحفظ الجسد لكي تعود الروح اليه والتحنيط هو حفظ اجساد الموتى والحرص عليها وقد ارتبط علم التحنيط للموتى بالمصريين القدامى فكان سلامة الهيكل العظمي ضمانا لعودة الروح اليه فنزعوا الى تخليصه من جميع المواد الرخوة من جلد وغشاء .. ولما تقدمت معارف القوم في الطب والكيمياء تفننوا في حفظ الجسد بالتحنيط واول خطوة في اجرائه ان يستفرغ الدماغ من مادة المخ وذلك عن طريق الانف ثم يقضى على الباقي ببعض العقاقير ثم يشق البطن يخلى من كل ما فيه من المواد الرخوه وتعزل الاحشاء كالقلب والطحال والكبد والامعاء فتودع انية خاصة هي الجرار التي تحفظ فيها ثم يطهر الجوف بشيء من عطر ونبيذ ليحشى بعد بمسحوق المر وغيره ثم يرأب الشق بالخياطة فيصبح الجسد جلداً على عظم ثم يوضع في محلول النطرون سبعين يوماً ليخلص مما فيه من رطب ورخو ثم تجيء عملية التكفين فتلف الاصابع ثم اليدان فالقدمان ثم يلف الجسد كله برقائق من نسيج الكتان الذي يبلغ طوله مئات الامتار ثم يمسح على الكفن بشيء من ضمغ فيصير مومياء . [c1]قصة مومياء الطفل [/c]> نود ان تطلعونا على تفاصيل القصة لمومياء الطفل التي تم العثور عليها في محافظة ذمار من قبل احد المواطنين والتي سلمت بمعيتكم الى وزارة الثقافة في يوليو الماضي ؟ موميا الطفل التي تم تسليمها الى وزارة الثقافة في يوليو الماضي كان بناءً على توجيهات من فخامة الاخ رئيس الجمهورية حفظه الله وذلك بعد ان ابلغ فخامته عن عثور احد المواطنين من ابناء المقادشة في محافظة ذمار على مومياء نادرة لطفل رضيع وتم عرض صورها عليه .. وتبدأ تفاصيل قصة مومياء الطفل هذه بعثور احد المواطنين من ابناء منطقة جرف اسبيل بالمقادشة بمحافظة ذمار عن طريق الصدفه في موقع اثري مهم جداً لم يكن معروفا من قبل ولم يكن مسجلاً لدى هيئة الآثار على مومياء معلقة في تجويف مدفون في داخل احد الكهوف الموجودة في منطقة جرف اسبيل وذلك عندما كان هذا المواطن يقوم بأخذ بعض التراب من قاع الكهف لنقله الى الزرع حقه الموجود على مقربة من الكهف فعندما كان الرجل يحفر في قاع الكهف لاخذ بعض التراب صادف وجود حجر كبير مسطح تحت التراب وهذا الحجر يسمى عندنا ( الصلاله ) يستخدم غالباً كغطاء لاي حفره مجوفه او مدفن فقام الرجل بأزالة جميع التراب الموجود فوق هذا الحجر المسطح ومن جوانبه وقام بتحريكه ليفاجئ بوجود تجويف تحت الحجر فسارع الى ازاحتة من مكانه ليجد في داخله شيئاً غريباً ملفوفاً بشيء كالجلد معلق في داخل التجويف وفي جواره وجد وعاء وبداخله بعض الاشياء غير المعروفه فقام الرجل بأخذ هذا الشيء والوعاء الذي كان بجانبه وذهب به الى منزله القريب من المكان وهولا يعرف ماهو هذا الشيء الذي وجده مهم جداً جداً وقلت له قد يمكن انك لا تعرف قيمة هذا الشيء المعلق ولا هو الشيء الموجود في داخل الوعاء ولكنه عرف تباعاً ان هذا الشيء الذي عثر عليه في قاع الكهف ويحتفظ به في منزله هو عباره عن مومياء لطفل صغير أي جثه طفل محنطة والوعاء الذي وجده في جانبه هو وعاء يحتوي على بعض مواد التحنيط وعندها قرر الرجل الاحتفاظ بالمومياء والوعاء عنده في المنزل حيث عمل على صناعة صندوق من الزجاج ووضع مومياء الطفل في داخله ليحافظ عليها ولتكون في الوقت نفسه مرئيه ويمكن مشاهدتها لمن يرغب في ذلك وظلت المومياء بحوزة هذا الرجل في داخل الصندوق لمدة من الوقت تصل الى عام ونصف حيث كان الناس يأتون الى منزله لرؤيتها ومشاهدة شكلها وبدأ الخبر ينتشر ويتسع نطاقه بين الناس من اهالي المنطقة وبحكم انتمائي الى هذه المنطقة كوني احد ابنائها المغتربين في صنعاء بحكم عملي وصلني خبر من بعض المقربين عن عثور هذا الرجل على شيء محنط في قاع الكهف وانه يحتفظ به بداخل صندوق زجاجي في منزله ولأني احب الآثار واعشقها ولي اهتمامات واسعة في القراءة والاطلاع والمعرفه في مجال الآثار استطيع القول انه ومن خلال حبي وعشقي وهوايتي للآثار تكونت لدي ثقافة واسعة في هذا المجال ومن هذا المنطلق وادراكاً مني بأهمية الاثار وما تمثله من قيمة تاريخية لبلادنا وخوفاً على ضياعها او ان يصيبها الاهمال او سوء التعامل معها والذي قد يعرضها الى التلف او التدمير قررت على الفور السفر مع بعض الاصدقاء الى البلاد لملاقاة هذا الرجل ورؤية الشيء الذي وجده و لازال يحتفظ به في منزله وعندما وصلنا الى البلاد ذهبنا الى منزل هذا الرجل وشاهدت بأم عيني هذا الشيء وعرفت على الفور انه مومياء لطفل وادركه جيداً ان اكتشاف مومياء طفل يعد حدثاً مهماً وبدأت استمع من هذا الرجل على قصة عثوره واكتشافه لهذه المومياء النادرة التي اعتقد انها تعد من الاشياء الاثريه المهمة التي لها قيمة اثرية وتاريخية كبيرة بالنسبة لبلادنا وبعد ان استمعت منه الى قصة عثوره على هذه المومياء بدأت اوضح له بعض الامور واشرح له اهمية وقيمة الاشياء الاثرية والتاريخية وبأهمية وضرورة حمايتها والمحافظة عليها وان أي شخص يعثر على أي شيء له طابع اثري او تاريخي في أي مكان فأنه يجب عليه وعلى الفور تسليمه للدولة ممثله بالجهات المختصة بالاثار ويجب ان يكون تسليم مثل هذه الاشياء الى ايدي امينه تقدر هذا الشيء وتحافظ عليه لان تسليم هذه الاشياء الى الدولة ليس من اجل حمايتها والحفاظ عليها فقط وانما ايضا من اجل ان تقوم الاجهزة المختصة باجراء البحوث والدراسات العلمية عليها ومن ثم وضعها في مكان امن وبطريقه علمية صحيحة وسليمة وبما يضمن لها البقاء وعدم التعرض الى التهالك او الاتلاف او التدمير او الضياع حيث وان بقاء هذه الاشياء في حوزة المواطن او في منزله حتى وان كان يحافظ عليها سيعرضها وبدون أي شك وان لم يكن في الوقت الراهن فمع مرور الوقت سيعرضها الى التهالك والاتلاف والتدمير او للسرقة وكل هذا سيعرضه للمساءلة القانونية واقترحت عليه بأن اوصله مع المومياء التي وجدها الى ولي الامر رئيس الجمهورية كون هذا الشيء الذي وجده مهم جداً جداً وقلت له قد يمكن انك لا تعرف قيمة هذا الشيء الاثريه او التاريخية ويمكن انه بالنسبة لاي شخص اخر قد لا يساوي أي شيء الا ان قيمته الاثرية والتاريخية كبيره جداً قد لا يتصورها أي شخص عادي فأبدى لى تفهمه وموافقته على كل ما طرحته عليه فقمنا بأخذ هذا الشيء " المومياء " وتصويره وقلت له بأنه مسؤل مسؤلية كاملة في ان يحافظ على المومياء الى ان يتم نقلها الى صنعاء وتسليمها الى رئيس الجمهورية وبالفعل اخذنا الصور وذهبنا بها الى رئيس الجمهورية وعندما رأها الاخ الرئيس حفظه الله امر بأحضارها فوراً فذهبنا لاحضارها بعد ذلك تم ابلاغ وزير الثقافة من قبل الاخ الرئيس ليقوم باستلامها وصرف مكافأة للشخص الذي عثر عليها فذهبنا بالمومياء الى وزير الثقافة وقد استقبلنا الاخ الوزير في بيت الثقافة وبعد ان قام باستلامها كلف الاخ الوزير لجنة اقتناء القطع الاثرية بفحص المومياء وتقييمها وبالفعل عقدت اللجنة اجتماعاً لها برئاسة الدكتور عبدالرحمن جار الله وكيل الهيئة العامة للاثار وقامت بفحص وتقييم المومياء ورفعت بذلك تقريراً الى وزير الثقافة وحينها وجه الاخ وزير الثقافة اللجنة بصرف مكافأة مالية تشجيعية للشخص الذي عثر عليها في منطقة جرف اسبيل بالمقادشة بمحافظة ذمار كما امر بمنحه ايضا شهادة تقديرية ودرجة وظيفية بمرتب شهري ليقوم بحراسة الموقع الاثري الذي عثر فيه على مومياء الطفل هذه وبعد ذلك امر الاخ وزير الثقافة بأخذ المومياء وايداعها في المتحف الوطني وبالفعل قمنا بأخذها فوق سيارة الاخ الوزير وذهبنا بها الى المتحف الوطني حيث تم ايداعها فيه وكان ذلك بحضور الوزير الاستاذ / خالد الرويشان [c1]حالة نادرة [/c]> بعد ان قمتم بتسليمها الى وزارة الثقافة وعرضها على لجنة اقتناء الاثار لفحصها .. ماذا كان رد فعل اللجنة عند مشاهدتهم مومياء الطفل .. وهل تم الافصاح او الكشف عن اية معلومات سواء كانت علمية او تاريخية تتعلق بهذه المومياء ؟ في الواقع عندما قمنا بتسليم مومياء الطفل الى وزارة الثقافة كان كل من شاهدها سواء اعضاء اللجنة او من كان موجوداًً وحاضراًً وقتها من الاخوة الخبراء او المختصين بالاثار فقد ابدو جميعاً انذهالهم واعجابهم الكبير بما يشاهدونه وبالطريقة الفائقة الدقة التي تم صنعه بها وبالوسائل والمواد التي استخدمها في عملية التحنيط . وحسب المعلومات التي وصلتني ان خبراء الاثار قالوا بأن المومياء هذه هي مومياء لطفل رضيع يبلغ من العمر عام ونصف وهي تعود الى حقبة زمنية قديمة لا اعلم مقدارها بالتحديد كما تشير المعلومات الى ان مومياء الطفل هذه هي مومياء نادرة لطفل رضيع وانها تعد الاولى من نوعها في العالم وبحسب المعلومات ان خبراء الاثار الذين ابدو اندهاشهم واعجابهم بهذه الحالة النادرة التي تم اكتشافها في محافظة ذمار قالوا بأنهم لم يسبق وان رأوا او عرفوا حالة مشابهة لمومياءالطفل هذه من قبل، كما ان المواد التي استخدمت في التحنيط هي الاخرى غير معروفه ولم يتم التعرف على نوعها او تركيبتها وانهم لاول مرة يشاهدونها ومن ثم فإنهم يقفون امام حالة نادرة وغير مسبوقة حيث تم اخذ عينات منها لغرض فحصها واجراء البحوث والدراسات العلمية عليها . وبحسب اعتقادي ان اكتشاف مومياء الطفل هذه يعد مهماًًًً جداً واعتقد ان هذا الاكتشاف سيكون مفاجئه علمية وتاريخية بالنسبة لعلماء الاثار والمهتمين والمتخصصين في علم التحنيط واعتقد ان هذا الاكتشاف سيحتم على علماء الاثار سواء في اليمن او في في المنطقة او في العالم القيام بأعمال البحث والدراسة والمراجعه لمختلف الجوانب العلمية والتاريخية التي سبقت في هذا المجال . [c1]ثلاث مومياءات [/c]> وماذا عن قصة الثلاث المومياءات الاخرى التي على شكل قرفصاء والتي عثر عليها مجموعة من المواطنين في محافظة الجوف وقاموا ايضا بتسليمها بمعيتكم الى وزارة الثقافة قبل نحو شهر من الان ؟ * بالنسبة للثلاث المومياءات الاخرى التي على شكل قرفصاء التي عثر عليها مجموعة من المواطنين في محافظة الجوف وتم تسليمها مؤخراً الى وزارة الثقافة هي عبارة عن ثلاث مومياءات على شكل قرفصاء وهي تعود لرجلين وامرأة عثر عليها عن طريق الصدفه مجموعة من الاشخاص في مديرية حزم الجوف بمحافظة الجوف حيث بلغنا من اناس مخلصين ومحل ثقة بأن مجموعة من الاشخاص في مديرية حزم الجوف قد عثروا على ثلاث مومياءات على شكل قرفصاء وان هؤلاء الاشخاص لا يزالون يحتفظون بهذه المومياءات وانها لا زالت حتى الان في حوزتهم فبادره على الفور ومعي بعض الاصدقاء الى التواصل مع بعض الشخصيات الاجتماعية المعروفة من مشائخ واعيان مديرية حزم الجوف حيث طلبنا منهم مساعدتنا في الوصول الى هؤلاء الاشخاص الذين عثروا على المومياءات الثلاث من اجل حثهم ومطالبتهم بسرعة تسليمها الى الجهات المختصة بالاثار حيث وانهم سيحصلون من الدولة مقابل ذلك على مكافأة مالية وكذا شهادات تقديرية وانهم بعملهم هذا سيكونوا محل ثقة واحترام من الجميع سواء امام الدولة او عامة المواطنين لانهم بتسليمهم المومياءات الثلاث التي بحوزتهم الى الدولة سيكونون قد أدوا واجبهم الوطني وقاموا بعمل شريف وذلك لان هذه المومياءات التي عثروا عليها في منطقتهم هي اشياء اثرية وتاريخية يجب حمايتها والمحافظة عليها وبالتالي فانه يجب تسليمها الى اجهزة الدولة المختصة ممثلة بوزارة الثقافة وذلك حتى تقوم الدولة بواجبها وذلك بوضعها في المكان المناسب الذي يجب ان توضع فيه ذلك في المتحف الوطني حتى تكون تحت اشراف ومراقبة الدولة التي ستعمل على كل ما من شانه لحمايتها والحفاظ عليها ويتم عرضها داخل المتحف امام من يرغب برؤيتها من المواطنين والدارسين والباحثين والمهتمين والسياح بطرق علمية صحيحة وسليمة تضمن سلامتها وابقائها في مكان أمن بعيداً عن ايادي اللصوص والعابثين وبالفعل تحركنا الى محافظة الجوف وتمكنا بمساعدة بعض المشائخ والاعيان الذين سبق ان تواصلنا معهم وذلك في الوصول الى الاشخاص الذين عثروا على الثلاث المومياءات وتمت مقابلتهم في منازلهم وطلبنا منهم السماح لنا برؤية الثلاث المومياءات التي عثروا عليها فتم لنا ذلك حيث كانت ما تزال محفوظة لديهم وتحت تصرفهم وبعد ان وضحنا لهم كلما سبق ذكره وحذرناهم من ابقاء هذه المومياءات في حوزتهم لانه قد يعرضها للسرقة والضياع او الاهمال او التهالك او التدمير وهو ما قد يعرضهم للمساءلة القانونية ولذلك فأنه يجب عليهم الاسراع في تسليمها الى وزارة الثقافة كون هذه المومياءات الثلاث تعتبر من الاشياء الاثرية والتاريخية التي يجب حمايتها والمحافظة عليها وبالتالي فأنها ملكاً للوطن وللاجيال اليمنية كلها يتوارثها جيل بعد جيل ويجب على الفور تسليمها الى الجهات المختصة في الدولة لانها وحدها المخولة شرعاً وقانوناً في ابقائها بحوزتها ولحفظها وحمايتها لان مثل هذه الاشياء حتى وان وجدت في اطار ممتلكات شخصية الا انها تعتبر من الممتلكات العامة ويجب ان تكون تحت تصرف ومسؤلية الدولة مباشرة وبالفعل تمكنا وبمساعدة بعض المشائخ والاعيان من اقناع اولئك الاشخاص باخذ الثلاث الموميات والسفر بها الى صنعاء لتسليمها الى وزارة الثقافة وقد تم التواصل مع الاستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة الذي استقبلنا في بيت الثقافة حيث تم تسليمه الثلاث المومياءات وفي تلك الاثناء وجه الوزير لجنة اقتناء الاثار لعقد اجتماع لها برئاسة الدكتور عبدالله باوزير رئيس الهيئة العامة للاثار لفحص وتقييم المومياءات الثلاث كما وجه بتشكيل لجنة مختصة من الاثريين لاعداد دراسة علمية تفصيلية حول عمر الثلاث المومياءات التي تم احضارها من محافظة الجوف كما وجه بصرف مكافأة مالية تشجيعية وشهادات تقديرية للاشخاص الذين عثروا على الثلاث المومياءات وقاموا بتسليمها للوزارة وفي اثناء ذلك اعرب الاخ وزير الثقافة عن سعادته البالغة لما قام به هؤلاء الاشخاص بتسليم الوزارة هذه المومياءات التي تعتبر من الاشياء الاثرية والتاريخية الهامة معرباً ايضاً عن سعادته الكبيره لما يتمتع به ابناء شعبنا اليمني من وعي وحس وطني وحضاري رفيع وهو ما يعكسه سلوكهم وحرصهم ومحافظتهم على موروثهم الاثري والحضاري والتاريخي . [c1]جهود مشكورة [/c] > كلنا يعلم بان هناك الكثير من القطع الاثرية والمخطوطات التاريخية في حوزة العديد من المواطنين في مختلف انحاء الجمهورية وخصوصاً في تلك المناطق التي يجري فيها اعمال التنقيب عن الاثار او التي موجود بها مواقع اثرية وتاريخية .. برأيكم اين دور وجهود وزارة الثقافة وهيئة الاثار لحث المواطنين واقناعهم على تسليم ما بحوزتهم من القطع والمخطوطات الاثرية والتاريخية ؟ * في الواقع انه قد اصبح من الواضح ان وزارة الثقافة وهيئة الاثار قد بدأتا في السنوات الاخيرة بعملية واسعة لاقتناء القطع الاثرية بأنواعها من المواطنين وذلك بحماس شديد من اجل توريدها الى المتحاف اليمنية وابعادها عن ايادي سماسرة الاثار والمهربين وبحسب علمي ان وزارة الثقافة قد اقتنت خلال العامين الماضيين اعدادا ً كبيرة ونوعية من القطع الاثرية القديمة المهمة وحسب ما سمعته من بعض المسئولين في وزارة الثقافة وهيئة الاثار بأنه لا يكاد يمر يوم دون ان يتم فيه اقناء قطعة اثرية او مخطوطة تاريخية مهمة وصرف مكافأة مالية تشجيعية لحاملها . واعتقد ان الاثار في بلادنا لم تلق من الرعاية والاهتمام ما تلاقيه خلال السنوات الاخيرة من الاهتمام والرعاية الكبيرة كما اعتقد ان جميعنا قد لاحظ انه ومنذ ان تولى الاستاذ خالد الرويشان مهامه كوزير الثقافة اخذ يولي جانب الاثار والمخطوطات الاثرية والتاريخية اهتمام كبير حيث انه في عام 2002م قد قام بتدشين مشروع اقتناء القطع الاثرية والمخطوطات التي بحوزة المواطنين وهذا بالطبع يتم لاول مرة في بلادنا .. حيث تقوم وزارة الثقافة بحث وتشجيع المواطنين الذين موجود في حوزتهم اية قطع اثرية او مخطوطات لتسليمها الى وزارة الثقافة وتقوم مقابل ذلك بمنحهم مكافأت مالية تشجيعية مجزية مع شهادات تقديرية وهو ما حفز الكثير من المواطنين وشجعهم على تسليم ما بحوزتهم من قطع اثرية ومخطوطات الى وزارة الثقافة حيث انه وبحسب المعلومات المتوفرة لدى فانه قد تم منذ تدشين مشروع اقتناء القطع الاثرية والمخطوطات عام 2002م ايداع آلاف القطع الاثرية المتنوعة في مختلف المتاحف اليمنية كما زوده دار المخطوطات بآلاف المخطوطات النادرة والقديمة ولا تزال الجهود تبذل من قبل المسئولين في وزارة الثقافة وهيئة الاثار في سبيل حماية الاثار والحفاظ عليها . وفي حقيقة الامر ارى ان القيادة السياسية الحكيمة ممثلة بفخامة الاخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله الذي يهتم شخصياً باثار وتاريخ وحضارة بلادنا وكما هو ملاحظ فان فخامته يولي الجانب الاثري لبلادنا اهتماماً كبيراً جداً جداً وما الرعاية والاهتمام الذي تحظى بهما هيئة الاثار في بلادنا هو لخير دليل علىا اهتمام الرئيس بالاثار في بلادنا حيث نلاحظ انه وفي كثير من احاديثه وخطاباته في العديد من المناسبات يؤكد على حماية الاثار والحفاظ عليها كما نجده دائماً ما يحث ويوجه المسئولين القائمين على قطاع الاثار على بذل الجهود وتقديم كل التسهيلات لعمليات التنقيب عن الاثار والعناية بها والمحافظة عليها وعلى المواقع الاثرية المختلفة والعمل على ترميم المتاحف والمعالم التاريخية والاثرية والحفاظ على المدن التاريخية وعلى طابعها المعماري . هل هناك اية رسالة او كلمة تحبون توجيهها للاخوة المواطنين في اطار هذا الموضوع الذي تحدثنا واياكم حوله ؟ سيعدني ان انتهز هذه الفرصة لاوجه رسالة صادقة الى جميع اخواني المواطنين انصحهم فيها بالحفاظ على اثار بلادنا لان هذه الاثار هي ملك للشعب باكمله وهي ملك لكل الاجيال اليمنية يتوارثها جيل بعد جيل كما انصحهم بحماية الاثار والمواقع الاثرية والحفاظ عليها وعدم نبش او تخريب أي موقع اثري وان اي موقع اثري يتم اكتشافه او في حالة العثور بالصدفة على أي شيء اثري عليهم سرعة ابلاغ الجهات المختصة كما ادعو اخواني المواطنين الذين موجود في حوزتهم أي قطع اثرية او مخطوطات بأن يسارعوا في تسليمها الى وزارة الثقافة حتى يتم ايداعها في المتحف الوطني حتى تكون في مأمن من السرقة او الضياع وحتى لا تتعرض للاهمال او التلف او التخريب والتدمير واذكرهم هنا بأن الاثار هي مرآة الشعوب وذاكرة الاوطان ويجب ان يحمو ويحافظوا على اثار بلادهم .