نال (118) صوتا من أصل (127) نائبا في البرلمان
بيروت/14اكتوبر/ رويترز:أدى العماد ميشال سليمان القسم الدستوري ليشغل منصبا ظل شاغرا ستة أشهر بسبب أزمة هددت بنشوب حرب اهلية جديدة في لبنان.وأدى سليمان القسم في البرلمان خلال مراسم جرى بثها على الهواء بعد وقت قصير من انتخابه في مجلس النواب تماشيا مع اتفاقية برعاية قطر لنزع فتيل أزمة سياسية استمرت 18 شهرا.وكان برلمان لبنان انتخب في وقت سابق أمس الأحد العماد ميشال سليمان قائد الجيش رئيسا للجمهورية مُعيدا إحياء المؤسسات المشلولة بفعل أزمة استمرت 18 شهرا بين الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة والمعارضة التي يتقدمها حزب الله.ويأتي الانتخاب في إطار اتفاق توصل إليه الزعماء اللبنانيون برعاية قطر الأسبوع الماضي لنزع فتيل الأزمة التي هددت بنشوب حرب أهلية جديدة بعد أن تحولت إلى قتال في الشوارع هذا الشهر ودفعت مقاتلي حزب الله الذي تدعمه إيران إلى السيطرة لفترة قصيرة على أجزاء من بيروت وإلحاق الهزيمة بالموالين للحكومة.وحضر الانتخاب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وهما القوة المحركة وراء اتفاق الدوحة ومجموعة من وزراء الخارجية العرب والأجانب من بينهم وزيرا خارجية سوريا والسعودية بالإضافة إلى فرنسا وتركيا ومصر وإيران.وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ان نال سليمان 118 صوتا من أصل 127 نائبا في البرلمان “نال العماد ميشال سليمان 118 صوتا وأُعلنه رئيسا للجمهورية” وفور إعلان فوزه أُطلقت النيران في الهواء.واتفق تحالف الغالبية المناهض لسوريا والمعارضة على انتخاب سليمان لكنهما اختلفا على شكل حكومة الوحدة الوطنية الأمر الذي أَجَل الانتخاب 19 مرة وعمق الأزمة السياسية.ولبت الاتفاقية معظم مطالب المعارضة وأمنت انتخاب الرئيس الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع سوريا وحزب الله. وينظر للاتفاقية بشكل كبير على أنها انتكاسة لواشنطن وحلفائها الذين ضغطوا لنزع سلاح حزب الله وعزل دمشق.وتدعو الاتفاقية أيضا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع فيها المعارضة بحق النقض (الفيتو) وقانون جديد للانتخابات العامة التي تجري في 2009.وتهدف الاتفاقية إلى نزع فتيل صراع أجج التوترات الطائفية وأصاب الحكومة والمؤسسات الدستورية بالشلل وأدى إلى تعثر الاقتصاد.ولم يجتمع البرلمان منذ فترة تزيد على العام ونصف العام لم تعمل فيها حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على نحو يذكر. وأدت جولات من أعمال العنف الى سقوط عشرات القتلى وإحياء ذكريات الحرب الأهلية التي دارت رحاها فيما بين الأعوام -1975 1990.وفور انتخاب الرئيس اعتبرت حكومة السنيورة مستقيلة ولكن عليها تصريف الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.وتؤيد السعودية وفرنسا ومصر الحكومة في حين تؤيد إيران وسوريا المعارضة. ومن غير المتوقع حضور أي مسئول من الإدارة الأمريكية الجلسة رغم وصول مندوبين من الكونجرس لحضور الانتخاب.وقبل حضور جلسة الانتخاب التي تزامنت مع ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان زار وزير خارجية إيران منوشهر متكي ضريح القائد البارز في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في انفجار بدمشق في فبراير شباط الماضي.وعززت القوى الأمنية اللبنانية إجراءاتها الأمنية في العاصمة إذ أغلقت الطرق المؤدية إلى البرلمان في وسط بيروت.وينص نظام اقتسام السلطة في لبنان على ضرورة أن يكون رئيس البلاد مسيحيا مارونيا ورئيس الوزراء مسلما سنيا ورئيس البرلمان شيعيا.ويشغل سليمان منصبا كان يشغله حتى نوفمبر تشرين الثاني أميل لحود وهو حليف لدمشق. وعين سليمان قائدا للجيش في عام 1998 عندما كانت سوريا تهيمن على لبنان.ونسق سليمان عن كثب مع القوات السورية قبل انسحابها من لبنان عام 2005 تحت ضغوط لبنانية ودولية أثارها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.وكرئيس للبنان سيتعين عليه مواجهة عدد من القضايا المثيرة للانقسام من بينها العلاقات مع سوريا وقرار لمجلس الأمن يدعو إلى نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان وهو مطلب يؤيده خصوم حزب الله في لبنان.ولكن مهمته الاولى ستكون تعيين رئيس وزراء جديد وتنسيق تشكيل الحكومة الجديدة معه. وقال مسؤولون ان سعد الحريري زعيم الاغلبية البرلمانية يعد الشخصية الاوفر حظا لتولي هذا المنصب.وينبغي على الرئيس تكليف المرشح الذي يجمع على تسميته أغلبية النواب في البرلمان. وسيؤدي سليمان اليمين بعد وقت قصير من انتخابه وسيلقي كلمة أمام البرلمان.ويجيد سليمان اللغتين الانجليزية والفرنسية وهو متزوج وله ثلاثة أولاد.وتخرج سليمان من الاكاديمية العسكرية في عام 1970 ويحمل اجازة في العلوم السياسية والادارية من الجامعة اللبنانية. وولد سليمان في قرية عمشيت ذات الاغلبية المسيحية.