مرايا
من أين أبدأ؟ أمر محير للغاية ! فهذا الموضوع لاتتسع له الا صفحات وصفحات حتى نعطيه حقه من التوضيح والاستبيان لنا أولاً كإعلامين وكمواطنين ثانياً نسير في طرقنا وأسواقنا ونحن آمنون مؤمنون .لا أخفيكم أنا أحد الضحايا الذين وقعوا في إحدى الاأفخاخ التي ينصبها أولئك النصابين والمحتالين .... الأمر مضحك أليس كذلك ؟ لعلي أكتب هذا الموضوع وقلبي يتطاير غيظاً عليهم وبنفس الوقت ينتابني شعور الضحك ...كيف أستطاع أولئك النفر أن يصطادوني وأنا أحذر الناس منهم في كل مقيل وجلسة .فعند زيارتي لباب اليمن وأنا اتبختر وأفتخر بأن في جيبي بضعة آلاف بالكاد استلمتها من “ ميسون” المسؤول المالي في مكتب صنعاء لصحيفتنا هذه ... وإذا بثلاثة أشخاص عملوا مسرحية أقنعوني فيها بأن الساعة التي يحملها احدهم غالية الثمن، وإنهم يريدون أن يشتروها منه... صراحة الساعة شكلها جميل وجذاب دخل قلبي من أوسع أبوابه فطمعت بامتلاكها., وكانت هذه أول مرة أطمع في شيء.... المهم دخلت التحدي واشتريت الساعة وطرت فرحاً إلى احد أصدقائي لأستشيره في أمر شرائها أو بمعنى اصح لأريه هذه “ العرطة” ... فيفاجئني بأن القيمة الحقيقية للساعة لا تتجاوز “150” ريالاً فقط ..فيا ندامتاه ، ولكن بعد ماذا؟ بعد أن أخذوا كل ما في جيبي .ولهذا أنا لا ألوم من يقول انه وقع في إحدى تلك الحيل خاصة وأنها دخلت عصرها الذهبي وازدهرت مثلما تزدهر باقي مجالات الحياة... فهناك حيل تأخذ الألباب وابتكارات جديدة لا يتوقعها الحصيف منا.لا نعرف ما نطلق عليهم!! هل هم سرق أم نصابون؟ هل ينفذ فيهم حكم قطع اليد أم التعزيز ..ام ماذا؟ خاصة وأننا نرى أقسام الشرطة يفرجون على أكثرهم..!!وكذلك لا نعرف ماهي الشروط التي يرونها في ضحيتهم ..و يميزونها عن غيرها من المارة ؟ انه أمر عسير لمعرفة ذلك.فالذي يمكن أن نفتي به في هذا الموضوع انهم يصطادون من يرونه معجباً بشيء أو مندفعاً إلى امتلاك حاجة و الحصول عليها بأي ثمن كالوظيفة مثلاً... ولذلك نجدهم يتمركزون في الأسواق أو في الوزارات التي تحظى بالدرجات الوظيفية ولا تطبق مبدأ الشفافية في شغل تلك الوظائف.قلة الوازع الديني هي السبب الحقيقي في ممارسة مثل هذه الأعمال ، فعندما يفقد الإنسان دينه وأخلاقه فانه يعيش حياه بهائمية لا يهمه الا كيف يشبع رغباته ويحقق أمنياته حتى وان كان على حساب الآخرين . زمان كان الأجداد والآباء يحذرونا من قص الجيوب وسرقة ما فيها فكنا نذهب و نحن حذرون و محافظون على جيوبنا ، واليوم الزمان يعيد نفسه لكن بأسلوب مهذب وراقي بحيث يسرق ما في جيبك وأنت تضحك له وتشكره أيضا، أنها أمور محزنة ومضحكة في اللحظة نفسها تتسرب في هذا المجتمع الذي قال فيه نبيه (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم “ الإيمان يمان والحكمة يمانية “ .فالحذر الحذر من الوقوع في شباك حيلهم التي لا ترحم صغيراً ولا كبيرا , لا غنياً ولا فقيراً ، لا جائعاً ولا شابعاً .فالمال هو هدفهم الأول والخير .