في إطار الحلقة النقاشية حول مفهوم الحسبة :
متابعة/ دفاع صالح ناجي / تصوير/ عبدالقادر بن عبدالقادرعلى خلفية حادثة الاعتداء بالضرب على عدد من طلاب جامعة عدن من قبل جماعة يطلق عليها تسمية جماعة حماية الفضيلة و محاربة المنكرات في الآونة الأخيرة - فقد ناقش المشاركون في حلقة النقاش الخاصة بمفهوم الحسبة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي نظمتها المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث - يوم أمس - جملة من القضايا المتصلة بهذا المفهوم واتفق الجميع بشأن عدم اعتبار ما طرح من باب الفتوى وإنما هي أفكار وآراء ووجهات نظر من أجل الخروج بالتوصيات اللازمة. تفاصيل ذلك في الأسطر الآتية : أدارت حلقة النقاش الأخت/ إحسان عبيد رئيسة المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث والأخت رضية شمشير عضو الهيئة الاستشارية للمؤسسة العربية وعضوة مجلس الأمناء للمؤسسة التي رحبت في بداية الحلقة النقاشية بكل الحاضرين من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأكاديمية والشباب والطلاب ، مؤكدة على أهمية مثل هذه اللقاءات من أجل مناقشة الكثير من الأمور التي تتطلب وقفة جادة لمنع تصاعدها. وكانت الأخت/ أفراح علي سعيد الأمين العام للمؤسسة العربية قد ألقت كلمة بإسم المؤسسة أكدت فيها ، أن أي قضية تزرع القلق بين شرائح المجتمع يجب الوقوف أمامها بحزم ، وأضافت قائلة :(واستشعاراً منا هنا في المؤسسة العربية بأهمية الموضوع وبأن القضية ليست بالسهلة سعينا من أجل عقد مثل هذه الحلقات النقاشية لأننا لن نقبل زعزعة ثقتنا بذاتنا فمن منا يقبل أن يذل أوتهان إنسانيته في عدن الحضارة والتنوير أو في أي جزء من الوطن). وأوضحت أن هذه الجماعة تمارس نشاطها في عدد من المناطق وأبرز مثال لها في الحديدة التي بلغ ضحايا تلك الجماعة فيها - كما تؤكد - (25) سجينة و(20) سجين. بعد ذلك تحدث الشيخ صالح حليس عضو الهيئة التنفيذية لحزب التجمع اليمني للإصلاح حول ما يسمى بالهيئة الوطنية لتنمية الفضيلة وأشار إلى أن قضية الحسبة في الإسلام قد نشأت بهذا المفهوم لكن آلياتها قد تطورت حسب تطور أجهزة ومؤسسات الدول كظهور ما يسمى بالشرطة الشعبية أو شرطة الآداب. وقال :( وقضايا المنكر لسنا مخولين بتحديدها لأن الله سبحانه وتعالى قد حدد ماهو المعروف وماهو المنكر في كتابه عز وجل وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فنحن نتمنى أن كل فرد في المجتمع يكون حارساً للفضيلة وذلك من خلال الوعي).وأكد أنه من حق العلماء أن يطالبوا بما يشاؤون ولكن في إطار القانون والدستور الذي يحكم الجميع ، مبدياً أسفه على وقوف العلماء متحسرين أمام قضايا كبرى وينجرفون وراء قضايا جزئية .وأكد على ضرورة تفعيل دور رسالة المسجد ودور الجهات المتخصصة وأجهزة الضبط القضائي. ثم تحدث الشيخ أنيس الحبيشي: قائلاً :( الحسبة في الإسلام كانت نظاماً من أنظمة الدولة الإسلامية ، وعندما تطور مفهوم الدولة أدى ذلك إلى تغيير آليات هذه الدولة وبرزت أنظمة وقوانين ووزارات ، ويأتي ضمن هذا التحول موضوع الحسبة ، فالحسبة كانت واجب كل إنسان ولم تكن هناك مؤسسات ، ومن هنا فمفهوم الحسبة يجب أن تقوم بها الدولة بكل أجهزتها من وزارات ومرافق وموظفين وعقال حارات ومواطنين نساء ورجالاً وأقسام شرطة وغيرها).وأضاف :( الشيخ حمود الذارحي أن الهيئة ستتناول المؤسسات التدميرية ، فماذا يعني بالمؤسسات التدميرية ؟ ربما تكون مؤسسات مجتمع مدني أو مؤسسات إعلامية وغيرها، فهذه في رأيي هيئة سياسية ناتجة من حزب سياسي يضيق ذرعاً بالآخر). وأكد أن مثل هذه الجماعات نماذجها موجودة في السعودية والسودان وافغانستان وأن هذه النماذج لم تقدم سوى الشتات والفوضى. وأكد في ختام حديثه أن الحسبة هي من اختصاص كل المنكرات يحاربها الوعظ والإرشاد.كما تحدثت الأخت هويدا عباس رئيسة القطاع النسائي لحزب الإصلاح حول الحسبة ومشروعيتها والحكمة منها وشروط المحتسب، موضحة انه إذا كانت إزالة أي منكر ستؤدي إلى اقتتال أو تناحر بين الناس أو فوضى، فهذا لا يجوز شرعاً، والناس في غنى عنه.بعد ذلك فتح باب النقاش وطرح المداخلات من قبل الحضور، وتحدث أولاً الأخ محمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان الذي أشار إلى أن ما طرح في حلقة النقاش من أمور يمكن الاتفاق مع بعضها والاختلاف مع بعضها الآخر، متسائلاً عن دور الهيئات والمؤسسات المكلفة بمكافحة الفساد المالي والإداري، وأضاف: «نحن مع أن يعبر الناس عن آرائهم في أي أمر، لكن عليهم احترام حقوق الآخرين، والفساد الأخلاقي مفتوح، وهنا تكمن الخطورة وهذا يمكن أن يكون مدخلاً لمزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان».وأكد أن هذه الهيئة يدفع بها الجناح المتطرف في حزب ديني معارض .فيما أشار الأديب عبدالرحمن عبدالخالق إلى أن الحسبة هي شكل من أشكال السلطة قد تجاوزه الزمن، وتحدث الاخ قاسم داود سكرتير ثاني منظمة الحزب الاشتراكي عدن أن من حق الناس أن يشعروا بالخوف والقلق بسبب فتاوى تصدر تباعاً بحق شريحة من الناس، مؤكداً أن هناك فئة متسلطة وظفت الدين من أجل مصالحها وان هذا بالتأكيد سيدخل البلاد في عصر مظلم وكئيب ليس له آخر. مشيراً إلى أنه من المهم جداً أن يكون للمجتمع المدني وقفة جادة أمام مثل هذه الأمور.أما المحامية نظيرة شرجبي فقد شددت على ضرورة تفعيل دور القضاء والقانون.الدكتور سيف علي أكد أن الغرض من أعمال هذه الهيئة هو تصفية حسابات سياسية تحت غطاء ديني، متسائلاً عن دور أولئك تجاه العديد من القضايا الكبرى منها تجارة الأطفال.أما الأخ وضاح الحريري فقد، أكد على مسألة كيفية مواجهة مثل هذه الأمور، معتبراً إياها القضية الأهم في الوقت الحالي.وأشار إلى أن هذه الجماعات هي أدوات وأذرع دينية واجتماعية وسياسية هدفها إعادة المجتمع إلى الخلف، مؤكداً أن السبيل لمواجهة هذه المسائل هو الدفاع عن مزيد من الحريات ومزيد من التعدد ومزيد من المناخ المنفتح واقترح الأخ فضل علي عبدالله أن تستمر مثل هذه الحلقات النقاشية وان يتم إصدار بيان عن جميع منظمات المجتمع المدني حول هذه القضية التي أقلقت الناس.