وقديماً ترجموا:
تأليف/ فيليب بروس ترجمة/ طارق علي السقاف تاريخ لندنغزا الرومان إنكلترا في عام 34م، وبنوا مدينة على نهر التايمز أطلقوا عليها اسم »لندينيوم«، وكان من السهولة بمكان عبور ذلك النهر إذ بنى الرومان جسراً عليه، وبدأت »لندينيوم« تتوسع شيئاً فشيئاً، فقد كانت السفن تصلها من جميع أنحاء أوروبا، كما أنشأ الرومان العديد من الطرقات التي تربط بين »لندينيوم« والمناطق الأخرى من بريطانيا وفي عام 004 كان هناك حوالي خمسون ألف نسمة يعيشون في مدينة »لندينيوم«، وبعد ذلك العام غادر الرومان إنكلترا ولا نعرف الكثير عن مدينة »لندينيوم« ما بين عامي 004 و 0001م. وليم الفاتحفي عام 6601م أتى وليم الفاتح إلى إنكلترا قادماً من فرنسا وأصبح ملك إنكلترا واتخذ من لندن مقراً لإقامته، ولأنه كان خائفاً من سخط الشعب الانكليزي قام ببناء مبنى ضخم لحمايته يدعى »البرج الأبيض« وهو الآن جزء من برج لندن. واليوم كثير من السياح يزورون برج لندن سنوياً كتحفة أثرية عظيمة لاحتوائه على مجوهرات نادرة للتاج الملكي وذهب ومجوهرات خاصة بالملكة.عاش جميع ملوك وملكات انكلترا في لندن فقد كانت أكبر المدن الانكليزية ففي عام 0061 بلغ عدد سكان لندن أكثر من مائتي ألف نسمة. لندن في عهد شكسبيرولد شكسبير في مدينة سترات فورد عام 4651، وبعد ذلك عاش في لندن ويعتبر شكسبير من أعظم المسرحيين في العالم حتى عصرنا هذا فقد كتب ستة وثلاثين عملاً مسرحياً لاتزال تقرأ وتمثل حتى اليوم، وقد مثلث مسرحيات شكسبير في عصره في مسرح جلوب الذي احترق عام 4461م. الحريق الكبيركانت المنازل في لندن- أثناء عهد شكسبير- مبنية من الخشب وكانت متقاربة من بعضها البعض وكانت تندلع بعض النيران من حين لآخر ولكنها كانت صغيرة وأثرها محدود، ولكن في يوم السبت الثاني من سبتمبر من عام 6661م اندلع حريق كبير بدأ بالتهام فرن الخبز التابع للملك في بودينج لين بالقرب من جسر لندن، استيقظت زوجة الخباز مذعورة في منتصف الليل عندما رأت منزلها يحترق وسرعان ما احترق المنزل المجاور ثم الذي يليه وهكذا انتشرت النيران بسرعة كبيرة واستمر اشتعال النيران حتى يوم الخميس. وقد احترقت معظم مدينة لندن وفقد حوالي ربع مليون من سكان هذه المدينة منازلهم نتيجة لهذا الزلزال المدمر. لندن في عهد تشارلز ديكنزبنى الناس في لندن منازلهم مرة ثانية بعدالحريق الكبير ولكن هذه المرة بنوها من الحجارة والطوب، توسعت المدينة وأزداد عدد سكانها ففي عام 0381م كان هناك أكثر من مليون ونصف المليون نسمة يعيشون في لندن. وقد تم إنشاء السكك الحديدية والمصانع في كل أرجاء لندن وبدأت لندن بالنمو الاقتصادي أكثر وأكثر، ولكن هذه الإيجابيات في التطور صاحبت معها عدداً من السلبيات مثل تلوث المدينة بسبب أبخرة المصانع كما لم تعد لندن نظيفة مثلما كانت في السابق وبدأ التمايز الطبقي بالظهور، فظهر الفقراء المعدمون الذين لا مأوى لهم والذين أخذوا يفترشون الشوارع للنوم عليها.عاش تشارلز ديكنز في تلك المرحلة من 2181- 0781م وقد عاش في لندن لعدة سنوات ومن خلال مؤلفاته الروائية نقرأ عن لندن في تلك الفترة. فنحن نقرأ عن التمايز الطبقي الحاد بين الفقراء المعدمون والأغنياء ذي الثراء الفاحش، كما صور في مؤلفاته معاناة الفقراء خصوصاً الأطفال الذين حرموا من حق التعليم والذهاب إلى المدرسة وكذلك العمال الفقراء العاملون في المصانع طوال اليوم بأجور زهيدة جداً، كما صور في مؤلفاته موت الأطفال في شوارع لندن بسبب البرد والجوع.لكن لندن اليوم أفضل بكثير من لندن الأمس فالمدينة نظيفة وكثير من سكانها يعملون في مكاتب أنيقة ومحلات لكن الكثير منهم لازالوا يعملون في المصانع.. نهر التايمزيعتبر نهر التايمز جزءاً من تاريخ لندن، وقد بنى الرومان مدينة لندن القديمة وأطلقوا عليها اسم »لندينيوم« وكانت المدينة بالقرب من نهر التايمز الذي يجري حتى الآن في قلب لندن وحتى عام 9471م وكان هناك جسر واحد على النهر يدعى جسر لندن، وبدا هذا الجسر القديم غريباً فقد كان هناك العديد من المنازل والمحلات التجارية مبنية فوقه، ولم يحدث مرة أن قذف النهر مياهه فوق المنازل والمحلات الواقعة على ذلك الجسر، وكثيراً ما كان النهر يتجمد في الشتاء لفترات طويلة لدرجة أن الناس كانت تسير عليه كما كانت هناك العديد من المقاهي والمطاعم المتحركة مقامة فوق الثلج وفي القرن التاسع عشر تم بناء العديد من الجسور، واليوم هناك أكثر من عشرين جسراً على نهر التايمز في لندن.