سوق تاريخي يصلُ يقع في دمشق ويصل ما بين سوق مدحت باشا وقصر العظم ، وهو يشتهر بأريجه المُتميّز، إذ إنّ حوانيته الصّغيرة تغصّ بأنواع البهارات والعُطور واللّوز والفستق والفواكه المُجفّفة والأعشاب الطّبية وحلويات الأعراس والمُناسبات والسّكاكر والشوكولاته والملبس.وفي وسط السوق يقع حمّام النّوري ، وهو أحد الحمّامات العامّة المُتبقّية من مائتيّ حمّامٍ كانت في دمشق منذ القرن الثاني عشر وظلّت قيد الاستعمال حتّى وقتٍ قريبٍ. كما أنّ فيه خان أسعد باشا الشّهير الذي بناه صاحب قصر العظم في منتصف القرن التاسع عشر، وهو الآن في صدد تحويله إلى مركزٍ سياحيٍ مُهمٍ وفندقٍ. ويؤدّي السّوق إلى سوقٍ صغيرٍ آخرٍ هو سوق الصّاغة الذي تباع فيه أنواع المجوهرات والحلي الذّهبية والفضية، ويطل عليه الباب الجنوبي للجامع الأمويّ.يختصر سوق البزورية رائحة الشام .. كما لو أنه قارورة عطرٍ تنشر شذاها على مسافةِ كيلومتر ٍ تقريباً ما بين سوق مدحت باشا، والخان الصدراني المجاور لقصر العظم. يعود سوق البزورية إلى العصر المملوكي... وأطلق عليه في العهد العثماني أسم سوق العطارين نسبة إلى محلات العطارة التي تنتشر في السوق... يتألف من صفين متقابلين من المتاجر، يتخللهما ممر عريض مرصوف بحجارة البازلت السوداء، ومسقوف بساترٍ معدني تتخلله ثقوب تنقل أشعة الشمس تبدو في النهار كمرايا سماويةٍ صغيرة.عادةً ما يستوقف سوق البزورية زواره طويلا (ليس من سكان دمشق فحسب بل من العالم بأسره شرقه و غربه)، فهو غني بالتفاصيل، وبضائعه متعددة الأغراض والمقاصد، ومازالت تحتفظ باستخداماتها التقليدية(بغض النظر عن حداثة المستخدمين لها، والعصر الذي تستخدم فيه).لا يهدأ صخب الحياة الدمشقية في سوق البزورية على مدى أربعة عشر ساعة يومياً على الأقل(عدا الجمعة) ...في الصباح الباكر يفتح تجاره المسنون محلاتهم ليسلموا المهمة إلى أولادهم، وبدورهم يتولون مباشرة تجارتهم حتى الساعة العاشرة ليلاًً ( أو أكثر بقليل) .. شيء من الألفة تحس به بوضوح بين تجار السوق الذين تعلو وجوههم الابتسامة دائماً، وكثيراً ما يرحبون بزبائنهم بقطعة ملبَس... لا ندري أيهما يدفعك لزيارة سوق البزورية قبل الآخر.. بضائع السوق( ذات الاستخدامات التقليدية و المعاصرة) أم معالمه التاريخية ومنها: حمام نور الدين الشهيد، وخان أسعد باشا العظم، وخان العمود، وخان الرز( يجري ترميمه حالياً)..