قصة مكان جميل
هي عقبة شق في ثناياها طريق ربطها ببقية المدن اليمنية وجعل من فصلها وتغريبها وانسلافها رغم المحاولات عبر القرون امراً مستحيلاً.والعقبة أكثر من تلال وشعاب وحصون وقلاع، هي رمز لعزل هذه المدينة وتحصينها عبر القرون لتأكيد ارتباطها التاريخي والثقافي باليمن وتاريخ العقبة هو تاريخ عدن المدينة، حدودها هي حدود أهميتها ونفوذها عبر التاريخ على ماتطل عليه وما تتفاعل معه من عمران أو استحكامات دفاعية أو منشآت اقتصادية عليها او حولها، ويقع في ثناياها أشهر معالمها” باب عدن” بابها الوحيد لقرون عدة إلى البر وهمزة وصلها بالجزيرة العربية واتخذت كما اتخذ كثير من معالم المدينة مسميات عدة هو ( باب عدن، وباب العقبة وباب البر والباب البري وباب السقايين وباب المعلا) وسماه الانجليز كما ورد ذلك في كتاب “ العقبة” لعبدلله احمد محيرز بعد الاحتلال بالممر الرئيسي تمييزاً له عن الممر الصغير عقبة اخرى تبعد عنه قرابة كيلو مترين وتسمى احياناً “ بعقبة حجيف”جبلان يفصل بينهما باب المدينة او بالأحرى سلسلة جبلية اخترق باب المدينة اوطأ اجزائها، فاتخذ بعض الجزء الواقع على يمنيه للخارج من المدينة اسم الجبل الأخضر والأخر اسم التعكر ويكون الباب وجزء من كلا الجبلين مايعرف بالعقبة وتلعوهما قلعتان سمي الجبلان بهما حصن الخضراء وحصن التعكر وروى عمارة اليمني في معرض تاريخه ان المكرم الصليحي زوج السيدة أروى بنت احمد كافأ ولدي زريع العباس والمسعود في يد سلفت من أبيهم في نصرة الدولة المستنصرية أيام أبيه علي بن الصليحي فولاهما عدن وجعل مقر العباس “ تعكر عدن “ وهو يجوز الباب ومايصل إلى البر، وجعل لمسعود “ حصن الخضراء” وهو يجوز ساحل المراكب ويحكم على المدينة.ويرتبط تاريخ المدينة ارتباطاً وثيقاً بهذا الجيل، فهو يهيمن عليه هيمنة كاملة من جانبه الغربي المحاذي لشارع الملكة أروى وعلى خليج صيره مينائها القديم من جانبه الجنوبي الشرقي وعلى البحر وساحل أبين من جانبه الغربي وفي الوقت نفسه يربط البرزخ بنقلاته العسكرية تحت سقفه مسيطراً على مداخل المدينة بحراً إلى صيره وبراً إلى العقبة وباب عدن ولقد العبت دوراً بارزاً بدروبه وقلاعه في تاريخ المدينة العسكري وشهد جزؤه الجنوبي هجمات البرتغال والترك والانجليز للمدينة فازدحمت عليه وحوله الاستحكامات العسكرية من قلاع وحصون وخنادق ودروب ومسالك مازال بعضها قائماً واختفى اغلبها وبقيت أثاره دالة عليه وقديماً بذل الزريعيون جهداً كبيراً في تحصين هذا الباب فصار غاية في المتعة عند نهاية دولتهم حتى وصف ابن الأثير عدن من جهته من أمتع البلاد وأحصنها وعندما بسط الايوبيون سيطرتهم على عدن أعطوها لعثمان الزنجبيني احد ولاتهم في اليمن، فانشأ سوراً من حصن الخضراء إلى حصن التعكر على رؤوس الجبال ودرب كهذا لابدوان يمر على باب عدن مؤكداً وجود جسر عليه.وفي دراسة تحليله جغرافية وتاريخية بجانب من مدينة عدن اسمها العقبة ويقول الاستاذ عبدالله احمد محيرز: “ اذا الهدف الرئيسي من باب عدن هو ربط المدينة ببقية أجزاء اليمن.. إذ لاسبيل لخروج الدواب والعربات ودخولها إليه حتى منتصف القرن التاسع عشر الا عبره او الطواف حول ذلك تحت جبل المنصوري الى جبل حديد وهو الطريق يصلح في أحسن الأحوال للسيرفيه على الإقدام عند الجزر او التسلق عبر دروبه ومسالكه فقد كان قبل بنائه في منتصف القرن العشرين بحراً تتلاطم أمواجه على صخور الجبل يصعب على الدواب اجتيازه بدون مجازفة ومن هنا مر التاريخ وكتب أحداث المدينة النائمة في دفئ الجبل المتدلية بأطراف قدميها نحو البحر، تغسل إحداثها بسواحلها الهادئة وتتكى بظهرها نحو الجبل محروسة هي عدن، بتضاريسها الجبلية، بقلاعها. وحصونها وطرق شوارعها، قصص يحكيها الزمان في قصة المكان ، كان صغيراً فكبر، كما تكبر كل الأشياء وكان ضيقا فاتسع باتساع الآفاق مثله مثل أبواب المدن العتيقة لايحمل مفاتيحها الا التاريخ.واليوم نرى تزاحم المباني والمنشآت المعمارية علي طريق العقبه من داخل المدينة وعلى سفحه الآخر خارج منها ويتصف المعمار هنا وهناك بالعشوائية،وهو مايجلعنا نخشى ان يأتي يوم لانعلم فيه ان كان للمدينة باب وقد أصبح اثراً بعد عين.[c1]* مواهب بامعبد[/c]