في بداية محادثات يحضرها للمرة الأولى دبلوماسي أمريكي
سعيد جليلي صافح أمس خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أثناء توجههما إلى الجلسة الأولى من المحادثات
جنيف/طهران/14 أكتوبر/مارك جون وباريسا حافظي: استبعد مسئولون إيرانيون أمس السبت أي تجميد لتخصيب اليورانيوم في بداية محادثات بشأن برنامج طهران النووي التي يحضرها للمرة الأولى دبلوماسي أمريكي كبير. وقال مسئول إيراني وهو يرفض الشرط الرئيسي الذي حددته الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى لإجراء مفاوضات رسمية لإنهاء النزاع المستمر منذ فترة طويلة «أي تعليق أو تجميد (لتخصيب اليورانيوم) أمر غير وارد.» وعززت مشاركة مسئول أمريكي كبير في اجتماع جنيف الذي يستمر يوما واحدا إضافة إلى تصريحات إيرانية تقلل من احتمال شن الولايات المتحدة وإسرائيل لهجوم الآمال بإحراز تقدم وساعدت في تهدئة أسعار النفط القياسية، لكن التفاؤل حد منه إصرار أمريكي على انه بالرغم من مشاركة المبعوث الأمريكي وليام بيرنز فان المفاوضات الحقيقية لا يمكن أن تبدأ قبل أن تجمد إيران أنشطة نووية حساسة وهي خطوة استبعدتها طهران مرارا. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في مؤتمر صحفي في واشنطن «هذا هو موقف الولايات المتحدة وسيظل موقفها.» وقال كيوان إيماني السفير الإيراني لدى سويسرا إن إيران لن تقبل تجميد التخصيب. وأضاف «مناقشة هذا الأمر ليس واردا في جدول أعمال إيران، «كما قال زعيمنا الأعلى (آية الله علي خامنئي) بوضوح .. طريقنا واضح للغاية ولن نتخلى عن حقوقنا.» وكان خامنئي قال يوم الأربعاء إن إيران مستعدة للتفاوض ولكنه لم يبد أي علامة على التراجع فيما يتعلق بالقضية محور النزاع وهي رفض إيران وقف أنشطتها النووية. ووصف دبلوماسي غربي مناخ محادثات أمس السبت بأنه «طيب» لكنه أكد أن الإيرانيين غير راغبين في بحث تعليق تخصيب اليورانيوم أو تجميده عند المستويات الحالية. وقال المسئول «أنهم ينظرون أكثر إلى القضايا الجوهرية التي سيتم بحثها في المفاوضات الكاملة.» وقللت التصريحات الإيرانية من الآمال التي عززتها تصريحات وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي المتفائلة قبل بدء الاجتماع والتي وصف فيها المحادثات في جنيف بأنها «إيجابية وبناءة». وقال متكي للصحفيين في طهران «اجتماع اليوم (أمس) قد يستمر وتعقد اجتماعات أخرى حتى تطرح وجهات نظر كل الأطراف على المائدة لكي نتوصل... لاتفاق.»، ولم يوضح متكي ماذا يعني باتفاق لكنه أضاف انه يأمل أن تمهد محادثات جنيف الطريق أمام الاتفاق على «شكل وإطار» لمزيد من المفاوضات. وعكست نبرته تصريحات كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي الذي تحدث عن «نوايا ايجابية» لدى وصوله للمشاركة في المحادثات مع مسئولين من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وصافح جليلي خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أثناء توجههما إلى الجلسة الأولى من المحادثات ولكن لم يتحدث أي منهما للصحفيين. ولم يقل بيرنز شيئا أيضا. وقال مسئول إيراني كبير إن جليلي لديه تفويض كامل من الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد لاتخاذ أي قرار لازم مضيفا أن الاجتماع «سيكشف مصير المفاوضات.» ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن احمدي نجاد إبلاغه لنظيره الروسي ديمتري ميدفيديف انه يأمل في أن تساعد محادثات جنيف في «حل القضايا القائمة.» وترفض إيران الاتهامات بأنها تريد تصنيع قنبلة ذرية. وتقول إيران رابع اكبر منتج للنفط في العالم إن الهدف من برنامجها النووي هو توليد الكهرباء فحسب لتتمكن من تصدير مزيد من النفط الخام والغاز. ويقول دبلوماسيون غربيون إنهم يريدون خلال المحادثات استيضاح رد إيران بتفصيل اكبر على حزمة حوافز فنية وتجارية محسنة قدمتها الدول الست الشهر الماضي لإيران في مقابل تعليق تخصيب اليوارنيوم. وقالت كريستينا جالاتش المتحدثة باسم سولانا في رد على سؤال بشأن رفض المسئول الإيراني تعليق التخصيب «يتعين علينا الانتظار لنرى الموقف الإيراني... نحن مستعدون لبحث طرق مبتكرة للسماح ببدء المفاوضات بشكل يتسق مع مجلس الأمن.» وفرض مجلس الأمن ثلاث جولات من العقوبات على إيران خلال مواجهة ترجع إلى عام 2002 عندما كشفت جماعة معارضة في المنفى عن وجود منشاة لتخصيب اليورانيوم ومحطة تعمل بالماء الثقيل في إيران، وتصاعدت حدة التوتر مع إيران بعد أن أجرت طهران في الآونة الأخيرة سلسلة من تجارب إطلاق صواريخ مما أثار قلق إسرائيل وسبب توترا في أسواق الطاقة خشية أن يعطل الصراع الإمدادات، غير أن أسعار النفط تراجعت الجمعة منخفضة 13 في المائة عن مستواها القياسي الأسبوع الماضي فوق 147 دولارا للبرميل.