كتب/ المحرر السياسي ماذا يريد التحالف المشبوه الذي يضم أحزاب “اللقاء المشترك” ودعاة العودة إلى النظام الإمامي والكيانات السلاطينية البائدة، والحالمين بالعودة إلى السلطة بعيداً عن صناديق الاقتراع؟ماذا يريد الذين ينخرطون في النشاط المعادي للثورة والوحدة والديمقراطية من خلال رفع شعارات براقة ومخادعة بينما يخططون لتحقيق أهداف خطيرة ومدمرة ؟لقد فشلوا في مختلف المباريات والمحطات الانتخابية الرئاسية والتشريعية والمحلية.. كما فشلوا في السيطرة على منظمات المجتمع المدني.راهنوا على الشارع وهددوا باللجوء إليه بعد فشلهم في الانتخابات الرئاسية والمحلية عام 2006م بهدف تغطية فشلهم ، والانقلاب على نتائج تلك الانتخابات التي جسدت الإرادة الحرة والواعية لملايين الناخبين والناخبات .وراهنوا أيضاً على الشارع ودعوا إلى الثورة الشعبية السلمية بعد فشلهم في الانتخابات البرلمانية عام 2003م.لكنهم لن ينجحوا في تحريك الشارع للوصول إلى السلطة عبر ما أسموها (الثورة الشعبية السلمية) لأن هناك حكماً بين الجميع وهو صندوق الاقتراع . لقد أطلقوا شيطان الفوضى وأشباح الماضي التي استفادت من لعبتهم العمياء فأقصتهم بعيدًا وتقدمت بمشاريعها المدمرة التي تسعى إلى إعادة عقارب الساعة نحو الخلف، وإحياء العظام الرميم لبقايا النظام الإمامي والحكم الأنجلو سلاطيني، والطعن بالهوية الوطنية اليمنية للشعب اليمني الواحد . لكن هذه الشياطين والأشباح لن تنجح في إجبار جماهير شعبنا والأجيال الجديدة على الإقامة الدائمة في الماضي ، ومصادرة حقها في التوجه إلى المستقبل وبناء يمن جديد وحياة أفضل .نعم.. لقد فشلوا في الانقلاب على السلطة الشرعية المنتخبة عبر صناديق الاقتراع.. وتجاهلوا حقيقة أن الوصول إلى السلطة يأتي عبر الانتخابات الحرة والتنافسية والتعددية التي يختار فيها المواطنون رجالاً ونساء حكامهم وممثليهم بحرية كاملة.. ولا يمكن في يمن الوحدة الوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها عبر الانقلابات الشوارعية والتلويح بالعنف !! نحن نعرف مقاصدهم جيدًا.. انهم يريدون الانتقام من الوطن.. والعودة بالبلاد إلى ما قبل الثورة اليمنية (26 سبتمبر ــ 14 أكتوبر )، وإنجاز الثاني والعشرين من مايو 1990م العظيم .نحن نعرف أن التحالف الشيطاني اليوم يضم بقايا العهود الإمامية والقوى الظلامية وبقايا الرموز السلاطينية وحفظة النصوص الماركسية الميتة وبقايا الوحوش المتعطشة للدماء.وبوسع الذي ما يستحي أن يعمل ما يشتهي، لكن ليس بوسعهم إجبار الناس على أن يكونوا بلا حياء مثلهم.ليس لديهم مشروع وطني، بل مشاريع شخصية وفئوية صغيرة ، متناقضة ، ، متصادمة وماضوية.. أما نحن فلدينا مشروع وطني ديمقراطي واحد.. مشروع كبير بحجم الوطن.. ممتد ولا محدود بأفق التاريخ.مشاريعهم صغيرة وميتة ومشروعنا كبير وحي وقادر على الاستمرار.مشاريعهم هي العودة إلى النظام الإمامي والكيانات السلاطينية والنظام الشمولي، وهي نظم لا تعترف بحق الشعب رجالا ونساء ً في اختيار حكامه.. وبحقه في الرقابة على حكامه وحقه بالمشاركة في إدارة شؤون الحكم.مشروعنا واحد وكبير هو الوحدة والديمقراطية والتنمية واحترام حقوق الإنسان والتداول السلمي للسلطة عبر إرادة الناخبين وصناديق الاقتراع ، وإطلاق الحريات المدنية، وحق المرأة في العمل وتولي الوظائف القيادية في الدولة والمجتمع.مشروعنا واحد هو الأمن والاستقرار والحرية، وليس الإرهاب والعنف.نحن نعتمد على إرادة الناخبين والناخبات .. وهم يراهنون على تحريض الشارعنحن نعتمد على جماهيرنا وهم يعتمدون على الاستقواء بالخارج.نحن نعتمد على الحقائق والشواهد القائمة في الواقع.. وهم يراهنون على التضليل بواسطة بعض القنوات الفضائية التائهة التي ظهرت أخيراً وأثبتت أنها صاحبة المشاريع الهدامة التي لا تعرف إلى أين ستصل بهم وبالبلاد .لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.. والماكرون هم أهل السوء بصرف النظر عما إذا كانوا من دعاة الأفكار الطالبانية أو الانفصالية أو الإمامية أو الطائفية .. أو من التجار الشرهين الذين كنزوا الأموال بواسطة الصفقات المشبوهة وتهريب المخدرات والسطو على الوكالات التجارية ونهبها من أصحابها وملاكها الحقيقيين ، والتهرب الضريبي والاشتغال بغسل الأموال.. ولهذا كانوا في صدارة الذين عارضوا ــ ولا يزالون ــ قانون تنظيم حمل وحيازة الأسلحة وقانون مكافحة غسل الأموال.إنهم واهمون إذا اعتقدوا أنّ الوطنيين غافلون عن أطماعهم الهوجاء.إنهم واهمون إذا راهنوا على أن الوحدويين الحقيقيين والوطنيين الغيورين سيسلمونهم مصير وطنهم وثورتهم ووحدتهم.إنهم واهمون إذا راهنوا على أن الشعب سيقبل أن يطمس تاريخه الوطني الحديث ويتنكر لتضحيات ودماء شهدائه التي تعمدت وترسخت بها ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر ووحدة الثاني والعشرين من مايو 1990م.لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يتخلى الشعب عن ثورته ووحدته ونظامه الجمهوري ودولته المدنية.. ولن نسمح بعودة عهود الظلم والظلام. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. . وعلى الباغي تدور الدوائر.
أخبار متعلقة