صافرة قلم
كنت قبل فترة من الزمن عندما ظهر فريق الأمن المركزي بقوة في بداية الموسم الحالي لتصفيات الدرجة الثانية المؤهلة لدوري الأضواء والنخبة لكرة القدم قد كتبت عن هذا الفريق وقلت للجميع انتظروه , وطالبت يومها بأن تعمل إدارة نادي الأمن المركزي على إيجاد مدرب على مستوى عالي طالما وأن النادي قد ولد ليكون كبيرا في كل شيء وهو في طريقه للأضواء .- ويومها كان المدرب القدير عبد الوهاب الحواني يواصل مسيرته الناجحة في قيادة الفريق الأزرق الذي جاء نتاج خروج عدة لاعبين من أنديتهم في العاصمة وخارجها والانضمام إلى صفوف الأمن المركزي , وكان الحواني يقود مجموعة من اللاعبين المتجانسين والمتكاملين والذين لعبوا لسنوات سابقة باسم الأمن المركزي في البطولات الأمنية والعسكرية , وكانوا بالفعل نجوما في أنديتهم قبل أن يتحولوا رسميا إلى صفوف الأمن المركزي , ولهذا لم يجد الحواني أي صعوبة في تنفيذ خططه وبرامجه التدريبية التي تهدف إلى تأهل الأمن المركزي وبلوغه المراحل التالية .- ونبهت أنا حينها إلى أن الأمن المركزي بعد أن أصبح ناديا رسميا يجب أن تتغير آلية العمل في إدارة نشاطه الرياضي عما كانت عليه في الفترات السابقة التي كانت فترات موسمية يتم خلالها تجميع لاعبي الأندية المنضويين تحت لواء الأمن المركزي وهم جاهزون في قمة عطائهم ويوكل أمرهم لبعض المدربين كان من ضمنهم الحواني فيكتسحون الفرق العسكرية والأمنية بكل بساطة , المفهوم بطبيعة الحال تغير بعد أن أصبح ناديا رسميا , وبالتالي كان لابد من التجديد الفني للأمن المركزي والعمل على إيجاد آلية فنية جديدة تتناسب مع المرحلة الحالية لأن الفريق قد يصل غلى مرحلة يدفع معه ثمنا باهظا لهذه العشوائية في العمل الإداري والفني للفريق .- وهذا ما حدث اليوم عندما وجد البعض من الفنيين والإداريين أن الكابتن عبد الوهاب الحواني قد انفرد بكل صغيرة وكبيرة في الفريق حتى على مستوى شراء الملابس والأدوات الرياضية الخاصة بالفريق , وبات الآخرين حول الحواني مجرد كومبارس يؤدون دور تكملة العدد ليس إلا دون أن يكون للقيادة العليا للأمن المركزي أية تدخلات في هذا الشأن ودون أن يوجد في إدارة الأمن المركزي الشخص الفني المتخصص القادر على تحليل الوضع وتشخيصه مبكرا وتوجيه الإنذار المبكر عند التجاوز الخاطئ لمفردات العمل التدريبي الفني لمدرب الفريق ومن حوله , فقد بادر هؤلاء إلى الصراخ بقوة في وقت يفترض أنه وقت حرج ووقت العمل واللمسات الأخيرة لترفيع الفريق إلى الدرجة الأولى بوضعه الحالي , ومن ثم العمل على تدارك الأمر لاحقا .- غير أن هذا الصراخ الحاد أوجد شرخا في أداء الجهاز الفني والإداري للفريق الذي شهد مسيرة ناجحة , وما زاد الطين بلة هو ما تردد داخل الفريق من أن هناك مجموعة من اللاعبين يدينون بالفضل الكبير لمدربهم الحواني ولهم تأثير قوي على الفريق وعمدوا إلى التهاون بعض الشيء والاسترخاء والتقاعس عما كانوا يقومون به مع المدرب الحواني الذي أقيل من منصبه في الجهاز الفني وأوكلت المهمة لمساعده , وهذا الأمر عكس نفسه في ثلاث هزائم متتابعة للفريق في المجموعة التي يخوض تصفيات الدرجة الثانية فيها وبصورة لم يكن أحد يتخيلها مما أفقده الفرصة الحقيقية للمنافسة على الصعود إلى دوري الأضواء والنخبة في كرة القدم وجعله يتراجع للمركز الثالث بعيدا عن المنافسة الفعلية وبات يحتاج إلى معجزة حقيقية تدفع به إلى الأمام . - فريق الأمن المركزي عندما خسر في ثلاث مباريات متتالية لم يخسر لأنه كان ضعيفا , بل لأن الضعف والوهن بدا في داخله عميقا منع الفجوة التي حدثت عقب إقالة الحواني في هذا التوقيت السيئ بالضبط و وخصوصا وأن الحواني كان يمتلك كل الخطوط في يده وإدارة النادي هي من منحته تلك الخيوط ليمتلكها ويحركها كيفما يشاء , وهو بالتالي لم يقصر وأثبت للجميع انه كان رجل المرحلة طالما وأنه يمتلك كل الخيوط في يده وبالصورة التي تعود عليها , وما النتائج الأخيرة إلا خير مثال على تأثير ابتعاد الحواني عن مهمة قيادة الفريق . - كان حريا بإدارة النادي وهي تعلم أن مقاليد الأمور كلها بيد الحواني أن تتأنى بعض الشيء مهما كانت المشاكل التي يعاني منها الجميع في هذا الوضع , والمسألة كانت مسألة وقت ليس إلا ليحسم الأمن المركزي مسألة الصعود ثم بعدها يكون التغيير , بحيث يكون إلى الأفضل وبإيجاد جهاز فني على مستوى عال من القدرة والخبرة والتجربة , أما أن يكون التغيير في اللحظات الحرجة فهذه غلطة كبيرة أكبر من غلطة ترك الأمور كلها بيد المدرب الحواني في الفترة الماضية .- البعض رأى أن فريق الأمن المركزي بعناصره الحالية كان بإمكان أي مدرب مغمور الصعود بها إلى دوري النخبة , وهذه حقيقة فعلية أثبتها الحواني الذي ظل لسنوات طويلة مدربا مغمورا , وكان مغضوبا عليه لفترة في ناديه السابق وحدة صنعاء كمدرب , وإن كان قد قدم لفريق الوحدة خلال سنوات عمله المغمورة في تدريب الفئات العمرية العديد من الأسماء الكبيرة وعلى رأس هؤلاء ناصر غازي وإبراهيم الكهالي ومن قبلهم أنور السروري حسب علمي وآخرين لا أتذكرهم.- المهم في الأمر أن الحواني كان في فترة سابقة مدربا مغمورا للفئات العمرية ولكنه كان ناجحا في عمله وماهرا في اصطياد المواهب الصاعدة والعمل على الدفع بها لمدربي الفريق الأول في وحدة صنعاء وهذه أفضل مهمة أداها الحواني قبل أن ينتقل إلى فرق الدرجة الثانية لتدريبها وحقق النجاح فقط مع الأمن المركزي الذي كان فريقا جاهزا ويمتلك كل الأسلحة التي تؤهله للصعود من الدرجة الثالثة إلى الثانية ثم إلى الأولى .[c1]صافرة أخيرة[/c]- المرجو من العميد يحيى محمد عبد الله صالح نائب رئيس نادي الأمن المركزي وصاحب الفضل الكبير في إيجاد هذا النادي المبادرة فورا إلى حل مشاكل الفريق خصوصا وان البعض يشعر بالانفلات وعدد من اللاعبين باتوا اليوم يؤدون أدوار سلبية داخل الفريق وهم فوق هذا كله يشاهدون معظم أيام الأسبوع في أحد فنادق العاصمة صنعاء يسهرون حتى وقت متأخر في مشاهدة مباريات عالمية لكرة القدم مع القات وملحقاته و»شللياته» , وما خفي كان أعظم .[c1][email protected]