عبد الإله سلاملم يبلغ العاشرة من عمره.. في المرحلة الابتدائية وبالتحديد في الصف الرابع.. عائلته مكونة من أم وخمس بنات.. الوحيد هو من الذكور.. والدته مطلقة، أبوه يعمل موظفاً.. تزوج بأخرى، ترك منزله وزوجته وأولاده.ولده الوحيد يعرف أنّ والده تركه مع إخونه.. أخذ معه كل شيء حتى مصروف البيت لم يتركه وأخذ معه حنان الأبوة!!أحس أنّ أمه وأخوانه محتاجون للقمة العيش.. في المدرسة أحس بالضيق.. ظل يبكي كل ما تذكر أمه... ترك المدرسة.. واتجه إلى العمل.. في إحدى الورش كان يعمل.. استطاع أن يقنع صاحب العمل بإعطائه أول يوم ثلاث مائة ريال.. فرح بها.. حمل دفاتره.. وأخذ محتاجات المنزل.. ليكون أول خبر يصل منه في هذا السن .. لم يقل أنّه يعمل تحجج أنّ المبلغ الذي حصل عليه ساعده من أحد الجيران.بدأ صاحب الورشة يشفق عليه.. هو صغير في السن ولا يستطيع القيام بحمل الحديد .. حمله صاحب العمل بتكنيس الخردة... والقيام بأعمال خفيفة.. بحثوا عنه في المدرسة لم يجدوه بحثوا عنه عند والده حن عليه والده.. هو يأخذ دفاتره كل صباح للذهاب إلى المدرسة .. لكنه يتجه إلى العمل الذي وُكل إليه.هذا الصباح.. راقبته أمه بعد خروجه من البيت .. وجدته يسلك طريقاً غير طريق المدرسة..عرفت كل شيء. في المنزل قالت له والدته أريد أن أعرف إلى أين وصلت في دراستك، لم تشعره بما قامت به بكت يومها أمه بكاءً شديداً.. وأحست أنّه تحمل المسؤولية عنها وعن إخوته.. في هذه السن المبكرة.عرفت الحقيقة.. حضنته يومها.. ذهبت إلى صاحب الورشة دون علمه وأخبرته بالحقيقة.وفر له صاحب الورشة فرصة للدراسة والعمل.. عاد إلى المدرسة يحمل معه هم أمه وهم الدراسة لكنه ظل هو رب الأسرة الصغير.