من الغريب أن يصبح الإرهاب منتجاً يمنياً خالصاً في يوم وليلة.. فالحديث الذي تبثه وسائل الإعلام العربية والعالمية هذه الأيام يطرح أكثر من سؤال عن ماهية السيناريوهات المعدة سلفا من قبل الدول الكبرى للتدخل في الشؤون اليمنية وتحويل أراضيها إلى قاعدة انطلاق لضرب أوكار الإرهاب في العالم!!هذه السيناريوهات كشفتها مؤخراً حكاية الطرود المفخخة التي هزت أمن وطمأنينة كثير من الدول ،حيث جاءت تباعاً بعد أن تم الكشف عن الطرود المفخخة التي يقال والعهدة على من قال إنها أرسلت من اليمن وتم اكتشاف أحدها في مطار دبي والآخر في بريطانيا. لذاً فإن خروج الشحنتين عبر اليمن لم يكن بأي حال من الأحوال إهمالاً أو تقصيراً من الأجهزة الأمنية اليمنية في المطار، وإنما هو تطور العمل الإرهابي الذي لم يكشفه أي مطار لذلك فإن العمل الاستخباراتي وسرعة تبادل المعلومات هو الأساس والعلاج الناجح لأن الإرهاب منتشر في جميع أنحاء العالم .فحمى الطرود المفخخة انتشرت بغير سابق إنذار لتصل بقدرة عجيبة وغريبة «ومذهلة» إلى مكاتب وزراء حكومات أوروبية كما حدث لرئيس وزراء اليونان والمستشارة الألمانية ميركل والرئيس الفرنسي وإلى عدد من السفارات الغربية وإلى البرلمان اليوناني أيضا ليتأكد المتابع أن هذه الظروف ماهي إلى صناعة غربية بكل معنى الكلمة.وفي اليمن لا ينكر أحد تواجد عدد من الإرهابيين على أراضيها وهؤلاء لاشك تلقوا ضربات موجعة من الدولة التي لا تزال تمزق تجمعاتهم وتفشل مخططاتهم يوما بعد يوم، فلماذا كل هذه التحليلات وتلك الروايات، التي تحاول جعل اليمن أرضاً خصبة للإرهاب وتحويلها إلى مأوى لتنظيم القاعدة أكثر من أفغانستان نفسها؟.نحن فعلاً نجد من أعمال هؤلاء «المتأسلمين» ما تتقزز منه النفس ويندى له الجبين.. أعمال إجرامية لا يمكن بل ومن المستحيل ارتباطها بالإسلام ذلك الدين الذي يقوم على التسامح والسلام ولم يكن في يومٍ ما دين عنف وقتل وتخريب ولذا فإن مثل تلك الأعمال الإجرامية بحق الأبرياء والممتلكات الخاصة والعامة ماهي إلا أعمال شيطانية يرفضها كل أبناء اليمن ويستنكرها الجميع.الأكثر غرابة أن نجد بعض الأصوات اليمنية قد وجدت ضالتها من هذه الضجة الإعلامية الموجهة لليمن لتكون هي السباقة في أن تذهب إلى ما ذهبت إليه التآمرات الغربية بل وتتعداها في العويل والطرح وتوجيه الانتقاد واللوم على فشل الدولة في مكافحة الإرهابيين وللأسف حينما يطالع المرء الخطاب الإعلامي الرسمي أو حتى غير الرسمي للبلدان التي يقال إن الظروف المفخخة وصلت إلى عقر دارها فإنه يجدها أقل هجوماً وأكثر حرصاً ولو كان في الظاهر- على توجيه انتقادها للحكومة اليمنية في شأن مكافحة الإرهاب فيما نجد العكس تماما ذلك الخطاب الإعلامي الصادر من الداخل وخاصة من بعض الأحزاب السياسية اليمنية الباحثة عن ( جنازة تشبع فيها لطم ) فأي غباء سياسي هذا وأي فكر ذاك الذي يرتهن إلى جلد الذات حقاً أنه الفشل بكل مفرداته..مكافحة الإرهاب مسؤولية جماعية وليست مسؤولية الدولة وحدها فالمجتمع مسؤول عن محاربة الإرهاب وليس «التصفيق» فقط للغالب و«بطح» المغلوب.
أخبار متعلقة