شخصيات خالدة
ولدت جويس منصور في بريطانيا من عائلة مصرية سنة 1928 انضمت إلى الحركة السوريالية ما إن رحّب السورياليون بعملها الأول "صرخات" سنة 1953 ، ومذّ، بقيت جويس التي انجبت من سمير منصور ولدين، وفيّة للمشروع السوريالي كتابة وسلوكاً حتى وافاها الأجل في باريس في 28 آب (اغسطس) 1986، اثر مرض السرطان.في لغتها، ينبض جسد المرأة كائناً بشرياً يتمتع بكل حقوقه حتى الاستفزازية منها في اجتراح الانتشاء وتنفس هواء الـلّـذة الطلق، ملاكاً انقطع بكل مخيلته إلى رفض التاريخ المعطى للجسد، وهاهو الشعر يتجلى بين شراشف الكلام صوراً شرسة ترتقي ذروة الرهزة الصادمة للأخلاق السائدة.خّصت جويس منصور، ذات مرة، إنجازها الشعري الضخم بالعبارة التالية: "كل هذا يجعل مني سيدة غريبة" ربما! لكن لهذه "السيدة الغريبة"، النبتة المسْكيّة، بل الطفلة القادمة من فضاءات الحكاية الشرقية على حد كلمة بروتون، شحنات كافية من التجربة تجعلها متمردة دون ادعاء التمرد، خلاقة دون أي استعراء ثقافي، حتى لو بدت هذه القصيدة أو تلك في عين المحروم من ملامسة الحياء، خلاعية.جاء إسهام جويس دفعةً ودفقات جديدة في دماء الحركة السريالية بعد الحرب العالمية الثانية وزخماً أغني إنجازاتها الشعرية.وفي ربيع 1968 نأت جويس بنفسها نهائياً عن الجماعة السريالية، بعد أن بدأت تدب فيها انشقاقات وصراعات هامشية أوصلتها لباب مسدود ونزاعات حول قيادتها ، لكنها بقيت علي صلة شخصية بغالبية الأعضاء الذين رفضوا إعلان جون شوستر حل الحركة كتنظيم في 1969، في خرق سافر لمبادئ العمل الجماعي، ودون استشارة النشطاء الباريسيين ولا باقي الفروع السريالية في العالم.توفيت جويس ببيتها في 27 اب (أغسطس) 1986، بعد صراع طويل مع السرطان، وقد حيتها الصحف وباقي وسائل الإعلام كآنسة غريبة، كطفلة مسكية في الحكاية الشرقية، كشاعرة سريالية ذات أصول مصرية، كأهم وجه في الجناح المصري للحركة السريالية، كأجمل سريالية، كنموذج للجمال الشرقي رغم بصرها الحسير، كمواصلة لجذوة الحركة السريالية - بصفتها نشاطاً جماعياً - بعد وفاة برطون.يتميز شعرها بتحرره من جميع القيود، علي مستويي الشكل(أبيات مرسلة غير مقفاة) والثيمات(استيهامات ، هوس ، أحلام وشبق ) ، مما يزيد قصائدها تحرراً أنها تنفك من أسر العناوين: نادراً ما تعنونها، ضمن خيار ساد كثيراً لدي السرياليين.