رئيس منتدى (الدهني) للثقافة والفنون بالحديدة لـ ( 14 اكتوبر ) :
لقاء / محمد على الجنيدمنتدى (الدهني) للثقافة والفنون الكائن بشارع الحمدي ويرأسه الإنسان المثقف المبدع / محمد عبده الدهني فعالياته الأسبوعية مستمرة وهناك قضايا عديدة يتبناها هذا المنتدى منها: الشأن الثقافي والفني والأدبي والموسيقي والتعليمي والسياحي وغيرها. والمنتدى يهتم بتوثيق التراث الشعبي التهامي فالموروث الشعبي التهامي لا يزال بكراً ويحتاج إلى لتوثيق والحفاظ عليه ليسهم في الخروج من حالة الجمود للمبدعين وإنعاش الحراك الثقافي بالمحافظة.. وكان لنا حوار مع رئيس المنتدى محمد عبده الدهني وخرجنا بهذه الحصيلة:-تأسيس- لماذا أسست المنتدى؟- ربما كان هذا السؤال مطروحاً في بال الكثيرين من مرتادي المنتدى أو من يتابعه وقد طرح علي مراراً بهذه الصورة أو بأخرى وبنى عليه البعض الكثير من التأويلات غير المحمودة ولكن الواقع هو ما فرض علي أن أؤسس هذا المنتدى فأنتم أدرى بما تعانيه هذه المحافظة الكبيرة من ضآلة في المؤسسات والنشاط الثقافي رغم ما تحمله بين طياتها من إبداع ضخم سواء من الجيل الماضي أو من جيل الشباب فالمقصد الأساسي من هذا المنتدى هو إتاحة الفرصة أمام المبدعين لتقديم ما لديهم من إبداعات فهو منهم و إليهم فوجودهم يعني أن هناك نشاطاً ثقافياً سينفض الغبار عن الساحة الثقافية بالمحافظة.أضف إلى ذلك تردد الكثير من المبدعين على المجلس قبل إشهاره إلى منتدى فقد أدركنا أن المكان أصبح منتدى بشكل غير مقصود ومن ثم بادرنا إلى إعلانه كمنتدى ثقافي يعطي لما تقدمه تلك الفعاليات شرعية التوثيق الذي يخدم حضورهم الثقافي في اليمن عامة.- هل ترى أن المنتدى قادر على تقديم خدمة للتراث التهامي في مختلف الفنون الشعبية والتراث العميق والآثار الحية؟-المنتدى بالفعل يسعى إلى ذلك في حدود إمكانياته المتواضعة التي تعتمد على دعم شخصي وفردي ونحن حتى الآن لم نتلق أي دعم من أحد أو جهة مسئولة ولكل ما سنقوم به أو قمنا به هو جهد ذاتي منا ومن المبدعين الذين يشاركون في فعالياتنا وفي حالة دعم كاف سيكون تقديمنا أكثر من ذلك وبوتيرة أعلى.[c1]التراث التهامي[/c]- ما هي أبرز الفعاليات التي أحياها المنتدى منذ تأسيسه؟- قدم المنتدى العديد من الفعاليات الإبداعية والندوات والمحاضرات احياها ثلة من المثقفين والمبدعين والكتاب والأكاديميين المعروفين سواء على الساحة الثقافية بالمحافظة أو اليمن أوخارجه ونذكر على سبيل المثال عدة ندوات منها قراءات في أدب علي عبدالعزيز نصر، البردوني الحداثة داخل العمود دور الثقافة في تنمية الحراك السياحي، التوعية البيئية، ثلاثون عاماً من العطاء، فصول من سيرة الضوء شارك فيها العديد من الأساتذة والأكاديميين وغيرها الكثير من الندوات.كما أقام المنتدى الكثير من المحاضرات في مناح متعددة للثقافة منها الخطاب الديني المفهوم والأبعاد، أزمة التعليم (الحديدة أنموذجاً) (أحداث عبر التاريخ مدخل لتقنيات الكتابة الروائية) كما أقيمت العديد من الاحتفائيات أهمها احتفائية بالأستاذ / جابر الشراخ واحتفائية بالأستاذ /محمد مثنى وهما قامات سامقة معروفة في الساحة الأدبية لم تحظ إلى الآن بحقها من التكريم والتقدير.وهي كذلك من أبناء هذه المحافظة التي هضمت مبدعيها كثيراً ولك أن تضيف إلى ذلك الفعاليات الإبداعية من أمسيات ثقافية و حلقات نقاش و أمسيات شعرية وسردية لمبدعين كبار أو مبتدئين سواء من شعراء الفصيحة أو العامية.- لماذا تهتم بالمبدعين والمثقفين؟- سؤال عجيب يا جنيد وكأنك تسأل الحاج لماذا يطوف بالبيت العتيق أو يقف على مشارف عرفة.- كيف تقيم الواقع الثقافي الأدبي في اليمن عموماً والحديدة خصوصاً؟
- الواقع اليمني الثقافي مليء بالمواهب والمبدعين الذين لديهم طاقات إبداعية جبارة قادرة على خلق مشهد ثقافي يضاهي المشاهد الثقافية في منطقة المركز العربي وهو مشهد متنوع ومازال متمتعاً ببكارة الروح التي لم تجد من يستمع لبوحها وعانت كثيراً بسبب التهميش والإقصاء وغياب الإمكانيات اللازمة للنهوض بحال المثقف ودعمه روحياً ومعنوياً ولدينا دليل واضح ففي خلال فترة تولى الوزير السابق وخلال فعاليات العاصمة الثقافية ماذا قدمنا وكيف استطعنا أن نقدم للعالم مشهداً نبهر به كل المثقفين من خارج اليمن الذين زاروا أو تابعوا المشهد حينها ومازال الأمل كبيراً في إعادة تلك الروح إلى المشهد الثقافي اليمني ومازال أملنا كبيراً في الأستاذ المفلحي وتوليه لمهام الوزارة فهناك الكثير من الطاقات الإبداعية المتوثبة التي تنتظر من ينفض عنها غبار الإهمال والتهميش.أما المحافظة خصوصاً فهي ليست إلا جزءاً من المشهد اليمني ومعاناتها أكبر لأنها تقع على هامش المهمش ولم تحظ حتى الآن بنصيب وافر من الأنشطة.- من هم الذين شجعوك لإقامة المنتدى وتحس دائماً أنهم بجانبك؟-أسماء الذين شجعوني أو ربما تابعوني حتى تسنى لنا إشهار المنتدى هي كثيرة فاغلب أو معظم من ارتاد مجلسنا أو زاره مرات عديدة أو مرة واحد كانوا يشيرون إلي لإعلانه كمنتدى يمارس نشاطاته بشكل مرصود ونمط مؤسس أما أهم من تريد أن أذكرهم فمنهم الأستاذ / آدم يحي أحمد نائب رئيس فرع الأدباء بالمحافظة والأستاذ / علوان الجيلاني والأستاذ / علي مغربي الأهدل والأستاذ / سليمان معوضة والأستاذ / إسماعيل مخاوي ومن الشعراء الشباب عبدالعزيز عجلان معاذ الأهدل على الله صمام وكثيرة هي الأسماء كما قلت لا يسعني الآن أن أعددها كي لا أهضم أحداً وأشعر أن كافة مثقفي ومبدعي المحافظة أو غيرها هم سند لنا في هذا المنتدى وجميعهم جزء منه سواء حضروا بأجسادهم أو بإبداعاتهم وهناك تحية أخص بها في هذا المقام الشاعر العراقي الكبير ضيف قلوبنا ونزيل روحنا الدكتور/ علاء المعاضيدي الذي لا نخاف من شيء كما نخاف من رحيله عن اليمن فقد شكل بروحه الرائعة سنداً روحياً لنا.[c1]الأغنية التهامية[/c]
- الأغنية التهامية غائبة عن الساحة الفنية ما هي الأسباب؟- اسمح لي أن أقول لك إنها ليست غائبة الأغنية التهامية حاضرة فناً وروحاً أو بآخر ولكنها مغيبة نوعاً ما عن مساقط الضوء لأسباب ربما أهمها عدم الاهتمام بها وشحة الإمكانات اللازمة لتوصيلها إلى المستمع أو لعرضها على الشاشة التلفزيونية وكذلك قلة المؤدين لها والمجيدين لها أيضاً فهي مهملة حتى من أبنائها ومتى توفرت لها الإمكانات اللازمة والمناخ المناسب المشجع والداعم لظهورها ستظهر بشكل ربما أفضل وأغنى من بقية الألوان الغنائية وهناك بوادر أمل بدأت ونتمنى أن لا تتعثر خطاها أو تغيب لأن هذا الفن يحتاج الآن إلى دعم بالأبحاث والدراسات والتوجه المؤسسي نحو ذلك لتقديم التوجيهات اللازمة للمواهب المبدعة والدفع بها ونعول كثيراً على قسم الموسيقى بكلية الفنون الجميلة بجامعة الحديدة أن يتبنى هذا التوجه ارتباطاً منه بالواقع وكذلك مكتب الثقافة وغيرها من المؤسسات الحكومية.- لماذا المنتدى لم يحاول مناقشة الأغنية التهامية؟- بالعكس نحن نحتفي بالقصيدة الشعبية والغنائية التهامية ونخصص الكثير من فعالياتنا وأماسينا للشعر الشعبي وهناك عدة ندوات ستعقد قريباً خلال هذه الدورة والدورات القادمة حول الموضوع الذي ذكرت وبشكل أعم كأدب وفنون ومورث والمنتدى لم يطرح كل ما لديه بعد.- ما هي طموحاتك المستقبلية وماذا عن مشاريع المنتدى القادمة؟- طموحي يتلخص في أن يقف هذا المنتدى على قدميه كمؤسسة ثقافية تؤدي دورها على أكمل وجه وتسهم إسهاماً توثيقياً كبيراً في نشر وإبراز إبداعات المحافظة كواجهة ثقافية تلخص ملامحها المشهد الثقافي في المحافظة بتنوعه.أما مشاريع المنتدى القادمة فهي دوراته الثلاث القادمة في هذا العام الثقافي وموقعه الإلكتروني الذي سيتم إطلاقه خلال الأيام القريبة وتتويج نشاطنا بإصدارات ثقافية تحمل أسم المنتدى.- سؤال تبحث له عن إجابة؟- إلى متى تبقى الثقافة شيئاً هامشياً في حياتنا؟؟ [c1]- كلمة أخيرة؟[/c]- في ختام هذا الحوار لا يسعني إلا أن أجدد شكري وعرفاني لكل من ساعد في إنجاح فعالياتنا وشرفنا بحضوره وقدم ولو شيئاً يسيراً طرحاً أو أبدى رأياً في أي نشاط أو فعالية يقوم بها المنتدى أو تابع عن كثب أو عن بعد وأدعو كافة مثقفي المحافظة إلى المشاركة والحضور- بل اليمن عامة - والاهتمام بما من شأنه أن يدعم حضورنا - كمحافظة- في المشهد الثقافي اليمني وأن يحاولوا تقديم شيء ما لثقافتنا فهي أولاً وهي المحل الثاني.