صباح الخير
الفراغ "الدستوري" إذا جاز لي التعبير في تسميته في نقابة الصحفيين الذي أحدثته استقالة نقيبها ومن قبل بعض أعضاء المجلس وتوقف نشاط النقابة منذ فترة والمشاحنات والمهاترات التي اتسم به عمل مجلسها انعكس بشكل كبير ومؤثر على أوضاع الصحفيين والإعلاميين وأضعف من هيبة مهنة المتاعب والتي تعد السلطة الرابعة من بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية التي أخذت مكانتها وكامل حقوقها والامتيازات وبرعاية كاملة من الدولة.فالقضية باعتقادي لا تكمن فقط في شغر مكان النقيب المستقيل وتغييره بنقيب آخر أو حل مجلس النقابة بآخر من خلال الدعوات لعقد مؤتمر عام للنقابة والذي سيكون أيضاً موضع تنافس الشركات الراعية وأرضية خصبة لأحزاب اللقاء المشترك لتشتيت الصحفيين وإبعاد المؤتمر عن مساره الحقيقي في انتشال أوضاع النقابة وتطوير المهنة والدفاع عن الأعضاء، فالمهمة عظيمة والمسؤولية أكبر أمام الصحفيين أولاً وأمام الدولة ومؤسساتها ثانياً لإخراج النقابة من النفق المظلم بعد النوم العميق الذي انعكس على واقع وظروف أعضائها المهنية والمعيشية ورد الاعتبار للنقابة ككيان نقابي مهم ومن أقدم النقابات عراقة لتؤدي دورها الهام وتأثيرها في المجتمع ونشاطها في مرافق ومؤسسات صحفية وإعلامية تنويرية.فالواقع المرير الذي يعيشه الصحفيون والإعلاميون اليوم في ظل غياب النقابة ودورها ساعد على ضياع حقوق الأعضاء والامتيازات الحقيقية التي يمكن أن يحصلوا عليها كما ساعدت الأرضية المتآكلة لبلاط صاحبة الجلالة بأن تكون موقعاً خصباً للدخلاء عليها والتسلق على جدرانها المتهالكة لتحقيق مكاسب أو منافع شخصية بعيداً عن أخلاقيات وآداب المهنة ودقِّ اسفين بين زملاء المهنة وجرهم إلى متاهات لا تخدم الرسالة الإعلامية والتنويرية الموجهة للمجتمع.بوحدة صف زملاء المهنة وتسخير وسائل النشر والكتابات باتجاه تلمس الواقع الحقيقي للازمة واقتراح الحلول التي تساعد أي مؤتمر كان في انتشال الوضعية القائمة للنقابة وتعزيز دورها وانتخاب مجلسها بعناية.. ستفرض النقابة نفسها وستستعيد هيبتها في الدولة والمجتمع وستناضل بقوة للنهوض بأوضاع أعضائها وحماية حقوقهم، فهل نحن فاعلون؟ أما نطبق المثل الشعبي القائل "نجار وبابه مخلوع"!