عدد من الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة يؤكدون في استطلاع لـ ( 14 أكتوبر ):
صنعاء/ محمد جابر صلاح - تصوير/توفيق العبسيالنهوض بواقع المرأة وتمكينها من القيام بدورها المطلوب في التنمية قضية هامة وتحقيقها يتطلب جهوداً كبيرة من مختلف وسائل الإعلام لنشر الوعي وتغيير المفاهيم حول هذا الأمر .نص الهدف العاشر من السياسة الوطنية للسكان على(تحقيق العدالة بين الجنسين في الحقوق والواجبات المدنية والسياسية والتشريعية وتمكين المرأة من تحقيق كامل إمكاناتها وكفالة تعزيز مساهمتها في التنمية المستدامة) قد جاء هذا الهدف معبراُ عن مدى الحرص والاهتمام الكبيرين الذي توليه الدولة للمرأة اليمنية ولقضاياها المختلفة وجاء في الوقت نفسه معبراُ أيضا عن طموح المرأة اليمنية وملبياً لكل آمالها وتطلعاتها في أن تنال وتمارس كافة حقوقها المشروعة وفي مقدمتها مساهمتها في التنمية، وفي سبيل ذلك تسعى الإستراتجية الوطنية للإعلام 2005م – 2010م إلى رفع الوعي بما يخدم تحقيق هذا الهدف.صحيفة «14 أكتوبر» أجرت هذا الاستطلاع مع عدد من الإعلاميين والإعلاميات من مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة عن أهمية ودور الإعلام في نشر وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية دور المرأة في التنمية وهذا مستخلص للعديد من الآراء حول هذا الأمر الهام.يتفق الإعلاميون بأن الإعلامي هو أحد أعمدة الرأي في المجتمع وأن الدور الذي يمكن أن يلعبه أكبر بكثير من مجرد متابعة الأخبار، فله دور رائد في كل مجالات الحياة وله اثر كبير في تغيير اتجاهات وقناعات الأفراد وتغيير عادات راسخة في المجتمع التي المرأة جزء منه مؤكدين في هذا الاستطلاع أن الإعلامي يستطيع أن ينشر الوعي وتغيير المفاهيم الخاطئة في المجتمع ومحاربة العادات والتقاليد السلبية مع نشر المفاهيم الصحيحة بطرق وأساليب مقنعة تناسب الجمهور المتلقي وتضمن إحداث التغيير في الاتجاهات، مشيرين بأن للإعلامي دور هام وكبير وفاعل في تعزيز وتوضيح الصورة الايجابية للمرأة اليمنية وأهمية دورها الحيوي في المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبار ها عنصر هام وفاعل في المجتمع [c1]الجزء العاثر :و تضيف الأخت / آمال حميد ياسين وهي معدة برامج ومديرة إدارة البرامج الاجتماعية والسكانية بأذاعة عدن قائلة:[/c]” تقع اليوم علينا مسؤولية أن ندخل إحداث الحياة وننتشل أسباب كثيرة تؤدي للفشل ومن بينها تهميش المرأة، فنتبنى قضاياها منذ البداية من أهمية التعليم، والصحة والحياة الكريمة، وإن نسعى إلى أن تفهم المرأة دورها المطلوب الآن؟ وما تريده هي لتكون الشريكة في كل المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتنمية؟ فكيف لمجتمع أن يتقدم وهناك جزء منه عاثر بمعنى يقف عاجزاً.فتمكين المرأة من تبنى قضايا ها والدفاع عنها وإشراك ودعم ذوي القرار في التنفيذ وإشراكها في الحياة يحتاج إلى أيمان بهذه المبادئ حتى يستطيع الإعلامي أن يوصلها بقناعه إلى الآخرين”[c1] التوعية المجتمعية :بينما تشير الأخت/ الهام النزيلي رئيسة فرع اللجنة الوطنية للمرأة بالمحويت:[/c] بأن على الإعلامي أن لا يكتفي بتغطية الحدث في الاهتمام بالقضايا بحيث تكون رسالته واضحة تعالج مشكلة، أو ظاهرة محددة دون أن تسهم في خلق قضايا أو مشاكل اخرى بحيث تراعى فيها الجمهور المستهدف من حيث اتجاهاته وعاداته، وتقاليده الموروثة واضعا بعين الاعتبار ردة فعل المجتمع حيال رسالته الموجهة.وإضافت قائلة” ويجب استغلال الفرص المجتمعية المتاحة في نشر الرسالة مثلاً نماذج اجتماعية مؤثرة من شخصيات نسويه وصناع قرار يدعمون هذا الاتجاه ورأي الدين لأجل إيضاح المفاهيم الدينية.وإبراز الجدوى الاقتصادية لخروج المرأة للعمل سيسهم في رفع مستوى دخل الأسرة واستغلال التوجهات السياسية التي تدعم قضايا المرأة والتنمية وكذلك الجوانب الايجابية التي تعود على المرأة نفسها وأن بإمكانها الوصول إلى مواقع اتخاذ القرار طالما وجدت لديها الكفاءات والقدرات والطموح”.[c1]المصداقية :أما الأخت/ ياسمين عمر هندوان (مذيعة في إذاعة حجة):[/c]فترى إن الإعلامي صوت مسموع ومؤثر في المجتمع وانطلاقته بدأت من بيئة محلية وهذا ما يجعل لديه إمكانية كبيرة في عكس صورة الحياة واحتياجاتها من خلال المنبر الذي يعمل فيه، مشيرة إلى أن تقدم رسالته إلى الفئة المستهدفة والمراد إيضاح الدور الفاعل للمرأة في التنمية، فعلية أن ينطلق من المصداقية حتى تتبلور لديه الفكرة ذاتياً عليه التوجه إلى المرأة.[c1] الصورة الحقيقة :بينما الأخ/عبد الرحيم العقاب ( معد ومقدم برامج في إذاعة إب) وخالد قيرمان (محرر في صحيفة الرقيب):[/c] يؤكدان أن للصحفي قدره كبيرة في مناصرة قضايا المرأة عن طريق العمود والمقال والاستطلاع وغيرها من وسائل الفن الصحفي، منوها إلى تضافر الجهود لتغيير أفكار المجتمع نحو المرأة وكذلك تغيير صورة المرأة في الإعلام اليمني ونشر مفاهيم المرأة القانونية وعمل الحشد والتأييد لكل الفعاليات الخاصة التي تعمل على اعتبار المرأة شريك أساسي في كافة مناحي الحياة.[c1]مفاهيم صحيحة :وتأخذ أطراف الحديث الأخت جليله ناجي اللهبي (إعلامية في اتحاد نساء اليمن) قائلة :[/c]“لا يكفي فقط أن ينشر الإعلامي قضية ويطرحها على المجتمع ويطالب بالتغيير ولكن الأهم أن يكون الإعلامي مقتنع بالقضية التي يتحدث عنها.ونحن لا نستطيع أن ننكر ما وصلت إليه المرأة في اليمن في جميع مجالات الحياة ومشاركتها الفاعلة في التنمية إذ تؤثر بشكل فاعل في دفع عجلة التنمية حتى من مكانها داخل أسرتها إذ ليس بالضرورة أن تخرج للعمل خارج المنزل فهي تستطيع أن تشارك في التنمية الاقتصادية من ابسط المنتجات التي تنتجها في بيتها.ولكن رغم ما وصلت إليه تظل مشاركتها ضئيلة بالنسبة لعدد من تمثلهم فهي حقيقة وصلت إلى مواقع مهمة نسبياً ولكن عدد من وصلن إلى هذه المواقع قليل جداً نسبة إلى عدد من تمثلهن وهنا يبرز دور الإعلام لتحقيق التناسب بين المراكز التي وصلت إليها والعدد الذي من المفترض أن تصل به إلى هذه المواقع وليس فقط الدور يقتصر على الإعلامي ولكن العملية تكاملية بين المنظمات التي تسعى لتمكين المرأة والجهات الحكومية المعنية.[c1]ويضيف الأخ / أمين عبد الله إبراهيم مدير إدارة الاعلام والاتصال السكاني بالمجلس الوطني للسكان قائلاَ: [/c]“هذا لا يعني أن يكتفي الإعلاميين بنشر التوعية عبر وسائل الإعلام الجماهيري فقط بل يجب عليه أن يخرج عن هذه الدائرة أو البوتقة المغلقة وينطلق نحو توعية أسرته أولاً ومن ثم المجتمع الذي من حوله ، كما يجب على الإعلامي أن يعمل جاهداً على تغيير المعارف والمعتقدات التي مازالت قاصرة أو خاطئة لدى القليل من أفراد المجتمع بالتركيز على الفئات والشرائح المتواجدة في المديريات والقرى والأرياف التي هي بأمس الحاجة إلى تنمية وتعزيز معارفها ومعلوماتها حول أهمية دورها في الحياة العامة والخاصة .؟ وكيفية قيام الرجل بتقديم الدعم والمساندة المعنوية والمادية للمرأة والتي يمكن من خلالها تحقيق وتمكين المرأة وإشراكها بشكل مباشر وغير مباشر في خطط وسياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنفيذ برامجها ومن ثم إيصالها إلى مواقع القرار .[c1]دور رائد :وتؤكد في الأخير الأخت / وداد البدوي ( صحفيه في مجلة الأسرة والتنمية ):[/c] على أن التنمية الاقتصادية للمرأة شبة مغيبة في الإعلام اليوم فهو دائما ما يتحدث عن المشاركة السياسية للنساء ويهمش الجانب الاقتصادي غير انه من المهم التركيز على هذا الجانب .وأضافت قائلة “وباستطاعة الإعلام اللعب في هذا الميدان لاثراءه وجعله يطفو على السطح لتناوله من قبل الجهات المسئولة وتوعية المرأة نفسها للتحرك في هذا الإطار باعتبار الجانب الاقتصادي هو الطريق للمشاركة الفاعلة للمرأة في كل المجالات الاجتماعية والسياسية”.وقالت “ أن وسائل الاعلام تركز أكثر حول الجانب السلبي والجرائم والحالات النادرة المسيئة لسمعة المرأة ويصورها بطريقة قد تصل إلى مستفزة ولا يعطي اهتمام للدور الايجابي كأم وزوجة وشريكة حياة. فيجب على الإعلام أن يبين صورة إيجابية وفاعلة للمرأة اقتصادياً واجتماعيا ولا يظل الاعلام مقتصر حول المطبخ وجمال المرأة والأناقة ورعاية الأطفال والاهتمام بالزوج ونظافة المنزل ، بل يجب أن نتوسع أكثر لنصل إلى مفاهيم وقناعات داعمة للمرأة وتحمل رؤية قوية للحديث عن المرأة”.