* سجل فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أروع صور الصبر والتحمل طوال الفترة الماضية وبالذات منذ إقدام العناصر الحوثية على ارتكاب انتهاكات فظيعة في حق الوطن والمواطن.* صبر فخامة الرئيس فهم للأسف الشديد بأنه نقطة ضعف تعتري القيادة السياسية اليمنية عموماً وشجع العناصر الإرهابية من الحوثيين على ارتكاب المزيد من الانتهاكات غير مبالين بفظاعة ما يرتكبونه في حق وطنهم من جرائم لم يسبق أحد إليها عبر تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر.* ونظراً لأن القراءة السياسية للقيادة للأوضاع والتطورات كانت ومازالت تمثل القراءة الأكثر فهماً واستيعاباً للمعطيات اليمنية فإن ذلك لم يجبرها على التخلي سريعاً عن منطق الحكمة والعقل في تعاطيها مع هذه المشكلة وهو مبدأ ظلت تحرص على التمسك به بالرغم من حالة الاستياء الشعبية العارمة التي ضاقت ذرعاً بهذه الممارسات بل وسارعت في أكثر من مرة إلى مطالبة القيادة السياسية بضرورة إعادة النظر في تمسكها بمبدأ الصبر والتحمل على اعتبار أن التطورات التي يشهدها الميدان كانت تؤكد من يوم لآخر أن العناصر الحوثية تسعى حثيثاً إلى المزيد من ارتكاب الجرائم غير عابئة بصبر القيادة السياسية بل وغير عابئة بصبر وتحمل الرأي العام اليمني الذي فضل السير مع قيادته والانتصار لرؤيتها إزاء هذه المشكلة والمعالجات الناجعة التي تراها مناسبة لخروج اليمن من أتون هذه الأزمة.* ومع أن المسألة أخذت وقتاً غير بسيط واستهلكت من شعبنا الكثير من الإمكانات والتضحيات الجسام التي قدمها خلال جولات خمس من المعارك زادت من طغيان الحوثيين ومن ممارساتهم غير الإنسانية وغير الوطنية فإن الرأي العام قد ضاق ذرعاً بهذه الممارسات وشكل بالتالي ضغطاً حقيقياً على قيادته السياسية بضرورة أن تضع حداً لهذه الأزمة وأن تقوم الدولة ممثلة بمؤسسة الشعب العسكرية بواجبها الدستوري والقانوني لحماية الوطن والمواطن من تجاوزات خطيرة كهذه.* ولا ريب في أن هذا الضغط الشعبي الذي يتجلى اليوم في أروع صور الالتفاف والاصطفاف إلى جانب القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية في إطار الواجب الوطني الذي تقوم به الدولة باقتدار مثل هو الآخر رسالة مفادها أن الشعب اليمني لم ولن يقبل بأن تتحول أرضه أو جزء منها إلى وكر للممارسات الإرهابية والتعصبات المذهبية المقيتة وبأنه قادر على حماية نفسه ولن يجعل من وطنه إلا ساحة أمن وسلام ليس له فحسب بل وللعالم أجمع وبأن إنجازه في الوحدة والديمقراطية وإيمانه بعظمة ما تمثله هذه الإنجازات من مثل عظيمة حتماً ستظل سياجاً منيعاً تتحطم عليه كافة المحاولات والسيناريوهات التي يعدها أعداؤه له وبأنه سيظل كعادته شعباً عريقاً يؤمن بالآخر ويتمسك بقوة بكل مثل التسامح والوسطية والاعتدال ويرفض بقوة كافة ممارسات الإرهاب والتطرف والغلو وتلك حقيقة لم يدركها الحوثيون الذين ذهبوا بفعل عقليتهم التآمرية والمنغلقة إلى مزبلة التاريخ كغيرهم من الذين حاولوا تجاوز اليمن أرضاً وشعباً واستهانوا بإيمان هذا الوطن الراسخ بقيم الوسطية والاعتدال.
المتآمرون على الوطن في مزبلة التاريخ
أخبار متعلقة