سطور
الصحفي والأديب الراحل الأستاذ أحمد شريف الرفاعي، من أعلام الصحافة في مدينة عدن وشخصية كانت تعد مدرسة في هذا المجال حيث كتب في العديد من الصحف والمجلات الصادرة من عدن قبل عام 1967م.كتب الأستاذ أحمد شريف الرفاعي العمود والمقالة والخبر والافتتاحية واللقاء الصحفي والاستطلاع والتحليل السياسي والأغنية والمسلسل الإذاعي والمسرحية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والنقد الفني والمواد الرياضية، وأعد برامج لإذاعة عدن، وكتب عن الأوضاع الاقتصادية فكان بحق الصحفي الشامل الذي وضع العديد من الأسس لمهنة الصحافة من خلال عمله المتواصل فيها من دون كلل، وهذا يدل على سعة ثقافته وخبرته في الحياة واتصاله مع كل جديد في عصره.في تلك الحقبة من تاريخ عدن ذاعت أعماله بشكل واسع بين الناس، وأصبحت من الأفكار التي توضح لهم أبعاد القضايا ومسار الأحداث، لذلك تعد كتاباته في هذا الوقت من المراجع المهمة في معرفة الاتجاهات والتصورات المتعددة لعدن وأهلها سياسياً وثقافياً واجتماعياً، من خلال العمل الصحفي فقد كان يرى أن الصحافة مهنة عظيمة وإنسانية تحمل من الواجبات تجاه المجتمع والفرد ما يخلق لها مكانة سامية في وجدان وضمير الأمة وعليها الارتقاء بوعي الناس إلى مستوى روح العصر المدني الساعي إلى وضع القدرات الصحيحة القادرة على وضع مفهوم الحوار بدلاً عن الصدام.في عالم الفن الغنائي كتب العديد من الأغنيات وقدمت هذه الأعمال عبر عمالقة الفن أمثال أحمد قاسم، محمد مرشد ناجي وغيرهما من الأصوات الغنائية التي كانت معروفة في تلك الفترة، ومن أعماله المسرحية كتب عام 1966م تمثيلية لفرقة المصافي الكوميدية بعنوان (فلفة الغزالة).تعددت أعمال الأستاذ أحمد شريف الرفاعي، ولكن الغريب في أمره أنه لم فكر في جمع هذه الأعمال في كتب بل ظلت متناثرة على صفحات الصحف والمجلات وتسجيلات الإذاعة حتى غادر عدن بعد عام 1967م ولم يعد حتى وفاته في السعودية، وان ظل متواصلاً مع عالم الكلمة في المهجر.وهذا هو العامل الأكبر في غياب اسمه عن ذاكرة الأجيال في هذا الوقت، غياب تراثه لعدم جمعه وترتيبه حسب المواضيع التي قدمها للقارئ، وعندما نأتي لدراسة تطور الصحافة وإعلامها في بلادنا لا يمكن تجاهل اسم أحمد شريف الرفاعي، ومقدرة قلمه في الكتابة الصحفية وكيف تكون الكتابة معرفة وموهبة تتجدد كل يوم عند الصحفي من خلال تعامله مع الحياة والناس وإيجاد المادة الصحفية من أبسط الأشياء، وفي ذلك تصبح للكلمة معانيها المتعددة وللقلم أساليبه المتطورة وللصحفي إمكانياته المساعدة على رفع مستوى الصحيفة التي يكتب بها، لأن الأسلوب هو شخصية الكاتب ومرآة عقله وضميره أمام ذاته والغير.إن تاريخ الصحافة في بلادنا لن ينكر دور ومكانة أحمد شريف الرفاعي وإسهاماته الخالدة في كل المجالات التي سطر قلمه فيها، وتعلمت منه أجيال وعقول وسار في موكب المعرفة بساحات عدن، لذلك على الأجيال الجديدة التي تسعى للدخول إلى عالم الصحافة، أن تعرف من هو أحمد شريف الرفاعي ومكانته في هذا المجال.إنه تاريخ وإبداع وإرادة لدور الصحافة وحال أهلها، لذلك سوف يظل اسمه في قمة تاريخ الصحافة لدينا وتراثه مدرسة لمن أراد تعلم معنى الكتابة في دنيا الصحافة والقلم.
