مع أولي العلم
علينا أن نصوم مثل صيام المصطفى والسلف الصالح فإذا كان أول ليلة من رمضان فإننا ننوي صيام شهر رمضان طاعة وتقرباً إليه لقوله عليه الصلاة والسلام (إنما الأعمال بالنيات) فالنية ركن الصيام لقوله عليه الصلاة والسلام (من لم يبت الصيام من الليل فلا صيام له) وإذا كان آخر الليل تسحرنا بما تيسر من الطعام أو الشراب أو بهما مع نية الصوم لقوله صلى الله عليه وسلم (تسحروا فإن في السحور بركة) وإذا طلع الفجر أمسكنا عن المفطرات من طعام وشراب ووقاع وكل مفطر طوال النهار إلى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس بادرنا بالإفطار تعجيلاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور) كما نحاول أن يكون فطورنا على التمر أو الماء لقول أنس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء) ثم نصلي المغرب ونتناول طعام العشاء ثم نبار إلى المسجد للصلاة وتلاوة القرآن وأداء قيام رمضان المعظم ورغبة في مغفرة الذنوب لقوله صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) وهكذا نمسك عن الطعام والشراب والنكاح، وبذيء الكلام والغيبة والنميمة، ونحفظ جميع الجوارح عن الآثام ونشتغل بالعبادة والطاعة، وتلاوة القرآن طول النهار، ونبقى في ليلة على الحلال من الطعام والشراب والنكاح وحفظ الجوارح عن السيئات ونكثر من الإحسان حتى طلوع الفجر، ويستمر تعظيمنا لشهر رمضان وصيامنا له والإكثار من تلاوة القرآن ومدارسته، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدارس جبريل القرآن فيه وتكون أنفسنا سخية بالصدق والإحسان، كما كان الرسول أجود الناس بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان ويجب أن يزداد تعظيمنا لرمضان والإكثار من الطاعة في آخره أكثر من أوله ليختم لنا بخير ختام، ولأنها العشر الأخيرة، وفيها ليلة القدر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها أكثر بل كان إذا دخلت العشر جد واجتهد وشد المئزر وأيقظ أهله وأحيا ليله ويعتكف كل العشر، ويستمر هذا حتى يهل هلال شوال، فإذا رأيناه أفطرنا وفرحنا بالعيد لأن الله وفقنا لصيام وقيام رمضان ويقوم بزكاة الفطر عن كل فرد من الأسرة إطعاماً للفقراء وإدخال السرور عليهم، وتزكية لنفوسنا وصيامنا، ونذكر الله ونشكره، وقد ورد عن السلف صفة الذكر في العيد، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد