غضون
- حركة “الأخوان المسلمون” الأم في مصر تخوض المنافسة على المقاعد البلدية تحت شعار “لا لغلاء الأسعار”.. ولأن الانتخابات تجري في موسم الغلاء العالمي رأت الحركة أن اللعب في سوق السلع أفضل لها من اللعب على “الإسلام هو الحل”.- وهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها الحركة على التخلي عن شعارها “الإسلام هو الحل” بزعم أن الواقع يتطلب التفاعل مع المستجدات واستثمار هموم الناس لتحقيق نصر سياسي..- لكن لو تمكنت حركة الأخوان من الفوز في الانتخابات بفضل شعارها الرافض لغلاء أسعار الغذاء فكيف ستحول هذا الرفض إلى قرارات عملية؟ القرار سهل.. وهو أنها عندئذ ستخرج إلى الناس وتقول لهم: هذا ابتلاء من الله وعليكم أن تصبروا فلا سبيل لخفض أسعار الغذاء أحسن من الصوم أو تقليل وجبات الطعام إلى أن يأتي الفرج من السماء..- عندما كانت حركة الاخوان ترفع شعارها العتيد في كل المناسبات “الإسلام هو الحل” كان خصومها يقولون لها: يا إخوتنا أنتم لا تقدمون برنامجاً واضحاً في شأن كبير مثل الاقتصاد أو شأن صغير مثل التعامل الذكي مع البيئة من حولكم .. وقام زعماء ومثقفو الحركة يشهرون من جديد في وجه خصومهم شعار “الإسلام هو الحل”! وهو حل سهل ـ كما قال رجال الدين المستثمرون في بورصة الحركة.. يقول لك أحدهم: الحل الإسلامي لهذه الأزمات المالية والمشاكل السعرية موجود بين أيدينا والقرآن حدثنا عن أموال قارون.. إذا علينا نبش الأرض لاستخراج الأموال التي وأدعها ذلك الثري في مكان ما تحت الأرض .. والحل أيضاً يقدمه لنا القرآن .. فالقرآن أمرنا ان نستغفر الغفار وسوف تدر علينا السماء مدراراً.- أحد الموالين لحركة الإخوان هنا في اليمن ـ وهو عضو في مجلس النواب ـ جلس يستمع لبرنامج الحكومة التي قالت إنها سوف تعمل على الحد من التضخم فقام الرجل يلعن الحكومة لأنها قررت الحد من التضخم بينما المطلوب ـ كما قال ـ زيادة التضخم! هذا الغبي لا يعرف أن التضخم يعني ارتفاع أسعار السلع .. ومع ذلك يقول إن “الإسلام هو الحل”!