قصر العظم أحد أهم معالم دمشق القديمة في سوريا ومن أروع وأجمل المباني الإسلامية على الإطلاق.بناه أسعد باشا العظم، والي دمشق عام 1749 وجنّد لبنائه أمهر الصناع والعمال في دمشق، واستغرق العمل في القصر ثلاث سنوات واستخدم في بنائه أنواع الفنون الدمشقية والإسلامية ، ويشير بعض المؤرّخين إلى أن هذا المكان كان دارًا لمعاوية بن أبي سفيان ، يقع قصر العظم في مركز مدينة دمشق القديمة جنوبي المسجد الأموي، في أوّل سوق البزورية. وقد اتخذه المفوض السامي الفرنسي مقرًا لإقامته في بداية الاحتلال 1920. اشترته الحكومة الفرنسية من ورثته وحولته إلى معهد للدراسات العلمية. يشتمل قصر العظم على مجموعتين معماريتين متميّزتين هما: قسم الإستقبال (السلاملك)، قسم النّساء (الحرملك)، ويلحق بهما المدخل والمطبخ والحمّام. يقع المدخل في الجهة الغربية له باب كبير يتوسّطه باب صغير يفضي إلى ممرٍّ عريضٍ معقودٍ بمُصلّباتٍ حجريةٍ. ويؤدي هذا الممرّ إلى قسم الاستقبال الذي يشغل الجهة الجنوبية من القصر. له صحنٌ مستطيلٌ في وسطه بركة ماء وإيوان جنوبي واسع في طرفيه قاعتان. وفي شماله قاعة أخرى، فيها درج يؤدي إلى غرف الطبقة الثانية. والحرملك يشغل معظم أقسام القصر، يمتدّ صحنه من الشّرق إلى الغرب وفيه بركتان. تحيط بالصّحن القاعات والرواق ذات جدران مرخمة محفورة وملونة، كما تُزيِّنُ بعضها فسقيات رخامية جميلة. وتعلو تلك القاعات سقوف خشبية مدهونة ومحفورة ومزخرفة بأجمل أنواع الزخارف الهندسية والنباتيّة والكتابية. وتُعتبر تلك الزخارف من أجمل الصّناعات الدمشقية الفنية.يشغل الحمام الزاوية الشرقية الجنوبية من الحرملك، وهو نموذجٌ مُصغّر عن حمّامات دمشق العامة، ويزيد عليها بزخارفه المتنوعة. ويقع المطبخ في زاويته الشمالية الغربية. بُنيت القاعات والغرف حول الباحة بمداميك من أحجارٍ ملونةٍ بيضاء وسوداء وحمراء، تتخلّلها شرائط من الزخارف الملونة المعروفة بالأبلق.تعرض القصر لأضرار كبيرة خلال القصف الفرنسي لدمشق إبان الثورة السورية عام 1925 ، تم ترميم قصر العظم بعد ذلك ليصبح من أجمل وأروع القصور ونماذج العمارة الدمشقية.تحول قصر العظم عام 1954 إلى متحف للتقاليد الشعبية ، ورمم القصر بجميع أقسامه الداخلية والخارجية وقاعاته وتم تجهيز قاعات عديدة تعرض الكثير من العادات والتقاليد وتمثل الفلكلور السوري. يعد القصر نموذجًا للبناء الشامي - الدمشقي القديم بحجارته الملونة وأقسامه وقاعاته وحدائقه الداخلية ونوافير الماء وقاعاته الدمشقية المميزة الرائعة وأقسامه العديدة، وهو من أهم مقاصد السياح في مدينة دمشق القديمة. ولقد تم اختيار قصر العظم كأجمل بناء إسلامي.