مع الأحداث
حسن قاسملم تخرج قمة الكويت الاقتصادية والاجتماعية باعتقادي بقرارات واضحة وملموسة تنتشل الواقع الاقتصادي العربي نظراً لتأثرها بمعطيات الحرب الظالمة على غزة وتحويل مسارها إلى المصالحة العربية وقضايا سياسية فرضت على أعمال القمة.فالبرغم من الحلم العربي الكبير لشعوبنا العربية لجعل العرب رقماً مهماً عالمياً وكتلة اقتصادية إقليمية نظراً لما تزخر به بلداننا العربية من ثروات وتعدد لمصادر الطاقة النفطية والمائية والبحرية وتنوع بيئتها الاقتصادية الذي يؤهلها إلى طريق تحقيق الاكتفاء والتكامل الاقتصادي فيما بين بلداننا..إلا أن ما يشغل القادة العرب حالياً وما يجمعون من أجله هي القضايا السياسية والنزاعات والحروب والانقسامات العربية فيما تظل القضايا الاقتصادية والتجارية والاجتماعية ومحاربة الفقر وتوفير الغذاء قضايا غير محورية وهامشية بالرغم من أنها باعتقادي الوجه الثاني للسياسة إذ لم تكن وجهها الأول..وأذكر هنا بالنفط الذي استخدم سلاماً عربياً فعالاً في حقبة من الزمن في وجه أعداء الأمة العربية والإسلامية والذي باعتقادي أيضاً لن يكون اليوم ورقة ضغط مؤثرة .والواقع اليوم أن التبادل التجاري والاقتصادي بين الدول العربية المنشود سيظل محصوراً وإلى أمدٍ بعيد على السلع الخفيفة من العصائر والبسكويتات المعتمدة أساساً على أسلوب التعبئة للمواد الخام المستورد أغلبها من الخارج.فالأسواق العربية اليوم مغرقة بالسلع الأسيوية الصينية والتايوانية والماليزية واليابانية والأوروبية أكانت بجودة أو دون جودة غالية أم رخيصة..وتلبي كل ما يتعلق بحياتنا وفرحنا وحزننا وعاداتنا إبتداءاً ًمن إبرة الخياطة ومروراً بحليب الأطفال ولعبهم وسجادة الصلاة وملابسنا التقليدية وحتى فانوس رمضان وصبغة الرأس وبودرة التجميل.إذاً ما ذا تبقى للعرب من قوة اقتصادية بعد تلاشي سلاح النفط وعدم التحكم والسيطرة باسعاره التي أصبحت عبئاً علينا وتأثيراته السلبية على الاقتصاد والمواطن العربي.لم يتبقَ لدى العرب إلا الرضوح للقوى والتكتلات الكبيرة المسيطرة على كل المقدرات بعد أن وصل بها التحكم فينا حتى بأسعار المواد الغذائية وبرغيف العيش.فالحرب الظالمة على غزة وما عانته من دمار وخراب وحصار اقتصادي وصمود أبناء غزة وعجز المنظمات الدولية لإيقافها والضرب بقراراتها عرض الحائط شكلت باعتقادي وعياً عربياً قومياً لدى الشعوب العربية وأحرجت القادة والحكام العرب وأخرجتهم من حالة الانقسام والصمت باتجاه قمم عربية توافقية للعلمة الجراح والنهوض من السبات العميق للوقوف إزاء المخاطر التي تمارس ضد الأمة العربية في أمنها وغذائها.فهل سيستفيد العرب من الحرب على غزة في التوحد وتفعيل القرارات الاقتصادية الحالية والسابقة وإنشاء صندوق داعم للدول العربية النامية وانتشال حالة الفقر في الوطن العربي وإنشاء تكتل اقتصادي عربي موحد والاستفادة من دروس الأزمة المالية العالمية ومراعاة تنامي التكتلات الأوروبية والغربية..ماعدا ذلك سيظل العرب الحلقة الأضعف في التاريخ المعاصر ولن تقوم للعرب قائمة.