عرف التاريخ مجاذيب الحب العذري مثل قيس بن الملوح مجنون ليلى العامرية، ومجاذيب الحب الالهي كرابعة العدوية، ومجـــاذيب آل البيت كمجاذيب الإمام الحسين رضى الله عنه، الذين عاشوا فى رحاب ساحته بالقاهرة عازفين عن الدنيا ومافيها، ومجاذيب السيدة زينب رضى الله عنها التى اعتبروها رئيسة الديوان، ومجاذيب السيد البدوى صاحب المقام الشهير بطنطا والذين اشتهروا بالدراويش.والجذب حال من الوجد، فالوجدان إذا امتلأ بالمحبوب انخلع المحب عن العالم الخارجى بل حتى عن نفسه وانطلق الى أودية الفناء كما يقول الصوفية.لكن أغرب مجاذيب مصر هو حسان حمدان من قرية القرنة مدينة الموتى ومقبرة الملوك غرب النيل بالأقصر الذي انجذب في حب الملك المصري القديم توت عنخ آمون. حسان حمدان ترك أسرته والدنيا ومافيها ليعيش مع الملك الطفل في مقبرته في حالة فريدة من العشق النادر والهيام والوجد.حسان حمدان أسمر نحيل أشعث أغبر استبد به حب توت عنخ آمون وتدله في هذا الحب إلى درجة الهيام منذ سمع بكشف مقبرته على يد هوارد كارتر، ومنذ اختاره توت عنخ آمون شخصيا في رؤية منامية حارسا لمقبرته أشهر مقبرة في وادي الملوك. ظل يجري حافى القدمين إلى مخفره منذ عام 1923 لا يغادره إلا لمدة اثنتي عشرة ساعة كل أسبوع يزور فيها زوجته وابنه وبناته الأربع، ويعود بعدها مسرعا معتذرا عن هذه السويعات التي قضاها في دنيا الناس.كان يحيا مع الملك في مقبرة واحدة تراه في الصيف في أعلى المقبرة وفي الشتاء بجوار التابوت في حجرة الدفن ليحس بالدفء والأمان.وكان يؤكد أنه يعيش في سمر مع أبيه حمدان الذي مات وثالثهم الملك توت وكان يؤمن بالبعث على الطريقة الفرعونية.كان يصر على أن الملك توت توعده باللعنة إذا تركه وحيدا، وشعر بالمسؤولية عنه وربط بينهما هذا الرباط المتين من الوجد.كان زوار الأقصر من الأجانب يحرصون على لقائه حرصهم على زيارة وادي الملوك ومقابر عظماء التاريخ.لقد أضاف الحارس الراحل حسان حمدان إلى الاصطلاح الصوفي للمجذوب بُعدا جديدا لحب آخر، ولكن على الطريقة الفرعونية.
عشق صوفي على الطريقة الفرعونية
أخبار متعلقة