لا تقرأ هذا
شهدت مساجد مدينة عدن حركة تغييرات واسعة بقرارات مركزية من وزارة الأوقاف في العاصمة صنعاء منذ فبراير 2006م ، حيث تم استبعاد عدد كبير من خطباء المساجد المعتدلين واستبدالهم بخطباء سلفيين متشددين. وخلال السنوات الثلاث الماضية ظل خطباء المساجد السلفيون في مساجد مدينة عدن يشنون هجمات مسعورة ضد الفنون والموسيقى والغناء والرياضة والسياحة والسينما وتعيين النساء في مناصب وزارية .. بل إنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك بخطبهم التي تحرم عمل المرأة وتوجب تفرغها في البيت لإمتاع (البعل) وتربية الأطفال!!!. وخلال هذه السنوات الثلاث العجاف شهدت عدن ولأول مرة في تاريخها حملات تكفيرية شرسة من على منابر بعض المساجد التي يهيمن عليه سلفيون متشددون شملت صحفيين ومثقفين وفنانين وصحفاً ، بل إنها شملت أيضاً تكفير بعض رجال الدين المستنيرين. الأخطر من ذلك أن بعض مساجد عدن تحولت يوم الجمعة الماضية إلى مهرجانات تحريضية منظمة ومنسقة تضامناً مع تنظيم ( القاعدة ) الإرهابي .. واستنكارا للهجومين الاستباقيين اللذين شنتهما قواتنا الجوية الباسلة ضد أوكار الإرهاب في محافظتي أبين وشبوة .. وقد كان دور خطباء بعض المساجد في عدن مركزاً على تحريض المواطنين ضد السلطة وضد الهجمات التي استهدفت تجمعات الإرهابيين في منطقة ( المعجلة) بالمحفد في محافظة أبين ومنطقة (وادي رفض) في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة . إلى ذلك ألغى الشيخ العلامة أبوبكر المشهور رئيس أربطة التربية الإسلامية والداعية الصوفي المعروف في عدن محاضرة كان من المقرر أن يلقيها الأسبوع الماضي في مسجد سلمان الفارسي في مدينة كريتر والذي يسيطر عليه السلفيون منذ ثلاث سنوات . وقال شهود عيان إن إمام مسجد سلمان الفارسي قام بتحريض الناس في خطبة الجمعة قبل الماضية على منع المحاضرة التي كان مقرراً أن يلقيها المشهور تطبيقاً لبرنامج (الجولة الإرشادية ) الذي كان مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن يعتزم تطبيقه في عدد من مساجد المحافظة .وتردد أن مكتب الأوقاف قد عمد إلى إقامة محاضرة الداعية المشهور في مسجد ( سلمان الفارسي ) الذي يسيطر عليه السلفيون في عدن بهدف إختبار التسامح المذهبي في عدن ، إلا أن هذه التجربة فشلت بعد توتر الأجواء ومخاوف من صدامات في المسجد بين السلفيين والمواطنين .وبرر الشيخ المشهور اعتذاره عن إلقاء المحاضرة بأسباب صحية ، إلا أن مصدراً مقرباً من المشهور أكد أنه ألغى محاضرته تجنباً للفتنة والصدامات بعدما علم أن هناك من يقوم بتحريض المصلين ضده وضد المذهب الصوفي الذي يعتبره السلفيون مذهب ضلال وبدع - حسب تعبيره.وقال المصدر إن مسؤولين في شرطة مديرية صيرة نصحوا المشهور بإلغاء محاضرته في هذا المسجد الذي يسيطر عليه السلفيون تجنباً للمشاكل وهو مافعله.الجدير بالذكر أن مدينة عدن التي عرفت تاريخياً بالتسامح الديني ووجود المساجد والمعابد والكنائس وكذا مقابر اليهود والنصارى والشيعة الأثنى عشرية، تعاني من نشاط يخالف تاريخها وتراثها المتسامح بسبب قيام وزارة الأوقاف قبل ثلاث سنوات بإبعاد عدد من خطباء المساجد المعتدلين واستبدالهم بخطباء سلفيين متشددين .